دارين طاطور: قاومهم يا شعبي قاومهم
بلال رفعت شرارة
الاحتلال «الإسرائيلي» تقطع به الكلمة أكثر من ضربة السيف، والدليل أنّ محكمة الصلح الإسرائيلية في الناصرة المحتلة منذ العام 1948 قضت بحبس الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور بسبب نشرها قصيدة لها على الفايسبوك في تشرين الأول أكتوبر 2015، أيّ قبل نحو عامين ونصف العام.
الحمدالله أنّ الأجهزة المولجة بالقراءة والكتابة لدى العدو لم تطلع على بقية القصائد التي استمرّت محبوسة في ديوانها ولم تنشرها دارين طاطور، والتي تحرّض بالطبع على الاحتلال وتدعو إلى تحرير فلسطين، لم تطّلع على بقية القصائد.
الحكم بالطبع سياسي بامتياز، وقد طال في السابق كلّ أصحاب الرأي من الفلسطينيين، ويُعيد الى الذاكرة ما تعرّض له عدد من شعراء الأرض المحتلة في السابق، توفيق زياد، محمود درويش، سميح القاسم.
ما يستدعيني للكتابة عن دارين ليس لأنها تختلف عن بقية المعتقلين الفلسطينيين وهم يُعَدّون بمئات الآلاف، وكذلك الشعب الفلسطيني كله الذي يقع في دائرة الاعتقال والحصار، وقد نفذت طلائعه من المعتقلين إضرابات متعدّدة بعنوان الأمعاء الخاوية وهي انتصرت إلى بعض مطالبها على السجان عدا عن حريتها وحرية وطنها.
تقول دارين:
لم أرض بالحلّ السلمي
لن أُنزِل أبداً علم بلادي
حتى أُنزلهم من وطني
أُركعهم لزماني الآتي
قاوم يا شعبي قاومهم.
سلطات الاحتلال لم تسمع صرخة مجموعة من الكتاب العالميين في أيار مايو في رفض محاكمة دارين طاطور وقالوا في بيانهم: «نحن أيضاً نستخدم كلماتنا للتحدّي السلمي».
– -2
في السابق واللاحق كنتُ أنا أشدّ المتحمّسين للمناضل المعتقل والمحكوم عشرات السنين مروان البرغوتي، وقد كتبتُ إليه في سجنه، وكتبتُ للعالم مناشداً حريته، أنا الآن بعد إطلاق سراح عهد التميمي أنضمّ إلى دارين في معتقلها مناشداً العالم حريتها فهي تستحق الكلمة ونحن نستحق كلمتها.
يبقى أن أسأل عن العشرات من مؤسسات الرأي العام العربية الرسمية وغير الرسمية من اتحادات الكتاب واتحادات النقابات الفنية وبيوت الشعر: أين أفواههم؟