الإفراج عن عهد غداً وشهيدان وعشرات الجرحى في جمعة «أطفالنا الشهداء» قوات الاحتلال تفتح أبواب «الأقصى» بعد اعتصام المقدسيين…
أعادت قوات الاحتلال فتح أبواب المسجد الأقصى بعد اعتصام المقدسيّين قربه للمطالبة بفتحه.
أفاد مصدر محلي بـ «اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد القبلي، بعد اقتحام رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات المسجد الأقصى».
أشار المصدر إلى أن «شرطة الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ما أدّى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال للمصلين وإطلاقها القنابل الصوتية وقنابل الغاز في المسجد»، لافتاً إلى أنّ «شرطة الاحتلال حاصرت مئات المصلين داخل المسجد القبلي في المسجد».
واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها المسجد عبر باب المغاربة، فيما تمركز جنود الاحتلال في ساحة المسجد القبلي وفي طرقات الأقصى.
ردود فعل المرجعيات الدينية
في هذا الصّدد، كانت قد أعلنت المرجعيات الدينية في المسجد الأقصى عن «اعتصام مفتوح على أبواب المسجد حتى إعادة فتحه».
وأعلن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني «عن بدء اعتصام على غرار اعتصام العام الماضي وإقامة الصلوات على أبواب المسجد الأقصى حتى إعادة فتحها».
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري «إن عدداً من المصلين محاصرون داخل المسجد الأقصى وهناك جرحى نتيجة اعتداءات الاحتلال»، مشيراً إلى أن «المحاصرين يطالبون بالتدخل من أجل فك حصار الاحتلال عنهم داخل الأقصى».
بدوره، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا «إن كل الكنائس في القدس تستنكر تعدّي الاحتلال على المصلّين وهو يعتبر تعدياً علينا، وهذه الاعتداءات هي جريمة نكراء بحق القدس».
وأضاف أن «الاحتلال يستفرد بالمقدسيين في ظل الصمت العربي المطبَق حيال اعتداءاته»، مطالباً «الشعوب العربية بالتحرك دفاعاً عن القدس».
المطران تابع قوله إن «هناك استهدافاً للأقصى بشكل خاص والهزات المفتعلة هي استعداد لهزة مفتعلة في المدينة لتدميرها، وما يجري خطير جداً ورسالة للمقدسيين للابتعاد عن المدينة القديمة».
كما أشار إلى أن «قانون القومية الفاشي يؤشر إلى ترحيل جماعي للفلسطينيين وأماط اللثام عن عنصرية الاحتلال»، مؤكداً أن الردّ يجب أن يكون من خلال «إنهاء الانقسامات وتوحيد الصفوف للدفاع عن مقدّسات فلسطين».
حنا أكّد أيضاً أن «افتعال أنباء عن سلسلة هزات أرضية قد يهدف لهدم الأقصى وبناء هيكل لليهود مكانه»، لافتاً إلى أن «الاحتلال يستغل حال الترهل العربي للإمعان في اعتداءاته بعدما صمتوا حيال نقل السفارة».
اقتحام جنود الاحتلال قرية كوبر بعد عملية الطعن
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس، قرية كوبر قرب رام الله، وداهمت منزل الشهيد محمد يوسف وأبلغت عائلته بأنها ستعود إلى هدمه، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين.
وأفادت تقارير بأن «قوات الاحتلال أغلقت المداخل الرئيسية للقرية بالسواتر الترابية وقد تصدّى لها الأهالي، وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال الغاز المسيّل للدموع قبل الانسحاب من القرية».
هذا ورفعت قوات الاحتلال مستوى الاستنفار في الضفة الغربية بعد عملية الطعن في مستوطنة آدم، وفق ما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال.
بدورها، أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بـ»عملية الطعن»، ووصفت حماس العملية بـ «البطولية وأنها جاءت امتداداً للانتفاضة».
فيما أكّدت حركة الجهاد الإسلامي «أنّ العملية تعتبر فاتحة خير على طريق تصعيد الغضب الشعبي ضد الاحتلال».
كما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «أنّ العملية تأتي لتؤكد استمرار النضال والمقاومة، فيما دعت حركة الأحرار إلى المزيد منها لوقف العدوان الإسرائيلي».
ارتقاء طفلين و115 جريحاً في مسيرة «أطفالنا الشهداء»
في سياق متصل، حدثت مواجهات أمس، بين المتظاهرين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في أعقاب المسيرات التي اتجهت نحو الحدود في جمعة أطلقت عليها الفصائل الفلسطينية اسم جمعة «أطفالنا الشهداء». وكان قد قام جيش الاحتلال بتعزيزات إضافية، عند الحدود مع قطاع غزة.
وأفادت مصادر بـ»ارتقاء شهيدين فلسطينيين، هما غازي أبو مصطفى والفتى ياسين أبو عرمانة 14 عاماً بنيران الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس وشرق رفح في جمعة أطفالنا الشهداء ».
وأصيب 115 فلسطينياً بجروح وحالات اختناق، إضافةً إلى 3 مسعفين متطوّعين في النقطة الطبية في جباليا بجراحٍ متوسطة جرّاء تعرّضهم لإطلاق نار نتيجة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرات العودة شرق غزة.
يأتي ذلك في وقتٍ نظّم فيه الفلسطينيون فعالية «جمعة أطفالنا الشهداء» للأسبوع الـ 18 على التوالي ضمن مسيرة العودة الكبرى.
وبعد أسبوع على جمعة «لن تمرّ المؤامرة على حقوق اللاجئين»، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى، للمشاركة الواسعة في جمعة «أطفالنا الشهداء» على طول السياج الفاصل لقطاع غزة.
وإذ أكدّت على «سلمية المسيرة وجماهيريتها»، شدّدت الهيئة على «استمراريتها حتى تحقق أهدافها بحماية حقنا في العودة إلى فلسطين وكسر الحصار الظالم عن غزة ورفضاً لصفقة القرن الأميركية».
حرائق في «المستوطنات» بسبب بالونات حارقة
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي عن «إغارة طائرة عسكرية على خلية فلسطينية أطلقت بالونات حارقة من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة».
بالتزامن، شبّ حريقان غرب صحراء جنوب الأراضي المحتلة، بالقرب من مستوطنتي إيرز ونير عام، جرّاء بالون حارق أُطلق من قطاع غزة، ولم تتم السيطرة على الحريقين حتى اللحظة.
وسائل إعلام إسرائيلية موقع يديعوت احرونوت تحدثت عن «اندلاع 10 حرائق أمس، في غلاف غزة جراء بالونات حارقة أطلقت من القطاع».
وشهد الأسبوع الماضي استهدافاً «إسرائيلياً» لمواقع المقاومة في غزة، ما أدى الى ارتقاء عدد من الشهداء، واستجلب رداً من الأخيرة بقصف مستوطنات غلاف غزة.
الإفراج عن عهد التميمي غداً
من جهة أخرى، سيتم الإفراج عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي غداً بعد أن حُكم عليها بالسجن لمدة 8 أشهر.
وقالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إنه «سيتم الإفراج عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي يوم غد الأحد بعد أن حكم عليها بالسجن لمدة 8 أشهر بعد تصويرها وهي تصفع وتطرد جنود الجيش الإسرائيلي خارج منزلها في قرية النبي صالح بالضفة الغربية أواخر العام الماضي».
واحتجّ مسؤولون من جهاز الأمن العام «الشاباك» على «إطلاق سراحها»، معتبرين «أن تحرير التميمي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في الضفة الغربية». كما شدّد الشاباك على أن «التميمي لم تُعرب بعد عن ندمها على تصرفاتها».
ووسط ترقب للإفراج عن التميمي، تزين جدار الفصل في بيت لحم جنوب الضفة الغربية بصور للأسيرة الفلسطينية، بينها صورة لفنانين إيطاليين يرفضان التحدث لوسائل الإعلام، ويواصلان العمل مقنّعين لإخفاء هويتيهما.
وقال باسم التميمي والد عهد التميمي «إن قرار الإفراج عن ابنته غير مشروط بأي شروط تتعلق بسفرها أو تحركاتها بشكل عام».
كما أشار إلى أن «عهد حصلت على الثانوية العامة داخل السجن وتقدّمت بأوراقها لتنسيق القبول بالجامعة»، موضحاً «أنها ترغب في الالتحاق بأي من كليتي الحقوق أو العلوم السياسية».