الأحزاب اللبنانية وتحالف الفصائل الفلسطينية: وحدة النضال لإسقاط مخطط «الدولة القومية اليهودية»
عُقد في مكتب منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي، اجتماع مشترك بين تحالف الفصائل والقوى الفلسطينية ولقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.
وتدارس الطرفان، بحسب بيان صادر عنهما، الوضع في لبنان والمنطقة، وشدّدا «على وحدة النضال اللبناني الفلسطيني في مواجهة المؤامرات التي تستهدف المنطقة وصولاً إلى تصفية قضية فلسطين وإقرار صفقة القرن الهادفة إلى إعلان قانون القومية اليهودية الذي لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار جذوة النضال الوطني الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وتحديداً في القدس والضفة والقطاع والمناطق التي احتلها العدو الصهيوني عام 1948 والتي تصاعدت في يوم الأرض وما زالت مستمرة، مطالبة بحق العودة ومشددة على رفض التوطين وعلى الحق الفلسطيني في تحرير كامل التراب الوطني من البحر إلى النهر ورفض كل المشاريع التصفوية التي أفرزتها المفاوضات غير المتكافئة مروراً بكامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وغيرها من المسمّيات الرامية إلى فرض التطبيع مع العدو بتواطؤ أميركي – رجعي يسهم فيه النظام العربي الرسمي الذي انتقل من التعاون السري مع العدو إلى التعاون المباشر دون حياء أو خجل».
وأكد الطرفان استمرار التشاور بمعدل مرة واحدة في الشهر على الأقل، وعلى التواصل المستمرّ في ضوء التطورات في لبنان والمنطقة، وهنأوا «الجيشين اللبناني والسوري بعيد الجيش الذي يؤكد تزامنه وحدة النضال والكفاح بين رفاق السلاح في القطرين الشقيقين والإشادة بتسمية دفعة الضباط المتخرّجين من الجيش اللبناني دورة فجر الجرود والإشادة بالانتصارات التي حققها الجيش السوري في درعا والقنيطرة على القوى الإرهابية والتكفيرية».
و ثمّنوا «البطولات التي حققها المناضلون الفلسطينيون على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة مطالبين بحق العودة وتحرير كامل التراب الوطني وأشادوا بقوة الردع، على بساطتها، التي جعلت الرعب يدبّ في صفوف المستوطنين الصهاينة والذي أشعرهم بحتمية خروجهم من أرض فلسطين نتيجة عدم شعورهم بالأمان، رغم آلة الحرب التي يملكونها، خصوصاً أن آمالهم قد خابت بعد أن توهموا أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجلب لهم الأمن بعد إعلان القدس عاصمة للدولة الصهيونية».
و نظر الحضور بارتياح «إلى التجاوب العالمي المستجد مع مطالبهم العادلة والمشروعة التي بدأت تلقى صدى لدى الشعوب نتيجة الإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين العزّل وبدء حملة منظمة لمقاطعة البضائع الصهيونية».
وأكدوا «أن وحدة النضال الفلسطيني تشكّل صمام الأمان لدحر العدوان وإسقاط المخطط الذي يستهدف قضية فلسطين وإقامة الدولة القومية اليهودية»، معتبرين أن «الإفراج عن أيقونة فلسطين ووالدتها ما كان ليتم لولا التضامن الفلسطيني أولاً والعربي والدولي ثانياً، والذي يفترض أن يستمر للإفراج عن سائر الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية».
وشدّدوا «على أن إجراءات وكالة الغوث أونروا الرامية إلى تقليص المساعدات الصحية والاجتماعية والتعليمية، هي جزء من مؤامرة تصفية قضية فلسطين، وصولاً إلى تقليص عدد اللاجئين الذين نزحوا عن ديارهم بقوة الإرهاب»، وشجبوا «المحاولات المشبوهة لإطلاق اسم اللاجئين على الذين نزحوا عن أرض فلسطين وعدم اعتبار عائلاتهم التي ولدت في أرض الشتات لاجئين والسعي لتوطينهم، حيث يقيمون لتشكيل المدخل الذي يجري عبر الأمم المتحدة لإعطاء تصفية قضية فلسطين لمصلحة القومية اليهودية، بعداً دولياً يحتاجه المخطط الأميركي – الصهيوني الرجعي، لتغطية تآمره على القضية المركزية للنضال العربي المتجسّدة بقضية فلسطين وعاصمتها القدس». كما شدّد الحضور على أهمية نيل الفلسطينيين حقوقهم المدنية بعد أن رفضوا عملية توطينهم حيث يقيمون.
واعتبروا أن «وحدة النضال الوطني اللبناني – الفلسطيني كانت وما زالت وستبقى، مطلباً مشتركاً للأحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية وأن لا بديل عن الاستمرار في دعمها وتطويرها وصولاً إلى تحقيق حلم العودة وتحرير كامل التراب الفلسطيني».
البقاع
بدورها، عقدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والفصائل الفلسطينية في البقاع الأوسط اجتماعها الدوري في مقرّ حزب الله قطاع العلاقات في تعلبايا، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أنور جمعة، حيث تمّ التداول في أآخر مستجدات الساعة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وأصدر المجتمعون بياناً هنأوا في مستهله «الجيشين اللبناني والسوري في عيدهما الوطني، كنموذج لتلاقي الخيارات الاستراتيجية والعقيدة القتالية في معركة المصير القومي ضد إرهاب الدولة الصهيونية ومشروعها التوسعي وأدواتها، جماعات التكفير بالتكامل مع المقاومة والحضن الشعبي المحصّن وطنياً».
وتوقفوا «عند انتصارات الجيش السوري والقوات الحليفة والصديقة في الجنوب السوري، ودلالاتها على مشارف الجولان المحتل وفلسطين، كخطوة لاستعادة كامل التراب الوطني السوري، وإجهاض مخطط تفتيت سورية وتغييرها كدور وهوية، يشكلان حجر الزاوية في معركة المصير القومي».
ورأى المجتمعون «أن التعثّر الملحوظ في تشكيل الحكومة إنما يعكس أعطال النظام السياسي اللبناني وأزماته البنيوية المعطلة لكل آليات التحديث، والتغيير الديموقراطي من خلال الغرق في لعبة الحصص وتقاسم النفوذ وتكريس الفئوية بكل وجوهها». ودعوا إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة والإقلاع عن هذا الغنج الممجوج الذي لا يحتمله البلد والتفرّغ للملفات الضاغطة معيشياً واقتصادياً واجتماعياً، وإعطاء الأولوية لملف الفساد عبر خطة وطنية إنقاذية للبلد الغارق في الديون والارتهانات».
ودعا المجتمعون «بعض الأطراف إلى الإقرار بحقائق التاريخ والتسليم بمقتضيات الجغرافيا والمصالح القومية والحيوية العليا للبنان، من خلال طي صفحة الأحقاد والمكابرة بعناوين لم تعُد صالحة في مسألة العلاقة مع سورية، حيث إن الواقعية ووقائع الميدان وكل الظروف الدولية والإقليمية تحتم إحياء الاتفاقات بين البلدين الشقيقين والحكومتين لاعتبارات المصلحة اللبنانية، ولا سيما قضية الترانزيت والنازحين وإعادة الإعمار في سورية، إذ لا يجوز عقد الصفقات والتشارك التجاري تحت الطاولة والجعجعة الإعلامية العدائية لسورية فوق الطاولة، إذعاناً لإملاءات الخارج المموّل للحرب والإرهاب».
ودانوا المجزرة الهمجية البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» في حق الأبرياء في السويداء، مؤكدين «أنها فعل إسرائيلي ممنهج، يندرج في الترجمة العملية لقانون يهودية الدولة الهادف إلى تمزيق المنطقة إلى كيانات عرقية وطائفية ومذهبية، والذي ردّ عليه أبناء سلطان الأطرش بمزيد من الوحدة والتلاحم مع الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد».
وأضافوا «استحوذ الشأن الفلسطيني على مساحة واسعة من النقاش، لا سيما ما بات يُعرَف بصفقة القرن ومندرجاتها ومؤشراتها لجهة شطب القضية الفلسطينية من الوجدان القومي كهوية شعب وتاريخ وأرض وحقوق ومقدسات».
وحيّا المجتمعون «صمود شعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة التي تقدم كل يوم دروساً في النضال الوطني، وأهمها مسيرات العودة التي أربكت العدو وأنهكته مادياً ومعنوياً تاكيداً على أن قانون يهودية الدولة كمخلب من مخالب صفقة القرن سيقتلعه شعبنا الفلسطيني بالمقاومة، من دون سواها من وسائط أثبتت فشلها الذريع في الصراع».
من جهته، أكد النائب جمعة «أن خيار المقاومة وحده الكفيل بإحقاق الحق العربي في الأرض والمقدسات، وأن صفقة القرن تلاشت أو كادت تحت وطأة انتصارات محور المقاومة في سورية، والصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني».
وأعلن جمعة عن «الإعداد لورش عمل مع الأحزاب وهيئات المجتمع المدني والبلديات، حيث سيتم وضع تصور شامل للمشاكل والاحتياجات، لا سيما فيما يخصّ البنى التحتية والذهاب الى المعالجة بطريقة علمية مدروسة، بدلاً من فوضى الحلول وتضارب الصلاحيات».