تقاعس المانحين واستخفاف أطراف النزاع فاقما أزمة سورية الإنسانية
أكد تقرير أممي أن حوالى 15 ألف شخص من 80 بلداً توجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تقاتل هناك.
وقال التقرير الصادر عن مجلس الأمن الدولي أن مزيداً من دول العالم يواجه مشكلة تدفق المسلحين، مشيراً إلى وجود مسلحين من أصول نروجية وتشيلية ومالديفية يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية في سورية والعراق.
ويؤكد التقرير أن انخفاض نشاط تنظيم «القاعدة» الإرهابي أدى إلى ظهور تنظيمات أكثر قدرة ونشاطاً مثل «داعش»، مضيفاً أن العدد القياسي من الدول يمكن أن يواجه مشكلة عودة مواطنيه بعد مشاركتهم في القتال في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أن «داعش» يسيطر على مناطق شاسعة في سورية والعراق يقطنها حوالى 5 أو 6 ملايين شخص، وذلك بفضل إيراداته من النفط نحو مليون دولار يومياً وكذلك حصوله على ما يقارب 45 مليون كفدية مقابل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى المسلحين.
وفي شأن متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في سورية تزداد تفاقماً وسط استخفاف شديد من جميع أطراف النزاع وتقاعس الدول المانحة.
وقالت «كيونج وا كانج» مساعدة الأمين العام، نائبة منسقة الإغاثة العاجلة لدى الأمم المتحدة خلال تقريرها الشهري أمام مجلس الأمن إن «المعاناة الإنسانية في سورية تزداد سوءاً، وأعداد القتلى والجرحى في السنوات الأربع تقريباً من النزاع مروعة». وأضافت أن «العقاب الجماعي الذي يلحق بالمدنيين مرعب وكذلك الاستخفاف الشديد من قبل أطراف النزاع بشعب سورية وأمانه وكرامته وبمستقبل البلاد». وأكدت أن «تنظيم الدولة الإسلامية وباقي أطراف النزاع في سورية يقتلون ويجرحون الناس ويدمرون المنازل والقرى والبلدات والمدن ويفلتون من العقاب».
وحذرت كانج من أن الأمم المتحدة لم يعد لديها ما يكفي من التمويل لأن الدول المانحة تبرعت بنحو 39 في المئة فقط من المبلغ المطلوب للمساعدات الإنسانية في سورية.
وشكت بالقول إن الأمم المتحدة لا تزال عاجزة عن إيصال كميات كافية من المساعدات إلى سكان المناطق التي تعد الأصعب في الوصول إليها وذلك بسبب «العقبات البيروقراطية الحكومية»، وأن «هناك نحو 241 ألف شخص لا يزالون محاصرين معظمهم من قبل القوات الحكومية»، كما أكدت أن تقدم تنظيم «داعش» زاد الوضع سوءاً.