لافرينتييف: سورية تقبل بعودة مَن يريدون وتقدِّم الضمانات
أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير لافرينتييف الذي استقبله في قصر بعبدا، ترحيب لبنان بالمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، معتبراً أن هذا الموقف يتجاوب مع الدعوات اللبنانية لتأمين عودة آمنة للنازحين، ما يحدّ من تداعيات النزوح السوري على الوضع في لبنان.
وشكر الرئيس عون الرئيس بوتين على دعمه للبنان والدور الذي لعبته روسيا لمحاربة الإرهاب ومنع تمدّده، لافتاً إلى أن «لبنان استطاع أن يقضي على المجموعات الإرهابية التي احتلّت جزءاً من الأراضي اللبنانية على الحدود الشرقية مع سورية»، كما تواصل القوى الأمنية القضاء على الخلايا النائمة كلها التي تمكّنت من اكتشافها.
وأعرب الرئيس عون عن استعداد لبنان لتقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ المقترحات الروسية بإعادة النازحين، سواء عبر اللجان التي ستُشكّل لهذه الغاية، أو عبر الآلية التي ستُعتمد، داعياً المجتمع الدولي إلى المساعدة في تحقيق هذه العودة، لا سيما أن الأزمة السورية باتت على أبواب الحل السياسي، ما يوفر الأجواء المؤاتية لتحقيق العودة.
كلام الرئيس عون جاء خلال المباحثات الموسّعة التي عقدها عند الرابعة من بعد ظهر أمس مع الوفد الروسي الدبلوماسي والعسكري المكلف متابعة موضوع النازحين السوريين. وشارك في اللقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف، قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان منصور، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري. كما شارك في الاجتماع المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والمستشار العسكري العميد الركن المتقاعد بول مطر والمستشار الدبلوماسي السفير شربل وهبه ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا والمستشار في وزارة الخارجية أسامة خشاب.
وضمّ الوفد الروسي الى جانب لافرنتييف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين والقائم بأعمال السفارة الروسية في بيروت فاتشلاف مقصودوف والجنرال ستانيسلاف غادجيماغوميدوف والجنرال فانسييف، إضافة الى عدد من الدبلوماسيين والضباط والمستشارين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين والسفارة الروسية في بيروت.
أشار رئيس الوفد الروسي من جهته إلى أن «إعادة النازحين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة»، لافتاً إلى أن «الحكومة السورية مستعدّة للقبول بمن يريدون العودة».
ولفت إلى أن «المحادثات كانت إيجابية جداً وسنواصل العمل المشترك حول الملف»، مضيفاً «النزوح حملٌ ثقيل وفي لبنان. هناك تفاهم والدولة جاهزة للتعاون مع مبادرة إعادة النازحين». وقال إن «هناك نقصاً في الثقة وفي الدعم المادي في مسألة العودة، لكن هذه الأمور قابلة للحلّ، وقررنا إرساء تنسيق في هذا المجال والضمانة هي أن الحياة الطبيعية تعود إلى سورية والحكومة السورية تقدّم هذه الضمانات». وأشار لافرنتييف الى أن «الدعم الدولي مهمّ لتحقيق العودة ونرى عودة يومية لنازحين ما يدلّ على أن لا تهديدات من قبل الحكومة السورية وهذه إشارة مشجعة للنازحين».
وقال اعتقد أن الشعور العام هو أن النازحين عبء على الدول التي تستضيفها، وهو ما تعاني منه أوروبا على سبيل المثال. هذا لا يعني حصول إجماع على وجهة نظر واحدة في المجتمعات. وفي لبنان، اعتقد أن الجو العام هو التعاون مع هذه المبادرة من أجل عودة النازحين.
وأضاف «لقد تمت إثارة أمر النازحين خلال قمة هلسنكي، ولم يكن هناك من نتيجة ملموسة، ولكن الرئيس الروسي قرّر القيام بالتعاون والتنسيق على أساس المساعدات الإنسانية. وأعتقد أن الإدارة الأميركية تحتاج إلى وقت لتبلور بعض الافكار.
وبعد انتهاء الاجتماع عقد في قصر بعبدا، اجتماع ضمّ رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلف، ليغادر بعده بري والحريري من دون الإدلاء بأي تصريح.
وكان الحريري عقد والوفد الروسي اجتماعاً في بيت الوسط وحضر عن الجانب اللبناني وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير شؤون النازحين معين المرعبي، الوزير السابق باسم السبع ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وجرى البحث في تفاصيل المقترحات الروسية حول الخطة المرتقبة لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم. وكان الوفد الروسي وصل مطار بيروت قرابة الثانية والنصف من بعد الظهر، متأخراً ساعة عن الموعد الذي كان يفترض أن يصل فيه إلى لبنان.