السعودية ومصر: لا لصفقة القرن!
عمر عبد القادر غندور
أكدت تقارير لوكالة «رويترز» البريطانية صباح أمس الاثنين انّ المملكة العربية السعودية أعادت التأكيد لحلفائها العرب أنها لن تدعم خطة سلام الشرق الأوسط المعروفة باسم «صفقة القرن»، وأبلغت ذلك للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
والمعروف أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد ضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بصفقة القرن!
وفي الساعات الماضية أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش مؤتمر الشباب الذي انعقد في القاهرة «انّ ما يسمّى «صفقة القرن» هو تعبير إعلامي أكثر منه سياسي، ونحن مع القوانين وكلّ ما خرج من قرارات الأمم المتحدة، ومع حدود ما قبل 67 ومع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
ولا يُخفى على أحد التوتر العميق بين القادة الأوروبيين وادارة الرئيس الأميركي ترامب التي تريد أن تملي على الأوروبيّين إرادتها من غير نقاش، ما أثار غضب القارة العجوز التي استنفرت حكوماتها من منطلق السيادة والكرامة الوطنية ورفض الإذعان للسيد الأميركي الجامح.
وبالأمس سمعنا الرئيس الإيراني روحاني يحذر ترامب من اللعب بذيل الأسد فجاءه الردّ الأميركي من العيار ذاته: «ستأتيكم عواقب قلما تعرّض لها شعب في التاريخ.
والمعلوم أنّ العقوبات الأميركية الشديدة على إيران سيبدأ تنفيذها اعتباراً من أول آب ومن بينها حظر بيع الغاز والنفط ومحاسبة الدول التي ستخرق هذه العقوبات، وسرعان ما أعلن الرئيس التركي أمس الأول انّ تركيا ستواصل شراء الغاز الإيراني.
وبالإضافة الى الضرائب التي فرضها ترامب على الصادرات الأوروبية فهو يفرض حصاراً اقتصادياً على الصين أيضاً، ويهدّد العديد من الدول الآسيوية والأميركية الجنوبية ويتعامل معها بقوانين مصارعة المحترفين «إما التسليم أو السقوط بالضربة القاضية».
مثل هذا السلوك الأهوج لم يعد في نظر الأميركيين يشبههم ويرون فيه انقلاباً على ما يسمّونه «قيم الديمقراطية» وما النقاشات الحادة مع أعضاء الكونغرس التي جعلت ترامب متوتراً وغاضباً وهو يردّ على منتقديه الذين يشكّكون في مدى أهليته الذهنية لقيادة أميركا، إلا دليل على قرب حدوث شيء ما قبل الانتخابات الأميركية النصفية!
والسؤال: لماذا هذا التبرّؤ من «صفقة القرن» في هذا الوقت على لسان الملك سلمان؟ ولماذا هذا الموقف المصري المتعاطف معه؟ وهل الموضوع أميركي داخلي بامتياز إيذانا بقرب انتهاء العاصفة الترامبية؟
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي