تنظيم «القاعدة في المغرب العربي» بأسلوب جديد
بعد عامين من الجمود الذي طال نشاطه عاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، للظهور مجدداً، من خلال العملية الإرهابية في منطقة »بيسة» في محاولة لفك الخناق الذي تفرضه عليه قوات الجيش الجزائري، في المنطقة التي ينتشر فيها بين ولايات جيجل وسكيكدة وباتنة وبجاية وتيزي أوزو شرقي البلاد.
وجاءت العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة »بيسة» الجبلية الواقعة في مدينة «عزابة» بمحافظة سكيكدة شرقي الجزائر، بعد أشهر من انكماش نشاط «القاعدة» وتنظيم «داعش» في بلاد المغرب العربي وفشلهما في اختراق الأحياء السكنية الكبرى بعدد من المحافظات الكبرى على غرار محافظة قسنطينة التي شهدت محاولات انتحارية، تبناها تنظيم «داعش».
واللافت في العملية الأخيرة أن عناصر التنظيم عادوا إلى استخدام أسلوب الكمائن مجدداً، بعد فشل الاستراتيجية التي تبناها أتباع «جند الخلافة» العام الماضي، والمتمثلة في أسلوب «الذئاب المنفردة». وهو ما يعتمد عليه التنظيم في بؤر التوتر.
ورجّح مراقبون إمكانية وجود علاقة بين العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة «بيسة» والأخرى التي استهدفت قوات الحرس التونسي في منطقة جندوبة، قرب الحدود مع الجزائر، مطلع تموز الماضي، فالمجموعة أيضاً اعتمدت أيضاً على أسلوب الكمائن حسب التفاصيل التي كشفت عنها الداخلية التونسية، حيث أعلنت عن مقتل 8 عناصر الأمن التونسي في كمين نصبته مجموعة إرهابية شمال غرب البلاد على مقربة من الجزائر.
وجاء ذلك بعد النزيف الحاد الذي تكبّده التنظيم بسبب موجة استسلام قياداته جنوب البلاد، بينما تم القضاء على قيادات ثقيلة الوزن على يد القوات الأمنية والعسكرية في البلاد منذ مطلع 2018، بينهم 22 إرهابياً.
وتعتبر القيادات التي تم القضاء عليها من بين الرؤوس الكبيرة في التنظيم بينهم الإرهابي «عادل صغيري» المكنى «أبو رواحة» والمكلف بإدارة حملات الدعاية، والإرهابي «بوعلام بكاي» المكنى »خالد الميغ» مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم، واستسلام الإرهابي «حداد فوضيل» المكنى «أبو دجانة» للسلطات العسكرية الجزائرية.