وزير الدفاع القطري: سننفق 1.8 مليار دولار لتطوير قاعدة العديد الأميركية
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية «إن العاصمة الأميركية واشنطن تشهد، اليوم، حدثاً دبلوماسياً بحضور رسمي قطري أميركي، غير أنه سيكون بمستوى منخفض، لئلا يتسبّب في إغضاب الدول التي تقاطع قطر».
وقال وزير الدفاع القطري خالد العطية، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، «إن بلاده ستنفق 1.8 مليار دولار لتطوير قاعدة العديد، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في عملياتها العسكرية لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، ويشمل التطوير مرافق سكنية أسرية جديدة لأكثر من 200 ضابط وتوسعات أخرى في البنية التحتية، إلى جانب التحسينات التشغيلية».
وقالت الصحيفة «إن هذه التحسينات، التي سيعلن عنها رسمياً، اليوم، هي نتاج اجتماعات على مدار عام بين العطية ونظيره الأميركي جيم ماتيس».
وأوضحت الصحيفة، «أن الحضور الرسمي الأميركي لهذا الحفل سيكون منخفض المستوى، تفادياً لإغضاب الدول المقاطعة لقطر».
ولفتت الصحيفة إلى أن «قطر من الدول المانحة الرئيسة لخطط الإدارة لتقديم مساعدات إنمائية إلى غزة والضفة الغربية كجزء من خطة أميركية سرية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وتعتبر قطر، أحد العملاء الرئيسيين لصناعة الدفاع الأميركية إذ قامت في العام الماضي بشراء طائرات إف 15 بقيمة 12 مليار دولار.
وقال العطية: «لقد اشترينا الكثير من المعدّات العسكرية من الولايات المتحدة. لذلك يمكننا الطيران جنباً إلى جنب مع شركائنا».
ووفقاً لبيان صدر عن حكومة قطر، فإن «عقد شراء 36 طائرة مقاتلة من طراز أف 15 يدعم 50 ألف وظيفة في أميركا وأكثر من 550 مورداً في 42 ولاية أميركية».
وتشمل عمليات الشراء الأخيرة صواريخ «جافلين» الموجّهة بقيمة 20 مليون دولار، وخدمات لوجستية ومعدات دعم بقيمة 700 مليون دولار، وأنظمة تسليح بنحو 200 مليون دولار «والتي تدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة».
لكن محور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر هو قاعدة العديد الجوية، التي تضمّ عشرات الطائرات، من بينها طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات استطلاع، وفقاً للصحيفة.
وتوسّعت العلاقات العسكرية الأميركية مع قطر بسرعة في التسعينيات، والجزء الأول من القرن الحادي والعشرين حيث بنى القطريون «العديد» وشجعوا الولايات المتحدة على استخدامها.
ونقل البنتاغون مركز عملياته الجوية إلى هناك من المملكة العربية السعودية في عام 2003 بعد أن رفضت الرياض السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية لمهاجمة العراق.
وينظر إلى استعداد قطر للسماح للولايات المتحدة بالتحليق بالقاذفات من قاعدة العديد على أنه أمر ذو أهمية خاصة. ولا تسمح دول أخرى في المنطقة بذلك وفقاً للصحيفة.
وقد أنفق الجيش الأميركي حوالي 450 مليون دولار في بناء قاعدة العديد منذ عام 2003 ما وسّع المنشأة من مهبط للطائرات، حيث كان العَديد من الجنود الأيمركيين يعيشون في خيام إلى كيان أكثر استدامة اليوم. وتقدّر قطر أنّها أنفقت 8 مليارات دولار هناك لدعم العمليات الأميركية.
وقال عطية «إن قطر تأمل في نهاية المطاف أن تعلن واشنطن قاعدة العديد منشأة أميركية دائمة، فصحيح أننا نريد أن نرى حلفاءنا وأصدقاءنا هنا بشكل دائم معنا، ولكن الغرض الرئيس من التوسعات هو أننا لدينا رجال ونساء بعيدون عن وطنهم، ونحاول دائماً التطوير والتوسيع لأجل جعل إقامتهم مريحة».
وأضاف العطية أنه «على مدار السنوات الخمس المقبلة، تنشئ قطر أيضاً قاعدتين بحريتين كبيرتين جديدتين على أعلى مستوى، وكلتاهما ستكون قادرة على استضافة شركائنا في الولايات المتحدة إذا ما رأوا أن ذلك مناسباً لإرسال قواتهم البحرية».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تنازع فيه قطر خصومها في الخليج، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، نزاعاً إقليمياً عميقاً وتتنافس على توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، إلا أنّها لم تثمر عن أي تقدّم حتى الآن.
وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، في تصريحات أمس، «إن الوساطة الكويتية ما زالت موجودة، غير أن فرص الحل أصبحت بعيدة»، مشيراً إلى أن «العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها مع هذه الدول، حال انتهت الأزمة» واصفاً مواقف وإجراءات الدول الأربع بـ «العدائية» تجاه بلاده.
واعترف الوزير القطري بأن «دولاً أجنبية تحاول أن تدلو بدلوها من أجل حلّ الخلاف، غير أن «المجتمع الدولي أصبح يعبّر عن ملل من الأزمة الخليجية»، في ضوء «عدم وجود بوادر للحل».