قراءات من الزمن الماضي
يكتبها الياس عشي
القراءة الثانية
… سأكون مضطرّاً للبحث في عشرات من المجلات الثقافية التي غابت عن الصدور، وسيكون اختياري عشوائياً في انتقاء المجلة وفي تاريخ صدورها.
مهمّة شاقة.. تجربة مثيرة.. قد يتهافت عليها البعض، وقد يرفضها بعض آخر، ولكني سأحاول أن أقدّم أطباقاً شهية مرت في زمنهم، أو في زمن قبلهم، ولم يذوقوا طعمها.
في افتتاحية العدد الخامس من مجلة «الآداب» الصادر في حزيران سنة 2003 ترك مؤسّس المجلة سهيل أدريس وصية على قدر كبيرة من الاهتمام، يقول فيها:
«إنني، وبعد عمل ثقافيّ يزيد على نصف قرن عاصرت خلاله جميع أنواع الاستعمار الذي عمّ وطننا العربي من مشرقه إلى مغربه، بدءاً بالاستعمار التركي ومروراً بالفرنسي والبريطاني والصهيوني وانتهاءً بالاستعمار الأميركي والبريطاني للعراق الحبيب، ليس لي إلا أن أدعو أبنائي وأحفادي إلى أن يتمسّكوا براية الكفاح، وبراية التصحيح والنقد معاً، المهمّ هو أن لا يدعوا لليأس مطرحاً من قلوبهم، فالمقاومة هي قدرنا ـ بل شرفنا ـ الأعلى، واليأس هو عدوّنا الأول والأخير».
ترك سهيل أدريس لأولاده وأحفاده وقرّائه وصيّة ببضع كلمات: تمسكوا بالكفاح، والمقاومة، وحرية الرأي.