الغضب الشعبي العراقي
– حملت التظاهرات الشعبية الغاضبة التي يشهدها العراق تعبيرا مباشرا عن غضب مختزن على الفساد والاهتراء في الخدمات فالعراق كبلد غني بثرواته أنفق كما لبنان مليارات الدولارات على إعادة تجهيز الكهرباء خلال خمسة عشر عاماً ولا يزال يعاني من أزمات الكهرباء.
– خروج الشباب العراقي الغاضب يشبه ما شهده لبنان في محطات مشابهة سواء من زاوية الأسباب أو النتائج. فالثابت في تجارب الحراك الشعبي أن تحقيق أي إنجاز لا يتوقف على الصراخ والغضب بغياب شرطين أساسيين: وجود قيادة واضحة للحراك الشعبي ووجود أهداف مباشرة يمكن تحقيقها جراء التحرك كاستقالة وزير أو إدارة أو فرض حل معين بتشريع أو بقرار.
– الغضب المشروع والمفهوم بأسبابه يواجه خطر التحول دائماً إلى بيئة من الفوضى الشعبية والسياسية والأمنية أيضاً، حيث تنشأ سيولة في الشارع بلا قيادة وخارج السيطرة ويتاح لمجموعات منظمة صغيرة التحكم بها وتوظيفها. والربيع العربي كان مثالا حيا على إدراك القوى الخفية للفرص التي تتيحها هذه التحركات وعلى قدرتها في توظيف واستثمار هذه الفرص.
– يكفي تخيل اقتحام أي تجمع منتسب للتظاهرات ولو بالعشرات لمقر حكومي حساس وتصويره عملاً احتجاجياً سلمياً، والخيار بين التعامل معه بالقوة أو التراجع أمامه وكل منهما سيجلب كارثة.
– رهانات القوى السياسية على تحمل لعبة الفوضى في العراق في غير محلها، والرهانات على تسجيل النقاط كل في مرمى الآخر خاطئة، والإسراع للتلاقي وترتيب صيغة حكومية قادرة على طمأنة الشارع وتهدئته تتقدم على كل خيار آخر.
التعليق السياسي