جرس الإنذار صدح من بغداد فهل سمعه المعنيون في بيروت؟
تشهد مدن جنوب العراق انتفاضة شعبية عارمة بدأت من البصرة وانتشرت كالنار في الهشيم وبلغت بغداد والأخريات كما جرى في حراك عام 2015…
البصرة مؤشر قوي على عسف النظام وفساده وإهماله، فالمحافظة تصدّر أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط وتبقى بلا كهرباء أو ماء أو خدمات، وينفلت الأمن فيها لمسلحي الأحزاب والعصابات وتقع على مثلث الحدود وتمسك بشط العرب…
بين عراق ما بعد غزو أميركا ولبنان تشابه كبير كمثل نظام محاصصة طائفي ومذهبي وطبقة غارقة بالفساد والإفساد وانتخابات تجري عملية تعطيل نتائجها بفراغ حكومي وبشدّ وجذب بين الأحزاب بما يخصّ الحصص في الحكومة، وتقع الطبقة السياسية وولاؤها بين أميركا وإيران ولكلٍّ حلفاء…
انفجر السخط الشعبي ولن يعود المارد الى قمقمه، فكلّ ما عطل حراك 2015 انتفت أسبابه ووعود الحكومة بالإصلاح تبخّرت كما في لبنان، والحرب على داعش انتهت ولم تبدأ إعادة الإعمار، والانتخابات حصلت ولم تتوفر بنتائجها أو بسبب امتناع الطبقة المتحكمة فرصة للتغيير ولو الشكلي، والمشاكل بلغت ذروة لم يعد الناس قادرين على تحمّلها…
والخلاف بين الرعاة على أشدّه والتناقضات الإقليمية والدولية متفجرة وتبحث عن ساحات للتنفيس.
سيُتهم الحراك بشتى الأوصاف، وسينبري كثيرون في رشقه بالاتهامات والتخوين وووو لكن لا أحد يستطيع نفي حالة الفساد والخيانة وبلطجة الطبقة المسيطرة ولا أحد قادر على نفي المعاناة وأسبابها.
عندما يبلغ الفساد هذا الحدّ يقول ابن خلدون تصير الفوضى مقدّمة ضرورية للتغيير… هذا ما هو جارٍ في العراق والأغلب ما سيصير في لبنان وأخريات تتشابه مع الحال العراقي ما لم ينهض المسؤولون ويحاولون التسوية والإصلاح بالسرعة الكلية… وتفعيل الدولة وتقديم الخدمات…
الأوضاع في لبنان باتت لا تطاق والعهد يتآكل والمقاومة مستهدفة ولا بدّ من مبادرة أو تضيع الفرص وينقلب الأمر على فوضى وسلاح وما زالت بؤر وخلايا الإرهاب كامنة وقادرة…
جرس الإنذار صدح من بغداد فهل سمعه المعنيون في بيروت أم أصمّوا آذانهم؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي
لدعم خيار المقاومة