ظريف: نريد عملاً من أوروبا حيال التزامها بالاتفاق النووي وليس فقط إبداء وجهات النظر وإصدار البيانات!
في الوقت الذي أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أهمية العلاقات مع أوروبا بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، نوّه إلى أنه «من الضروري الآن لمس إجراءاتها العملية»، في إشارة إلى تأكيد تمسكها بالاتفاق النووي.
كلام ظريف جاء خلال مقابلة له مع قناة «EuroNews»، حيث قال «يجب على أوروبا ألا تكتفي فقط بإبداء وجهات النظر وإصدار البيانات، بل نحتاج إلى إجراءات عملية، خاصة في مجال الأعمال المصرفية، الاستثمار والطاقة والنقل والدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة».
حيث أكد ظريف على «أهمية العلاقات مع أوروبا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي»، مشيراً إلى «أنه وبعيداً عن التزام الأوروبيين السياسي بالتمسك بالاتفاق من الضروري الآن لمس إجراءاتهم العملية».
وعن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في قمة هلسنكي وتأكيدهما نوعاً من التقارب لما يحدث في سورية، علّق ظريف قائلاً إنّ «مصير سورية يجب أن يقرّره أهل البلد».
وأضاف ظريف أن «الشعب السوري أظهر مثابرة كبيرة في مواجهة الضغوط الشديدة والعمليات الإرهابية وغزو المتطرّفين على مدى سبع سنوات، وبالطبع، أظهرت إيران وروسيا دعمهما لشعب هذا البلد»، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني «نحن حافظنا على حسن التنسيق والعلاقات الجيدة مع روسيا والحكومة السورية وسنواصل القيام بذلك. الهدف العام للأطراف الثلاثة هو محاربة الإرهاب والتطرف»، معتقداً أنه «إذا لم تكن مقاومة الشعب السوري موجودة لما حققنا النجاحات الأخيرة على صعيد عزل وهزيمة الجماعة المعروفة باسم داعش».
وزير الخارجية الإيراني تطرّق أيضاً إلى المحاولات الخفية التي تبذلها واشنطن وحلفاؤها لدعم الجماعات الإرهابية في سورية، فرأى «إذا كان ترامب، يريد الحصول على أي مصداقية من الصراع السوري، فإنّه لن يجني سوى دعم داعش».
ولفت إلى أن جزءاً من خطاب ترامب في قمة هلسنكي والقاضي بأن إيران يجب ألا تستفيد من فشل داعش، فرأى أن «هذا الموقف يؤكد دعم الرئيس الأميركي لعناصر داعش والمصادر الغربية لديها وثائق معتبرة، تثبت بوضوح هذا الدعم».
وأكد أن «استخدام عناصر داعش والمنظمات المتطرفة للأسلحة الأميركية هي إحدى تلك الوثائق».
من جهة أخرى، أكد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمد واعظي، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء «مهر» إنه «خلال الزيارة التي قام بها الرئيس روحاني إلى نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب ترامب ثماني مرات من الفريق الإيراني، الاجتماع مع رئيس الجمهورية».
وأوضح واعظي «أن الفريق الإيراني لم يلبِّ الطلبات التي جاءت بعد إعلان ترامب تماماً إنه لم يعد قادراً على تأكيد احترام إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، ممهداً بذلك لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي».
وأكد واعظي «لدينا سياسة شفافة وموقف واضح حيال علاقاتنا مع الولايات المتحدة … ولن نرضخ للضغوط».
وقال ترامب «إنه منفتح على إجراء محادثات من أجل إبرام اتفاق جديد مع إيران يشمل البرنامج النووي وكذلك الدور الإقليمي لإيران وبرنامجها النووي».
وأكدت إيران «أنها لن تجري أي مفاوضات حول الاتفاق المبرم منذ 2015 مع القوى الكبرى».