تظاهرات حاشدة في بغداد ومدن جنوب العراق.. وإعلاميون يدعمون المتظاهرين ومطالبهم
أعرب المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، ما سمّاها بـ»الإجراءات البوليسية الملتوية» لتبرير العنف والقمع والاعتقالات المستخدمة ضد المتظاهرين، داعياً إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين من المحتجين الذين لم تثبت مشاركتهم في عمل غير قانوني وإجراء تحقيق محايد مع الذين قابلوا الاحتجاجات بالعنف.
وقال الخالصي في بيان، إن «احتجاجات الجماهير المحقة ومظاهراتها التي تعم البلاد منذ أيام على سوء الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات ومستلزمات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء والماء والكهرباء وفرص العمل والتعليم بسبب الفساد المستشري في الأجهزة الرسمية، والسطو على المال العام، وتزوير الانتخابات بلا مساءلة رادعة، تنذر بعواقب وخيمة جداً ما لم تتلقّ المعالجة الحكيمة وبالمستوى المطلوب من القائمين على الأمور»، موصياً بـ»الاحتجاجات السلمية».
وأضاف الخالصي، «قد بلغ السيل الزبى بعد اليأس من نتيجة الانتخابات التي زوّرت فيها إرادة الشعب على اوسع نطاق وأعقبتها جريمة حرق صناديق الاقتراع لطمس آثار الجريمة، فانطلقت الجماهير في ثورة تعبّر فيها عن استيائها وتطالب بحقوقها المسلوبة بعد أن سدّت في وجهها جميع الأبواب للتعبير عن محنتها الظالمة، فمن الطيش أن تقابل بالإجراءات البوليسية الملتوية لتبرير العنف والقمع والاعتقالات ضدهم، بدلا من الإصغاء لمطالبها المشروعة، والمسارعة إلى تلبيتها قدر الإمكان وفتح آفاق الأمل أمامها».
وتظاهر أمس آلاف العراقيين في بغداد ومدن جنوب البلاد، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الخدمات وفرص عمل، وسط انتشار أمني كثيف.
ففي العاصمة بغداد، أفاد مصدر أمني أن العشرات تظاهروا في ساحة التحرير وسط المدينة، مشيراً إلى وجود انتشار كثيف للقوات الأمنية قرب الساحة.
من جانبه، أكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي، عدم حصول أي تماس بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة التحرير وسط العاصمة، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية مهمتها حماية المتظاهرين.
وفي محافظة البصرة جنوب البلاد، رفع المتظاهرون الأعلام العراقية ولافتات كتبت عليها شعارات مندّدة بـ»الأحزاب الفاسدة»، وسار المحتجون أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل.
أما في محافظة ذي قار، فتظاهر آلاف الأشخاص يتقدّمهم شيوخ العشائر في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مطالبين بإقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، وكذلك حلّ مجالس البلدية كافة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن التظاهرة جرت وسط إجراءات أمنية مشدّدة، في حين هدّد المتظاهرون باستمرار «التظاهرات وخروجها عن نطاق السلمية»، إذا لم تنفذ مطالبهم.
وفي محافظة ميسان، تظاهر المئات من أهالي مدينة العمارة، مطالبين الحكومة المركزية بإيجاد فرص عمل وتحسين واقع الكهرباء.
وسار المتظاهرون من شارع دجلة وسط المدينة باتجاه مبنى المحافظة شرق البلاد.
ومن جهتهم، طالب المتظاهرون في محافظة كربلاء، بتحسين الخدمات والطاقة الكهربائية، وإنجاز المشاريع المتلكئة.
وأكد المئات من أهالي المدينة تضامنهم مع أهالي البصرة وبقية المحافظات.
وتتواصل في محافظات وسط وجنوب العراق، منذ مطلع تموز/ يوليو الحالي، تظاهرات احتجاجية مطالبة بتوفير الخدمات والقضاء على الفساد تخللتها أعمال عنف وحرق مقار الأحزاب السياسية.
وفي السياق، وعلى وقع استمرار واتساع التظاهرات في جنوب ووسط العراق، أعرب عدد من الفنانين والإعلاميين العراقيين عن دعمهم للمتظاهرين ومطالبهم، التي خرجوا من أجلها في الشوارع منذ أكثر من 10 أيام.
وتناقل عدد من هؤلاء المشاهير صوراً عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كتب في بعضها «مرحبا أيها العالم هناك شعب يقوم الآن بثورة في شوارع العراق.. أظهر دعمك لحق هذا الشعب في الاحتجاج السلمي»!
ومن ضمن من أظهر دعمه من الفنانات والإعلاميات: سهير القيسي وزينب سلبي وشذى حسون ودالي وميس كمر وداليا رياض ودموع تحسين.
وبالطبع حظي موضوع التظاهرات باهتمام خاص من قبل الإعلامي أحمد البشير من خلال برنامجه السياسي الساخر «البشير شو»، الذي طالما انتقد شخصيات سياسية وحكومية بارزة.