معرض الكتاب في عيون العارضين.. عودة دمشق لواجهة الثقافة في العالم العربي
دمشق
اعتمدت مكتبة الأسد العالمية في معرضها الثلاثين للكتاب مزايا مشجّعة بدءاً بحسوم تصل إلى سبعين في المئة على أسعار الكتب وحصر المشاركة على الإصدارات الجديدة واستبعاد القديم منها فضلاً عن المشاركة الواسعة لدور النشر المحلية والعربية ما يمهّد كل الظروف لإنجاح المعرض في دورته الحالية، ولا سيما أنه يُقام في ظل حالة الاستقرار والأمن التي تعيشها عاصمة الأبجدية والثقافة والكتاب.
وقد أبدت دور النشر المحلية والعربية المشاركة في المعرض، والتي زاد عددها على 200 دار نشر، ارتياحها لما شهدته هذه الدورة من تقديم الكتاب المتنوّع للقارئ السوري، حيث يقول رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم حافظ في تصريح صحافي له إن «هناك أكثر من 200 ألف عنوان هذا العام الذي شهد استبعاد الكتب التي لا تتناسب مع واقع مجتمعنا والكتب القديمة باستثناء الكتب ذات المرجعية العلمية والأصيلة».
أما نقيب الناشرين اللبنانيين وصاحبة دار الأندلس سميرة عاصي، فقد أشارت إلى أن مشاركة 40 داراً لبنانية في معرض الكتاب بدمشق عبر عناوين كثيرة ومتميزة ما يعكس العلاقات بين البلدين، معتبرة أن الهدف من المشاركة اللبنانية المساهمة في دعم الكتاب ونشره وليس للربح وللتجارة.
وأشار رضا عوض صاحب دار رؤية للنشر والتوزيع في القاهرة التي تشارك للمرة الثانية في المعرض إلى أن الدورة الحالية للمعرض تكتسب أهمية خاصة بعد تطهير محيط دمشق من الإرهاب والانتصار على الإرهابيين وهي تظاهرة وعرس ثقافي حقيقي، معتبراً أن هذه الدورة من المعرض تشهد إيجابيات وسلبيات، لكن إصرار الشعب السوري على القراءة وتمسكه بالكتاب، رغم كل الظروف الصعبة التي عاشها يشكلان برأيه حالة صمود للدفاع عن العالم في وجه الأفكار الظلامية.
من ناحيته أكد اسماعيل الطويل، مدير التسويق في مركز دراسات الوحدة العربية بلبنان، أن مشاركة المركز لم تكن بقصد الربح، وإنما ليثبت أن دمشق عادت وجه الثقافة في العالم العربي، لذلك تضمّن جناح المركز باقة من الإصدارات في مجالات السياسة والاقتصاد والتربية مع حسوم تصل إلى 60 في المئة، مشيراً في الوقت نفسه إلى بعض السلبيات بتنظيم المعرض منها استبعاد بعض الكتب القديمة التي تحتوي على مواضيع مهمة كقضايا الوحدة والقومية العربية ومشاكل النفط.
ولفت مدير دار المدى العراقية إيهاب القيسي إلى أن معرض مكتبة الأسد واحد من المعارض المهمّة عربياً وأن دورته لهذه السنة تكتسب خصوصية بعودة الكتاب إلى الواجهة الثقافية السورية لتبقى دمشق صاحبة حضور خاص واستثنائي، مبيناً أن جناح الدار ضم عناوين جديدة على القارئ السوري معظمها نتاجات ادبية لكتاب عراقيين إضافة إلى المذكرات والسير الذاتية المترجمة وتقديمها للزوار بسعر التكلفة لتحقيق هدف الدار في الوجود بهذا المعرض.
أما مدير دار النمير السورية نمير الصالح، فقد أشار إلى الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الثقافة لإنجاح هذا المعرض برغم كل الصعاب، لافتاً إلى وجود ثغرات تتعلّق بالتدقيق الكبير على الكتب المشاركة واستبعاد بعضها وتأخر إدخالها للأجنحة، ومبيناً أن عناوين الجناح تركّزت على الأدب والكتب التراثية مع حسوم بين 20 و 30 في المئة.
موفق حافظ مسؤول جناح دار الحافظ، ذكر أن إصدارات الجناح تقدّم للقارئ حسماً يصل إلى 70 في المئة. وهي أسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع مع التركيز على عناوين تخصّ فئة الأطفال واليافعين منها التربوي والتعليمي بهدف تنمية عقل الطفل ومواهبه.