الاحتلال يدمّر قبلة التراث الفلسطيني في غزة
لم تكن قرية الفنون والحرف التابعة لبلدية غزة المقامة بجوار متنزه الكتيبة وسط مدينة غزة، مجرد قبلة للفنانين التشكيليين على اختلاف مواهبهم وهواياتهم، بل كانت أكبر محاضن التراث الفلسطيني الذي يسعى الاحتلال بشكل حثيث لتدميره والقضاء عليه وصولاً للقضاء على الهوية الفلسطينية، كما يعتقد.
«قرية الفنون والحرف هي محضن للتراث الفلسطيني العربي الأصيل حيث إنها مبنية من الطين ومواد محلية»، هذا ما أكّد عليه مدير عام الشؤون الثقافية والمراكز في البلدية عماد صيام.
ويضيف: يعود تاريخ إقامة القرية إلى الثمانينيات، حيث يؤكّد إعادة ترميمها بشكلها الذي كانت عليها قبل أن تدمرها الطائرات الحربية الصهيونية من طراز افـ16 بشكلٍ كامل السبت الماضي.
ويشير صيام إلى أنّ دماراً شاملاً حل بالقرية التي حاول الاحتلال بقصفها استهداف التراث الفلسطيني وتدميره، مبيناً أنّ حجم الخسائر والمقتنيات التي تمّ تدميرها قُدّر بمبلغ نحو 350 ألف دولار.
وتهتم قرية الفنون والحرف، بتنظيم المعارض الفنية، وبرامج تطوير فن الرسم في المدارس، والدورات الفنية المختلفة، وورش الحرف في القرية.
وتضمّ بين جنباتها أربعة بيوت أساسية: بيت البسط، بيت النحاس، بيت التطريز، بيت الخشبيات، حيث تشمل تلك البيوت مقتنيات تراثية وتاريخية قديمة كانت تعدّ مزاراً للسُياح المحليين والأجانب.
وتبلغ مساحة القرية 250م2، مصمّمة بإيحاء من الفن الإسلامي التقليدي، حيث شُيِّدت على شكل بيت تقليدي بعناصره المختلفة، فالأقواس والقبب والسقف العالي، والساحة الداخلية التي تتوسط البيت، تمتاز بشكلها الرائع.
فيما تبلغ مساحة القاعة الثقافية 150م2، مجهّزة بأثاث يتناسب مع طبيعة القرية، وتستخدم هذه القاعة لتنظيم العديد من النشاطات والفعاليات وورش العمل الفنية والندوات والمحاضرات الثقافية، ويمكن استخدامها من المؤسسات الخارجية مقابل رسوم رمزية.
المركز الفلسطيني للإعلام