روحاني: الشعب الإيراني اختار المقاومة وما تتهمه به أميركا لا يستحقّ الرد
اعتبرت طهران التهديدات الأميركية لها بالسخيفة وأنّ الشعب الإيراني اختار خيار المقاومة، داعية واشنطن إلى «التخلّي عن لغة التهديد» وأن «تعرف حجمها على الساحة الدولية إذا رغبت بالتفاوض الجدي».
روحاني
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني «إن الشعب الإيراني صمد منذ البداية في مواجهة سلوك بعض حكام أميركا السيّئين وتهديداتهم الفارغة التي لا أساس لها».
وأكد روحاني «أن الشعب الإيراني اختار المقاومة وأن ما تتهمه به واشنطن لا يستحق الردّ».
وأضاف روحاني «الصمود والاتحاد والانسجام وعدم اهتمام الشعب الإيراني بهذه التهديدات والمخطّطات والسعي لإفشال مؤامرات الأعداء أقوى ردّ على الكلام السخيف لحكام أميركا»، وتابع «بدأت الحكومة إجراءات قانونية ودولية ضد الولايات المتحدة وقدّمت شكوى إلى محكمة العدل الدولية، ولها الحق في ذلك لأن العقوبات الأميركية تتنافى مع الالتزامات والقرارات السابقة لهذا البلد».
قاسمي
بدورها، دعت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتّحدة إلى «التخلّي عن لغة التهديد وأن تعرف حجمها على الساحة الدولية إذا رغبت في التفاوض الجدّي»، مشدّدة ًعلى أن «طهران لن تقبل بلغة التهديد».
وقال الناطق الرسميّ باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، «إن الأمة الإيرانية لن تتوقّف أبداً عن الدفاع عن نفسها وعن حماية حقوق الشعب وسلامة أراضيه واستقلاله»، داعياً الولايات المتحدة إلى «إدراك حجمها ومكانتها في الوقت الحالي وأن تسعى لأن تدرك أكثر ما هي مكانة وقدرة إيران».
باقري
كذلك، حذّر قائد الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري واشنطن من أن «بلاده ستردّ على أي هجوم أميركي بشكل قوي إقليمياً ودولياً».
ورداً على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد باقري في بيان «أن على واشنطن الحذر من رد فعل إيران، لأن القواعد العسكرية الأميركية تقع في مرمى النيران الإيرانية».
واشنطن تسعى لعقد صفقة جديدة!
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «استعداد واشنطن لعقد ما وصفه بـ صفقة حقيقية حول برنامج إيران النووي».
وقال ترامب في كلمة ألقاها أثناء اللقاء مع المحاربين القدامى في الحروب في الخارج: «سنرى ماذا سيحدث، لكننا مستعدون لعقد صفقة حقيقية، وليس مثل الصفقة التي عقدتها الإدارة السابقة، والتي كانت كارثية».
ويأتي ذلك بعد تبادل التهديدات بين دونالد ترامب والمسؤولين الإيرانيين، حيث حذر ترامب الرئيس الإيراني حسن روحاني من أنّ «طهران ستواجه عواقب خطيرة غير مسبوقة في حال استمرت بتهديد الولايات المتحدة».
من جهته دعا الرئيس الإيراني نظيره الأميركي إلى تجنب «اللعب بالنار»، مشيراً إلى أن الحرب مع إيران ستكون «أم كل الحروب».
أنقرة: طهران شريك استراتيجي لنا
بدوره، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أن تركيا لن تقطع علاقاتها مع إيران، باعتبارها شريكاً استراتيجياً لأنقرة».
وقال أردوغان للصحافيين، أمس، قبل توجهه إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في قمة «بريكس»: «قطع العلاقات مع شركائنا الاستراتيجيين الذين يتّسمون بأهمية بالنسبة لنا إسوة بالولايات المتحدة، يعارض مفهومنا عن السيادة»، مشيراً إلى أنّ «إيران جار وشريك لتركيا على حد سواء. ولدينا الكثير من المجالات المبنية على المنفعة المتبادلة».
وسبق لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أعلن أول أمس، «أن أنقرة لن تشارك في عقوبات الولايات المتحدة الأحادية الجانب ضد إيران ولن تلتزم بها».
وأوضح أوغلو «أن بلاده ستتضرر إذا قطعت علاقاتها مع إيران»، قائلاً: «نشتري النفط الإيراني، وبشروط مناسبة لنا. من أين سنحصل على البترول إذن؟ ما هو الخيار؟.. أوضحنا لهم أن تركيا لن تطبق هذه العقوبات. وقلنا إننا لا نعتبر العقوبات أمراً صحيحاً».
وكانت الولايات المتحدة قد دعت حلفاءها إلى «التخلي عن شراء النفط الإيراني»، مؤكدة أنها «تسعى لتقليص الإيرادات الإيرانية من النفط إلى الصفر».
تعيين محافظ جديد للبنك المركزي
على صعيد داخلي، عيّنت إيران عبد الناصر همتي محافظاً جديداً للبنك المركزي، وسط تداعيات جراء فضائح مصرفية وصعوبات يعاني منها اقتصاد البلاد.
وعُيّن همتي محل ولي الله سيف، الذي تولّى مهامه محافظاً للبنك المركزي منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في آب عام 2013.
وشغل المحافظ الجديد عبد الناصر همتي 61 عاماً ، منصب رئيس مؤسسة الضمان المركزي الإيرانية ومديراً عاماً لبنك سينا وبنك ملي، وجرى اختياره ليمثل إيران كسفير لدى الصين، قبل تعيينه في المنصب الجديد.
ويتعرّض البنك المركزي لانتقادات، خصوصاً بشأن «تعاطيه مع الأزمة النقدية، وخسارة الريال الإيراني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار العام الماضي».
وأدت محاولة في شهر نيسان المنصرم، لفرض سعر ثابت للريال، إلى ازدهار صرف العملات في السوق السوداء، ما أجبر البنك على التراجع عن خطته، وتسبّب لاحقاً في تدهور قيمة العملة إلى مستويات قياسية في يونيو الماضي.
وتزامنت أزمة إيران النقدية مع إعلان واشنطن في أيار الماضي، انسحابها من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران، ما زاد من الضغوط على الريال.
وفرضت واشنطن أيضاً عقوبات فردية على محافظ البنك المركزي السابق في شهر أيار الماضي، واتهمته بـ»مساعدة الحرس الثوري الإيراني في تحويل ملايين الدولارات إلى حزب الله اللبناني».
من جهته، شكر روحاني سيف على «خدمته القوية والجدية»، مضيفاً أن «لدى الحكومة ثقة تامة بهمتي».
الحرس الثوري يخمد حرائق أهوار العراق
في سياق منفصل، أعلن قائد العمليات الجوية التابعة للحرس الثوري العميد شمس الدين فرزادي، عن «قيام الحرس بإخماد الحرائق التي اندلعت في هور الحويزة العراقي جنوب غرب إيران».
وقال العميد فرزادي في هذا الصّدد: «الإجراءات التي اتخذتها قواتنا في إخماد حرائق هور العظيم في العراق»، أثبتت نجاعتها، إذ قمنا بإرسال مروحيتين من طراز ميل 171 مزوّدة بمعدات إطفاء الحريق و4 آلاف لتر من المياه إلى المنطقة».
وأضاف: «أخمدنا الحريق في هور الحويزة بشكل كامل ولا توجد أي مشكلة في الوقت الحاضر.. في الاجتماع الذي عقد بحضور مسؤولي لجنة إدارة أزمة المنطقة والبيئة وبعد دراسة الصور الفضائية والتنسيق بين إيران والعراق، صدرت الموافقة بالدخول إلى منطقة الأهوار، وتنفيذ عمليات واسعة لإخماد الحريق».
وأكد فرزادي أنّ «مروحياته نفذت أكثر من 70 ساعة تحليق لإطفاء الحريق، كما تمّ إرسال طائرة من طراز ايلوشين للمساعدة تحمل في كل طلعة 40 ألف لتر من المياه».
وتابع أن «النيران والدخان أثرا سلباً على المناطق المجاورة للأهوار في إيران والعراق، ودمّرت الكثير من مناطق القصب وزادت من تأثير ظاهرة العواصف الترابية في مناطق جنوب غرب إيران».
تطوير جديد في الترسانة الجوية
على صعيد تكنولوجي، أعلن قائد القوة «الجوفضائية» للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، عن «تزويد مقاتلات الحرس الثوري قريباً وللمرة الأولى بصواريخ مجنحة بالغة الدقة ذات مدى 1500 كم».
في هذا الشأن، تمّت إزاحة الستار عن 10 قاذفات من طراز «سو- 22» تمّ تطويرها من قبل خبراء القوة الجوفضائية وشركات علمية إيرانية.
وقال العميد حاجي زادة، «إن طائرات سو- 22 ورغم قدرات التحليق الممتازة التي تمتلكها مثل الطيران بسرعة 2.1 ماخ وارتفاع 50 ألف قدم، إلا أنها لم تكن حديثة من حيث بعض المعدات، لذا تم تطويرها من قبل الخبراء الإيرانيين وانضمت إلى أسطول القوة الجوفضائية للحرس الثوري».
وأضاف، «أنه وفي ظل هذا التطوير أصبحت هذه المقاتلة، القاذفة، قادرة على حمل وقذف قنابل سيمرغ العنقودية الذكية بالغة الدقة، وصواريخ جو – أرض و جو – جو ونقل المعلومات من الطائرات المسيرة على بعد كيلومترات عدة، وسيتمّ في القريب العاجل تزويد هذه المقاتلة، القاذفة بمنظومة صواريخ جو – أرض كروز بالغة الدقة بمدى 1500 كم».
وشدّد العميد حاجي زادة، على أن «القوة الجوفضائية رغم الحظر المفروض من ناحية المعدّات الحربية والعسكرية إلا أنها قادرة على استعداد لتحديث طائرات سوخوي 22».
واختتم قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري بالقول «قد توصلنا إلى إمكانيات تصنيع مختلف قطع الغيار والمعدّات، وأن الطائرات التي كانت جاثمة لفترة 28 عاماً قد تمّ إعدادها وضمّها إلى الأسطول الجوي للبلاد في ظل الاعتماد على القدرات المحلية».