نهاد سمعان: فادينا ومعلمنا سلك طريق الخلود.. وأنتم أيها الشهداء استشهدتم لتحي سورية
أحيت مديرية حمص القديمة التابعة لمنفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعادة، باحتفال في ساحة الملجأ في الهواء الطلق، كرّمت خلاله الشهداء الذين استشهدوا في الحي وأهالي شهداء الحي.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، فكلمة تعريف ألقتها رنيم الأخرس، بعدها تمّ عرض فيلم قصير عن الشهداء يتضمّن صوراً لهم وتسجيلات. وسلّم المنفذ العام نهاد سمعان ومدير مديرية حمص القديمة منويل حنا ذوي الشهداء بطاقات تذكارية.
كلمة المنفذية
وألقى منفذ عام منفذية حمص العميد نهاد سمعان كلمة أشاد فيها بالشهداء وفعل الفداء وخصّ شهداء الحي بالتحيّة، وجاء في كلمته:
جميل أن يلاقي المرء مَن يُحب، في المكان الذي يُحبّ، وخصوصاً في اللحظات التي نستذكر فيها من نحبّ.
هذه الأحياء العريقة لها في نفسي مكانة خاصة، ولي فيها مكان خاص. فيها جذوري ومسقط رأس أجدادي، وفيها ذكريات طفولتي، هنا كتبت أول حرف وقرأت أول كلمة.
هذه الأحياء تعبّر بحجارتها وأبوابها عن تراثنا وتاريخنا وطبيعتنا… فيها روح هويتنا وذاكرة مدينتنا. ولأنها كذلك، دخلنا إليها لتخليصها من الإرهاب، بعد عملية معقدة بتاريخ 9/5/2014 فحمينا أهلها وسكانها ووفرنا لهم عودة آمنة وبقاء آمناً. وكلكم تذكرون كيف ارتفعت أعلامنا على الشرفات والنوافذ، وكيف صارت رايتنا عنواناً للبيت المأهول، وأن أصحابه من محبي سورية.
أضاف: أحياء تعهدنا خدمة أهلها ثلاث سنوات، كلّفتنا الكثير، لكننا سعداء بهذه الخدمة، لأننا كنا نسمع من الأهالي كلاماً جميلاً وبأنّ سلوكنا صحيح وأننا على الطريق الصحيح وأن فعلنا موضع تقدير. وكل ذلك لما كان ليتحقق لولا هؤلاء الأبطال الذين نجتمع اليوم لتحيتهم.
وقال: في يوم الفداء نذكر فادينا ومعلمنا وكيف سلك طريق الخلود. نذكر تلك الإرادة العظيمة لهذا الإنسان الواعي المدرك أبسط وأدق تفاصيل حالنا المريض. نذكر هذا العظيم الذي شخّص مرضنا ووصف العلاج، علاج ما زلنا حتى اليوم لا نرى غيره ناجحاً حتى في الخيال.
في يوم الفداء نستذكر مَن ساروا في طريقه وعلى خطاه، فدائيينا الذين نذكرهم اليوم من أبناء الحي أو ممن استُشهدوا فيه. لي مع كل واحد منهم قصة أو قصص، قصص افتخر عند تردادها، قصص عندما أتذكرها استبشر خيراً في مستقبل وحياة أمتنا السورية، قصص مختلفة، بحسب شخصيتهم وطبيعتهم وفطرتهم.
نعم إنّها قصص مختلفة، لكنها جميعها تعبّر بأنّهم يشتركون في قاسم مشترك واحد، هو حبهم لسورية، حبهم لهذه الأرض التي يحيون فيها، حبهم لأهلهم ومجتمعهم الذي أرادوا أن يحافظوا على هويته وروحه الأصيلة.
لقد قرروا جميعاً وطوعاً الحياة من اجل سورية. جميعهم قررروا العمل لأجلها، لأجل حريتها وعزتها وسيادتها، قرروا الدفاع عنها، عندما رأوا هذا التنين يهاجمها لقد أدركوا أنّ الذي يحيا من أجل قضية يموت من أجلها متى رأى أنّ موت الفرد سبيل لحياة المجتمع، فقضوا شهداء لحياة الأمة وقوتها، بعضهم استُشهد في أول مسيرته وبعضهم نال الشهادة بعد نضال طويل.
كانوا مدركين تماماً خطورة مهماتهم على اختلافها، لكنهم لم يخافوا ولم يتردّدوا. كانوا يدركون أنّ مسيرتهم محفوفة بالمخاطر، لكن ذلك زادهم إصراراً فهم يعرفون أنّ تحقيق الأهداف يحتاج إلى القوة وإلى الإصرار وإلى السلاح، إذ لا سبيل لإحقاق الحق إلاّ بالقوة.
بطبيعتهم الإيجابية المعطاءة ونخوتهم وشهامتهم سلّموا وديعة الأمة.
عطالله الوطواط صبحي فراس – خليل عزالدين حسان نعيم – لقد سجلتم أنفسكم بدمائكم الطاهرة في سجل الخالدين وأصبح ذكركم مؤبداً، طالما هناك حياة على هذه الأرض.
لقد استشهدتم لتحيا سورية وستحيا. استشهدتم ليحيا سعاده وها هو حي بيننا، بل هو الأقوى حيوية بيننا.
بدمائكم قلتم أبلغ قول وقلتم بأعلى صوت تحيا سورية ويحيا سعادة.