الراعي: لو تجرّد الفرقاء من التمسك بمصالحهم وحساباتهم لتألفت الحكومة للحال

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إن الحياة الوطنية ومسيرة الدولة لا تستقيم، إذا لم يتصف أصحاب السلطة بفضيلتي التجرد والتواضع. هذا هو أصل الأزمة السياسية الراهنة عندنا، أعني أزمة تعثر تأليف الحكومة. أليس لأن كل فريق متمسك بمصالحه وحصته ومكاسبه وحساباته؟ فلو تجرّدوا وتواضعوا، مثل زكا العشار، لتألفت الحكومة للحال! ولو تحلّوا بفضيلة الرجاء واتكلوا على عناية الله، وأفسحوا له في المجال ليظهر تجلياته، لاتخذوا قرارات شجاعة وانتصروا بها على ذواتهم، كما فعل زكا.

واستنكر البطريرك الراعي خلال ترؤسه قداس الأحد الاحتفالي الاول في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، الإفراط في استعمال السلطة السياسية، استبدادا أو ظلما أو استيلاء على المال العام، أو وسيلة لمكاسب ومغانم وأرباح غير مشروعة، فيما هي فن شريف في خدمة الخير العام على كل المستويات. واستنكر إهمال الاقتصاد، عصب البلاد، في كل قطاعاته، وبالتالي إفقار الشعب، وإيقاع الدولة في عجز مالي خطير، وفتح باب الهجرة على مصراعيه بوجه شبابنا المثقف وقوانا الحية. واعلن الراعي أن الشعب اللبناني فقد الثقة بالسلطة السياسية اليوم أكثر من الأمس. فبالأمس أقلّ من خمسين في المئة شاركوا في الانتخابات النيابية، وأكثر منهم لم يمارسوا هذا الحق لعدم الثقة. واليوم، إذ يرون هذا التراجع في الحياة السياسية بعد الانتخابات ازدادوا عدم ثقة. فإلى أين نحن ذاهبون ببلادنا؟ ليست الدولة ملك أحد، بل أصحاب السلطة مؤتمنون عليها وموكلون، والمطلوب من الوكيل أن يكون «أميناً وحكيماً». وأضاف الراعي «لن نقبل بهذه الحالة وبهذا النوع من الممارسة السياسية، بتراجع لبنان الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والثقافي، باستباحة المبادئ والمعايير الدستورية والقوانين، وبممارسة الظلم من خلال عدم تطبيق العدالة وبخاصة قرارات مجلس شورى الدولة من الوزارات المعنية، كما نشهد في عدد من القضايا. فإلى مَن يلجأ المظلومون لينالوا حقوقهم»؟

وأثنى البطريرك الراعي على جهود متطوّعي الدفاع المدني، جهودهم وتضحياتهم في سبيل خدمة المجتمع اللبناني. وأمل من الدولة الاستجابة لمطالبهم المحقة، كي يعيشوا بكرامة مع عائلاتهم، لكونهم جهازاً أساسياً لا غنى عنه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى