قتالاً لوحدة سورية: معركة صلخد ومعركة الكفر شرارتا الثورة السورية الكبرى المباركة «إن الجبل جزء لا يتجزّأ من سورية وتجمعه بها جامعة اللغة والجنس»
هاني الحلبي
عندما تلمّ التحديات بالأمم الحية تعتصم بتاريخها لتستلهم منه دروساً وعبراً فتزيد قوتها وتشحذ طاقاتها. و«لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب»، كما يقول القائد السوري الكبير سلطان الأطرش.
وعطفاً على ما سبق من حلقات ثلاث في ملف الثورة السورية الكبرى تم نشرها هنا في جريدة البناء، عرضت لخطأ دعوة الكتيبة الفرنسية إلى قلعة راشيا، والردود الشعبية عليه، ومحاولة الشباب الوطني تشكيل هيئة شعبية تتولّى هذا الملف الوطني التاريخي.
كانت هناك محاولة لتتولّى البلديات في المنطقة الأمر، بوصفها هيئات منتخبة، لكن معظمها، تحمّس في البداية، ثم تراجع. وبعضها الآخر ساوم على التاريخ والحقيقة للاهتمام بما يعنينا، كلبنانيين، بقوله ماذا يفيدنا من استعادة الثورة السورية الكبرى في هذا الظرف؟
التساؤل ساذج كفاية، وسطحي أيضاً، فلا شكّ في أن ليس في موضوع تكريم الشهداء ما يمكن ان يستفاد منه بجاه أو مكرمات مالية خليجية أو أرصدة فلكية أجنبية تضخ بلا حساب في البلاد، لمنع وحدتها الوطنية قبيل كل انتخابات، فكيف بعدها.
هكذا، التاريخ حقيقة، تفرض نفسها.
والأسوأ هو توغل هؤلاء في شيطنة ملاحم هذا التاريخ لصناعة تاريخ مستعار ومفبرك وانعزالي في حدود راعي الانعزالية الأول الجنرال غورو. ولبنان لو وعى الساذجون، أنه إذا انعزل عن محيطه المشرقي العربي لاختنق بعتمتهم وزال. وما يندى له الجبين هو ما تعمل له في السر والعلن جهات سياسية متهالكة، لا تقوى إلا بدعم سفارات، وربما غيرها أيضاً، على وصف قائد الثورة السورية الكبرى بقاطع طريق وزعيم عصابة.
كل هذا لم يفتّ في عزمنا، على إطلاق لجنة تكريم شهداء الثورة السورية الكبرى.
لمناسبة انطلاق الثورة في معركتي صلخد والكفر، بدءاً من 18 وحتى 23 تموز 1925.
ظلم المنتدب يهين الأحرار فتشتعل الثورة
مطلع العام 1925 حلّ الجنرال ساراي محلّ الجنرال ويغان، ما يسمى حينذاك «المفوض السامي في بيروت»، وكانت العمل الوطني في سورية حامياً، بخاصة بين إحكام التواصل بين الأقطاب السورية في دمشق وباقي مدن البلاد.
وكان حزب الشعب برئاسة الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وجّه أنظاره إلى جبل العرب واتصل بقادته المعروفين بوطنيتهم، وعقدت مواثيق جازمة باتحاد الجميع لإخراج الفرنسيين وضم الأجزاء السورية التي تتوزعها دول طائفية عدة، في كيان واحد. ولكن مستوى الوعي القومي في الجبل بعد مقاومة الأتراك تركز في معادلة أن مقاومة الاحتلال ترتبط بالعمل القومي الشامل في خطة واحدة لجمع أجزاء الوطن وتحقيق استقلاله.
وأرسل الجنرال ساراي الكابتن كارابييه حاكماً على الجبل، بوصفه دولة الدروز. لكن كارابييه تمادى في ظلمه واستبداده، وتحدّى برعونة المواطنين والكبار منهم وأخذ يجبر المواطنين على توقيع عرائض قسراً لتأييد خطته والقضاء على الوطنيين.
في 7 نيسان 1925 اعتقلت السلطة الفرنسية أعياناً من وفد ذهب ليفاوض الجنرال ساراي في دمشق لرفع المظالم وتنفيذ الاتفاق التي نص على أن يكون حاكم الجبل واحداً من أبنائه، وكان في طليعة المعتقلين عقله القطامي. وقد استشاط ساراي غضباً عندما شاهده مع الوفد، لأن وجوده كان يمثل وحدة وطنية سورية لا تفرق بين المسلمين والمسيحيين، وتعمل معاً على طرد الفرنسيين من الوطن، وهذا ما فاجأ ساراي.
في 18 حزيران سنة 1925 سافر وفد ثانٍ من أعيان الجبل برئاسة الشيخ يوسف الهجري لمقابلة ساراي في بيروت، بتنسيق من أوغست برونييه، أحد نواب البرلمان الفرنسي، وكان يحمل عريضة جاء فيها: «إن الجبل جزء لا يتجزأ من سورية وتجمعه بها جامعة اللغة والجنس، وتربطه بها روابط اقتصادية محكمة الحلقات، وتطلب من فرنسا أن يسود القانون في الجبل وأن يسمع شكاواه، وأخيراً ترجو إبدال كارابييه بحاكم آخر يعمل على تنفيذ مطالب الناس العادلة».
لكن ساراي رفض استقبال الوفد وهدّد أعضاءه بالاعتقال والنفي إن لم يعودوا فوراً. فزادت النقمة على الفرنسيين بعد وصول الوفد إلى السويداء، وزادت عزيمة الثوار على الثورة لطردهم.
وبعد يأس الوطنيين السوريين من تغير سياسة السلطة الفرنسية اتجاه الوطن وإصرارها على نهج الظلم والإذلال، تداعوا إلى اجتماع في القريّا في 18 تموز 1925، وأعلنوا الثورة على الفرنسيين مباركين خطوات سلطان الأطرش والقادة السوريين الوطنيين دفاعاً عن كرامة الشعب وحفظ الشرف وقيادة سورية نحو وحدتها الوطنية.
وكانت القريّا تعجّ بالفرسان والبيارق والثوار والحداء الحماسي وصهيل الخيول والنخوات والهتافات التي تعلن كلها الثورة على الانتداب، وتوجهت الجموع المقرن القبلي: إلى بكا وأم الرمان والغارية والمشقوق وامتان.
كانت ما زالوا المجاهدون قلة حتى بلغوا عرمان فاستقبلتهم بقضها وقضيضها، فكثر عددهم بعد الاتصال بالجهة الشرقية من الجبل، وحلقت فوقهم طائرتان حربيتان أسقطوا واحدة منها برصاص البنادق، فوق صلخد.
صلخد والكفر معركتا انطلاق الثورة
وهي تسمية لاشتباك حصل بين الثوار السوريين بقيادة سلطان الأطرش وقوات فرنسية من الانتداب الفرنسي، خلال يومي 19 و20 تموز 1925.
بعدما أسقط الثوار طائرة استطلاع فرنسية، وألقوا القبض على طياريها الجرحى. في اليوم التالي، استطاع الثوار السيطرة على صلخد وحاميتها الفرنسية من دون مقاومة كبيرة..
وقاد القوة العسكرية الفرنسية موريس بول ساراي وتومي مارتن، وكان مؤلفة من 40 عسكرياً، وقيل جُرح منهم اثنان. بينما قاد الثوار سلطان الأطرش ومتعب الأطرش وكان عددهم 250 مقاتلاً، ولم يعرف عدد الخسائر.
يمكن مراجعة:
Barr، James 2012 . A Line in the Sand: The Anglo-French Struggle for the Middle East, 1914-1948. W. W. Norton Company.ISBN 0393070654.
Betts، Robert Brenton 2010 . The Druze. Yale University Press. ISBN 0300048106.
Provence، Michael 2005 . The Great Syrian Revolt and the Rise of Arab Nationalism. University of Texas Press. ISBN 9780292706804.
ولما سيّرت سلطات الانتداب قوة عسكرية فرنسية بقيادة جابريل نورمان لتحرير الطيارين، أنذره الشيخ أسعد مرشد من مشايخ الكفر، ثلاث مرات متوالية، كما سلّمه رسول سلطان الأطرش رسالتين خطيتين تطلب إليه الأولى تجنب الاصطدام وفتح الطريق أمام الثوار إلى السويداء والثانية موجهة للسلطات الفرنسية العليا تحملها مسؤولية المصادمة. فلم يحفل نورمان بالإنذارات ولا بالرسائل وكل ما قام به هو أنه ارتفع مع جنوده إلى موقع وعر مستدير يشرف على الطرقات، واستعمل من أنواع التهديد والوعيد للذين أنذروه مما يدلّ على غبائه وغروره، بخاصة عندما قال لهم: أنه قادر على قتل آلاف الثوار بالرشاش الذي يحمله.
معركة الكفر
وهي من أبرز معارك الثورة السورية الكبرى، هناك التباس في تاريخها بين 21 أو 22 أو 23 تموز 1925.
وموقعها في بلدة الكفر، في جبل العرب، خلال فترة الانتداب الفرنسي، وسجل الثوار السوريون فيها نصراً كبيراً، بقيادة سلطان الأطرش، وكان عددهم 166 ثائراً، استُشهد منهم 70 منهم مصطفى أخ سلطان الأطرش. بينما القوة الفرنسية كانت حوالي 260 عسكرياً بقيادة نورمان تمت إبادتها ما عدا انفار تمكنت من الفرار.
ومعركة الكفر تكرست باشتباك عسكري دامٍ بين الجيش الفرنسي بقيادة الكابتن جابريل نورمان، وقوة الثوار السوريين بقيادة سلطان الأطرش، جرت أحداثها في مخيم الكفر، في جنوب سورية جبل العرب . وانتهت المعركة بهزيمة الفرنسيين، الذين تعرضوا لكمين من قبل قوات سلطان. واستطاع سلطان الانتصار على الفرنسيين بفضل دعم وأسناد من الأهالي. وبحلول نهاية تموز أحكم الثوار بقيادته، السيطرة جبل العرب كاملاً. وكانت هذه المعركة الثقاب المباشر لاندلاع الثورة السورية الكبرى.
ومن أبرز الأسباب التي مهّدت للمعركة القى الفرنسيون القبض في 12 تموز على ثلاثة من أصل خمسة من الشيوخ الرئيسيين لأسرة الأطرش، وهم عبد الغفار، نسيب وحمد إثر دعوة الشيوخ لمفاوضات بحجة وجود شكاوى ضد الحاكم العسكري الفرنسي لدولة جبل العرب، الكابتن كارابييه. وكانت الدعوة حيلة مدبّرة من سلطات الانتداب للقبض على نافذي الطرشان في الجبل، الذين اعتبرتهم سلطات الانتداب محرضين أساسيين على التمرد على تلك السلطات العسكرية في منطقة جبل العرب. وقد رفض الشيخان الآخران، متعب وسلطان الأطرش الدعوة.
وبعد إلقاء القبض على أقارب سلطان، بدأ حملة ميدانية في القرى لجمع الرجال في الجبل، فجمع المتطوّعين للانضمام إلى مجموعات الثورة. وكان سعي الفرنسيين للقبض على شيوخ آل الأطرش لمتلافي ثورة متوقعة في الجبل. لكن ما حصل هو العكس تماماً فقد أسهم الخداع والاعتقالات اللذين تم استخدامهما بجذب المشايخ النافذين، سببين مسرّعين لإعلان الثورة.
في 18 او 19 تموز أسقط مقاتلو سلطان الأطرش، برصاص بنادقهم، طائرة استطلاع فرنسية كانت تحلّق في سماء جبل العرب وألقوا القبض على طياريها الإثنين في محيط قرية المتن. وبعد يومين سيطر سلطان على ثاني أكبر مدينة في جبل العرب وهي، صلخد.
أرسل الفرنسيون الكابتن جبريل نورمان من السويداء، عاصمة جبل العرب، مع رتل يتألف من 166 صباحي من الوحدات الجزائرية والسورية وقوات الفيلق السوري لإنقاذ الطيارين المعتقلين.
في مساء يوم 21 تموز تموضعت قوة الكابتن نورمان خارج قرية الكفر، وهم في طريقهم إلى صلخد.
في الوقت نفسه، كان مبعوثان من سلطان يلتقيان نورمان لبدء مفاوضات إفراج عن المشايخ الثلاثة المعتقلين، وسحب القوة العسكرية من السويداء في مقابل نقاط يوافق عليها سلطان، لكن نورمان رفض التفاوض وقرّر متابعة تنفيذ مهمته العسكرية التي كانت استرجاع الطيارين وفرض السيطرة العسكرية في جبل العرب.
لكن في يوم 22 تموز، نصبت قوات سلطان كميناً للقوات الفرنسية،. وقد تفاوتت تقديرات قوات سلطان ما بين 150 وفق تقدير الصحافي السوري منير الريس أو 166 مقاتلاً و«الآلاف» وفق التقدير الفرنسي. وكانت قوات سلطان مؤلفة من أهالي قرية الكفر وفرسان بدو محليين من قبائل الساردية.
ولما اقتربت القوات الفرنسية ظهرت قوات الثوار من مواقعهم في التلال المحيطة والوادي القريب. واندلعت الاشتباكات لمدة ثلاثين دقيقة، حيث نجح الثوار في خرق التشكيل الدفاعي الفرنسي الذي اتخذ شكّل مربع، وتمكّنوا من قتل معظم جنود القوة الفرنسية.
يقول المؤرخ فيليب سعد خوري أن أكثر من نصف جنود نورمان قُتلوا، بينما المؤرخان قيس فارو ودانيال نيب يذكران بأنه ليس هناك سوى عدد قليل من الجنود الذين نجوا وتمكنوا لاحقاً من إبلاغ رؤسائهم بأمر الكمين.
في يوم معركة الكفر نفسه، بعد الإجهاز على القوة الفرنسية، سار سلطان وقواته إلى السويداء وأجبروا الحامية الفرنسية على البقاء في قلعة المدينة، حيث حاصروها. وهذا عرف بحصار السويداء.
وقد كانت معركة الكفر وحصار السويداء الشرارة الكافية لاندلاع انتفاضة عامة قد بدأت في أنحاء البلاد السورية.
وحسب المؤرخ فارو أن الهدف الرئيسي لتحركات سلطان كان إطلاق سراح شيوخ الأطرش المعتقلين في سجن فرنسي، في حين أن الإدارة الفرنسية رأت في تحركات سلطان بأنها مجرد أعمال تمرد واضطرابات.
لكن انتصار سلطان في مخيم الكفر استمال مشايخ جبل العرب وجواره، بما في ذلك أولئك الذين كانت لهم علاقات وطيدة مع سلطات الانتداب فانضموا إليه.
وما اقتربت نهاية شهر تموز، حتى غدت قوات السلطان آلافاً من المتطوعين من جميع أنحاء المنطقة، تقارب 10000 رجل. في ذلك الوقت، كانت قوات الثورة بقيادة سلطان في تحالف مع قبائل الساردية والسلوط في حوران، فسيطروا على مناطق جبل العرب وسهل حوران كافة، وانتشرت في أوضاع تمكنها من مهاجمة محطة المسمية التابعة لخط حديد الحجاز.
عن معركة الكفر يقول الدكتور الشهبندر في مذكراته:
إن الموقع التي حصلت فيه الملحمة من أوعر وأحصن ما رأت عيني، فقطع الصخر مصطفة فيه بشكل مستدير اصطفافاً يكاد يكون مصطنعاً، وكل واحدة منها متراس قائم بنفسه، ويؤلف مجموعها شكل بحيرة جافة لا قبل لأحد بمفاجأتها ومهاجمتها اللّهم إلا مَن أوتي إيمان الأنبياء وعزم الجبابرة.
انقسم الثوار السوريون بقيادة سلطان الأطرش قسمين، وخفوا من جهتين متقابلتين، وكان منظرهم وهم يقتحمون نيران البنادق من أرهب المناظر، ومن أراد أن يقدر حرارة الحماسة التي كانت تغلي في صدورهم فحسبه أن يتذكر أنهم قطعوا تلك المسافة من صلخد إلى الكفر عدواً لم يقفوا إلا حيث أوردوا خيولهم ماء في منتصف الطريق، وأوردوا سيوفهم دماء في منتهاه.
لم تمض عشرون دقيقة وبعضهم يقول ثلاثون دقيقة على الملحمة بالسلاح الأبيض حتى قضوا على الحملة قضاءً مبرماً، فلم يفلت منها إلا بضعة أفراد استطاعوا نقل خبر الكارثة إلى تومي مارتن في السويداء، تجاوز عدد الجنود المئتين والستين، وكانت خسائرنا أربعين شهيداً بينهم مصطفى الأطرش شقيق سلطان.
للمزيد يمكن مراجعة، موقع سلطان الأطرش وموقع وزارة الدفاع السورية، و:
Firro، Kais 1992 . A History of the Druzes. 1. BRILL. ISBN 9004094377.
Khoury، Phillip S. 1987 . Syria and the French Mandate: The Politics of Arab Nationalism, 1920 1945. Princeton University Press. ISBN 9781400858392.
Neep، Daniel 2012 . Occupying Syria Under the French Mandate: Insurgency, Space and State Formation. Cambridge University Press. ISBN 9781107000063.
Provence، Michael 2005 . The Great Syrian Revolt and the Rise of Arab Nationalism. دار نشر جامعة تكساس. ISBN 9780292706804.
Swayd، Sami 2009 . The A to Z of the Druzes. Scarecrow Press. ISBN 9780810870024.
أبرز نتائج انتصار الكفر
كان من نتائج هذا النصر في الكفر ما يلي :
1 جعل الثورة أمراً مبرماً وأغلق الطريق بوجه كل من يسعى للتوفيق بين المطالب الوطنية والغايات الانتدابية.
2 أبيدت الحملة الفرنسية عن أخرها تقريباً وقتل القائد ومعاونوه في مكانهم، وطارد المجاهدون بقايا الحملة الشاردة فلم يصل إلى قلعة السويداء إلا أنفار قلائل أخبروا القيادة بما حصل، وفقد الفرنسيون جميع مناطقهم الدفاعية في الجبل ليتحصنوا في قلعة السويداء مع عائلاتهم، وحاصر المجاهدون القلعة، كما نفخوا في جميع قرى الجبل روح الثورة، فهبّت كافة تلبي النداء، وتجاوبت أصداء هذا النصر في كافة المدن السورية وأريافها.
3 أذكت وطنياً الروح النضالية في كافة المناطق السورية واللبنانية، ومهدت الطريق لانتشار الثورة في ما بعد أن قدمت الدليل القاطع على أن أبناء الجبل على اختلاف هيئاتهم وطبقاتهم وطوائفهم، ولا يتخلون عن مبادئهم الوطنية ورسالتهم القومية.
5 ألقت هذه المعركة بعبء القيادة العامة في الجبل مدة الثورة على عاتق الزعيم الذي انتصر فيها هذا الانتصار الباهر، معنى ذلك أنها أوجدت من الفوضى التي يتعشقها السوريون نواة صالحة للنظام وتوحيد المساعي لبلوغ غايات حربية معينة، ولولا ذلك لكان عدد الذين يتسنّمون غارب القيادة الحربية بحق وبغير حق لا يُحصى، لأن عاداتنا أن من أنس في نفسه قمحة من الحياة توهمها جبلاً من القوة، كما يقول الشهبندر.