الهدوء والاتزان والتريّث من سمات العقلاء،

الهدوء والاتزان والتريّث من سمات العقلاء،

ولكنّنا في زمنٍ أصبح الهدوء فيه تماماً كالهدوء الذي يسبق العاصفة والتريّث أصبح كاللّحظات التي تسبق الانقضاض والاتزان محاولة للوقوف.

تغيّر العالم وتغيّرت النفوس والملامح، فخلف الابتسامة العريضة أسنان ذئب، وخلف العيون الذابلة مكر ثعلب وما خلف الكلمة الرقيقة إلاّ ألف حيلة وحيلة!.

لم يعد الطيّب طيّباً والوديع وديعاً…. والمهذّب مهذّباً… والمخلص مخلصاً،

فالقيم العملاقة أصبحت في تقزّم،

والأخلاقيّات والمفاهيم الاجتماعية الراقيّة أصبحت في انتكاس،

فكأن الإنسان تقهقر؟!!

فالفقيه أصبح جاهلاً والماهر صار أخرق والمتمرّس صار أحمق والمدرك صار غبيّاً،

أمّا المكان فقد أصبح متّسعاً للأرعن والطّائش والمغفّل والأخرق والأبله والأكْمَه… ومنكمشاً حتى العدم على المجرّب والمبصر والمدرك والحكيم.

اضمحلّت العلاقات الإنسانية، لأنّها خرجت من نطاقها المعنوي والرّوحي ودخلت حيّز المصلحة والنفعيّة، وتقلّصت البوادر الطيّبة، لأنّه لم يعُد هناك مَن يقدّرها حق قدرها وانعدمت الثقة لانعدام الصدق ومات الحبّ عندما اسودّت القلوب…

ولكن حتّى لا ينسج التشاؤم شبكته حولنا… سيبقى هناك أشخاص تفيض الطيبة من محياهم وأناس يغمر الحبّ ممشاهم… ورجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه من فطرة الحبّ والخير الّتي جبلوا عليها فطرة الإنسان الأولى والأبدية…

رنا جنيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى