العيناتي: مستمرون في تحركنا حتى تطهير ترابنا من إجرام مصانع الموت النكت: سنكون سداً منيعاً بوجه الهجمة الإرهابية البيئية ضدنا
تلبية لدعوة من لجنة كفرحزير البيئية، نفذ اعتصام شعبي قرب مصانع الإسمنت على أوتوستراد شكا الهري، استنكارا للموت اليومي الذي يتعرض له شباب الكورة بالسرطان وأمراض القلب والأمراض الصدرية واستنكارا لحرب الارهاب البيئي التي شنتها مصانع إسمنت شكا والهري على منطقة الكورة فدمرتها واقتلعت جبالها وينابيعها وبساتينها وتسببت بتغيرات مناخية خطيرة كما قضَت على زراعاتها التاريخية التراثية.
العيناتي
وافتتح منسق لجنة كفرحزير البيئية جورج قسطنطين العيناتي الاعتصام بدقيقة صمت وفاء لذكرى شهداء مجزرة السرطان وأمراض القلب التي سببتها مصانع الاسمنت لأهل الكورة، «معاهدين شهداءنا الأحياء بالعمل على وقف مسلسل الموت والدمار البيئي الذي تتعرض له الكورة والجوار».
وقال: «نحن اليوم أمام حرب إبادة جماعية تشنها مصانع إسمنت شكا والهري على أهل القرى المجاورة لها. بعد سقوط عدد كبير من الضحايا الشباب في الأيام الماضية بمرض القلب والسرطان كان آخرهم أحد عمال مصانع الإسمنت، الفقيد غسان سلوم». وأعلن باسم المعتصمين «أن مصانع الإسمنت غير مرحب بوجودها بين بيوتنا وقرانا، بعد تدمير مصانع إسمنت شكا والهري لمنطقة الكورة ووصول جرافاتها إلى عين إيقاش في كفرحزير وضهر الإجاص في بدبهون، وبعد اقتلاع الجبال وتدمير الينابيع والبساتين، لم يعد هناك مفر من إيقاف هذا الهجوم الهمجي بالطرق المناسبة»، كما أعلن «أن التحرك الشعبي النوعي اليومي سيبدأ وسيستمر حتى تطهير ترابنا وحماية أهلنا من إجرام مصانع الموت وخططها المدمرة».
وأكد أن «المعركة الشعبية النوعية قد فتحت لإقفال وهدم هذه المصانع القاتلة ونقلها إلى السلسلة الشرقية واستبدالها بمنشآت سياحية وثقافية وسكنية يعمل ويسكن فيها عمال هذه الشركات الذين بذلوا زهرة شبابهم بالعمل في هذه الصناعة الخطيرة دون أن يعرفوا ما هي أضرارها القاتلة»، لافتا إلى أنه «آن الأوان أن يعترف أصحاب هذه الشركات أمام عمالها وأمام سكان القرى المجاورة أن الطريقة التي تعمل بها مصانعهم هي قنبلة دمار سرطانية لكل ما هو حي وللأجيال المقبلة، بقدر ما هي مجزرة».
وأضاف: «لقد اخترنا أن يكون الاعتصام في هذا المكان بين مصانع الأترنيت الفتاكة وبين مصانع الإسمنت القاتلة لنقول للشعب اللبناني إن التاريخ يعيد نفسه مع ناشري الإرهاب الصحي والبيئي. فطوال سنوات من عمل مصانع الأترنيت، كان أصحاب هذه المصانع يطلقون الدعايات الكاذبة بأنها صناعة آمنة وليس لها أضرار صحية، إلى أن اتضحت الحقائق وتبين أن صناعة الأترنيت هي من الصناعات المسببة لسرطان الرئة ومنعتها جميع دول العالم. ومن المؤسف أن مصانعها والكميات المتبقية من إنتاجها لا زالت بين بيوتنا مكشوفة في العراء. واليوم تتكرر الأكذوبة، ويشيِّع أصحاب مصانع الإسمنت ومن معهم أن مصانعهم ليس لها ضرر صحي وأن السرطان هو فقط من صناعة الأترنيت رغم أن مؤسسي هاتين الصناعتين هو واحد، هو يهودي سويسري».
وتابع: «إننا هنا لنقول لكم إن جميع من في العالم أصبح يعلم أن الطريقة التي تعمل بها مصانع إسمنت شكا هي مسبب أساسي لسرطان الدم والقولون والجلد والكبد والدماغ وأمراض القلب والأمراض الصدرية والوراثية الخطيرة. وإن إحراق الوقود النفطي الثقيل بين البيوت السكنية، وإحراق ملايين أطنان الفحم البترولي هو مسبب أساسي للسرطان. إن جرف واقتلاع ونقل وطحن وحرق الصخور الكلسية قرب البيوت هو مسبب لأمراض خطيرة. إن وجود مصانع الإسمنت فوق المياه الجوفية لنبع «الجرادي» التي يشرب منها عدد من قرى الكورة، وتسرب مياه الصرف الصناعي من هذه المصانع الى هذه المياه الجوفية، هو اغتيال سرطاني لكل من في قرى الكورة ويشرب من مياهها».
وقال: «أما من يتنفس من هواء الكورة فليس بمأمن أيضاً لأن غبار البتروكوك ودخان مصانع الإسمنت المشبع بالمعادن الثقيلة بالإضافة إلى الكميات الهائلة من أسيد الكبريت وأسيد النيتروجين وأول وثاني أوكسيد الكاربون التي أتحفتنا بها مصانع الإسمنت هو عملية اغتيال للانسان ودمار للأرض والحياة. وإننا نتحدى هذه المصانع أن تعلن عن معدل الزئبق وسائر المعادن الثقيلة الخطيرة التي تنشرها في هواء الكورة وتربتها ومياهها».
ولفت إلى»أن دفن ملايين الأطنان من نفايات غبار الإسمنت السام فوق المياه الجوفية وبين وديان الكورة هو قنبلة سرطانية موقوتة. وتوجه إلى أصحاب مصانع الإسمنت قائلا: أنتم تتحملون كامل المسؤولية عن قتل الناس بالسرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية والوراثية. لن تجديكم نفعاً المبالغ المالية التي تدفعونها لبعض البلديات والجهات السياسية للسكوت عن مخالفاتكم. إن ما يفيدكم هو سحب جرافاتكم من كفرحزير وبدبهون من جميع مقالعكم المخالفة وغير المرخصة الموجودة ضد القانون بين الينابيع والبيوت والبساتين والمناطق السياحية والأثرية والدينية. ما يفيدكم هو إيقاف إحراق البتروكوك وسائر الوقود النفطي الثقيل في مولدات كهرباء وأفران مصانعكم، ونقل مصانعكم الى مناطق بعيدة لا تشكل ضررا. ما يفيدكم هو إعلان الحقيقة لعمالكم وللشعب اللبناني وهي أن صناعتكم من أخطر الصناعات وإن جميع الدول إما أقفلت مصانعها أو نقلتها إلى الصحاري أو إلى بلدان الرشوة والفساد. ما يفيدكم هو إنزال سعر طن الإسمنت إلى السعر الدولي 40 دولار بدل بيعه بمئة دولار لرشوة أقزام السياسة والفاسدين في بعض البلديات وإرجاع فرق سعر طن الإسمنت للشعب اللبناني وهو يتعدى ستة مليارات دولار، والتوقف عن تصدير الكلينكر والاسمنت وتراب لبنان إلى الخارج. ما يفيدكم هو التوقف عن قتل أهل الكورة والقضاء على اخضرارها وتدمير لبنان الأخضر من أجل أطماعكم».
وختم: «لم نفوض أحدا أن يتحدث أو يفاوض باسمنا، وإن مواقفنا ومطالبنا واضحة ولن تتغير حتى تنفيذها، وإننا نرحب بكل دعم صادق من أي جهة كانت آملين أن يبادر أحرار الوطن في أي موقع كانوا الى تبني هذه القضية الوطنية الانسانية حتى الوصول الى خاتمة مشرِّفة تعيد الحياة والاخضرار الى الكورة وجوارها».
داوود
ثم تحدث الأب جورج داوود مطالبا «المسؤولين أن يتجرأوا ويقوموا بجولة على القرى المحيطة بشركات إسمنت شكا ليعيشوا في حزام الوباء القاتل».
حيدر
وتحدث الأب سمعان حيدر كاهن رعية فيع عن الإصابات السرطانية ضمن عائلته وفي بلدته فيع والتي بلغت نسبة 70 من الوفيات.
متري
وقال الناشط البيئي يعقوب متري «إن الدولة اللبنانية لا تقوم بأي جهد فعلي لإيقاف هذه الكارثة، لهذا لم نعد نثق بالدولة وقد قررنا أن نرفع قضيتنا الى أعلى المراجع والهيئات الدولية المختصة. وإذا كانت مصانع الاسمنت تظن أنها اشترت السياسيين فإنها لن تتمكن من شراء أصحاب الضمائر الحية الذين يقودون مسيرة القضاء على الارهاب البيئي والصحي».
النكت
بدوره، قال الناشط البيئي والاجتماعي سايد النكت: «أنا مغترب منذ 33 سنة، تركت الكورة خضراء ورجعت لأجدها مجروفة ولونها كلون قميصي الأبيض، جرفوا الجبال والتراب والانسان، وجدت القرى خالية من شبابها إلا من التوابيت التي تمر كل يوم والتي ضاقت الطرقات والمقابر بها ومسببها هو شركات الإسمنت التي قضت على معظم شباب القرى المحيطة بها كما قضت على زراعة التين واللوز والعنب والنباتات الطبية والعطرية كما اقتلعت أكثر من مليون شجرة زيتون. نحن في بلاد الاغتراب لمسنا الرقي وكيف يحترم الإنسان والطبيعة. وعلى سبيل المثال، في الغرب كان عدد كبير من التجار يحقق أرباحا كبيرة من بيع السجائر، لكن لما منعتها الدولة أطاع الناس القانون وتوقفوا عن بيع السجائر متخلين عن الأرباح التي يحققونها لمصلحة فائدة المجتمع. شركات الإسمنت في شكا تقوم بتصفية إنساننا وقتل بذور الحياة، ونحن بدورنا يجب أن نصفي أعمالها ولن نتراجع ولن نسمح ببقائها في كورة العلم والمعرفة وعلى ساحل الكورة الطبيعية شكا التي هي منارة الشواطىء وأجملها في الشرق. وهذا الخليج الممتد من دير النورية على رأس الشقعة الى دير الناطور في أنفه هو من أجمل المعالم التراثية والجمالية في العالم، ومؤسف أن يتعرض لهذا الدمار بسبب أطماع البعض. وإننا سنكون سدا منيعا بوجه هذه الأطماع وهذه المجزرة وهذه الهجمة الإرهابية البيئية ضدنا».
جريج
وتحدث الناشط البيئي حافظ جريج ودعا إلى «التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي تخدم بعض الطامعين لمصالحهم الشخصية على حساب كرامة الانسان والوطن».