شعث: كل ما طرحه ملادينوف جوهره عودة السلطة لغزة
اعتبر نبيل شعث مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية، أن كل المشاريع التي يقودها المبعوث الأممي نيقولاي ملادينوف حول غزة، جوهرها «عودة السلطة إلى القطاع».
وأضاف شعث في حديث لوكالة «معا»: «ملادينوف لا يتصرف سنتيمتراً واحداً بعيداً عن السلطة وهو لا يعمل قطاعاً خاصاً، بل هو مبعوث من الأمم المتحدة وصلب ما يتحدث به هو عودة الشرعية إلى قطاع غزة».
وتابع: «يصاحب ذلك اتفاق بفتح المعابر مع مصر والتهدئة وتبادل الأسرى وإنشاء ميناء ومطار ومشاريع اقتصادية أساسها عودة السلطة لغزة وإتمام ملف الوحدة الوطنية».
وأكد أن جميع الأطراف موقفها واضح، وأن كل «شيء يمرّ من خلال السلطة، على الرغم من أن موضوع الحصار جزء منه صهيوني وجزء مصري، والتهدئة وتبادل الأسرى، تلعب حماس فيهما دوراً أساسياً لكن موضوع الإنفاق والأسلحة والاقتصاد والميناء والمطار لا يتحقق إلا من خلال الشرعية والسلطة».
وبصدد ما يشاع عن «صفقة القرن»، قال: «أميركا طرحت مشروعاً أميركياً صهيونياً وكل تطلعاتهم فشلت. والعرب لم يتخلوا عنا…لا توجد صفقة قرن، ويحاولون إنهاء قضية اللاجئين، وهذا لن يمر».
وعن المصالحة الفلسطينية، أكد شعث أن «الموضوع يسير بإيجابية بين فتح وحماس. وهناك بعض التعليقات من قبل الرئاسة التي أبلغناها لمصر وعرضناها على حماس التي أرسلت فريقاً من قيادتها للتباحث ليس فقط في موضوع وقف إطلاق النار، بل التشاور حول حزمة كاملة على أمل أن تساعد في إتمام المصالحة الوطنية».
إلى ذلك، اتهمت حركة فتح قيادة حماس بإفشال المصالحة مجدداً، بعد أن رفضت إنهاء سيطرتها على قطاع غزة، منتقدة بشدة «المفاوضات» التي تُجريها حماس مع تل أبيب.
واعتبرت فتح في بيان لها أمس، أن «انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال إنما هو التطبيق الفعلي لأهم بنود «صفقة القرن»، وهو تنفيذ لأخطر أهدافها المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرة لمشروعنا الوطني».
وأضافت: «خطورة ما يجري تكمن في أن هذه المفاوضات تتم بمعزل عن القيادة الفلسطينية الشرعية، وهي بذلك تأتي استمراراً لخطة شارون للانسحاب من غزة دون أي تنسيق مع القيادة الفلسطينية، وهي كذلك استمرار لنهج الانقلاب وتساوق مع خطة شارون وتكريس لأهدافها لشق الصف الوطني وتمزيق الوحدة الجغرافية للوطن».
وأعربت فتح عن رفضها القاطع لما وصفته بالعبث بالقضية الوطنية، مؤكدة أنها لن تلتزم بأي نتائج أو ترتيبات تصدر عن هذه المفاوضات «المشبوهة»، ومشيرة إلى ضرورة الإسراع بإنجاز الوحدة الوطنية وعودة غزة إلى الشرعية الوطنية «كي يتفرّغ شعبنا لمقاومة الاحتلال والاستيطان»، وإفشال «صفقة القرن» بما تحمله من مخاطر على القضية الفلسطينية.
ومن اللافت أن اتهامات فتح لحماس بأنّها تُسهم عبر مفاوضاتها مع الكيان الصهيوني في فصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، تتناقض مع تصريحات لنبيل شعث مستشار عباس للشؤون الخارجية، الذي اعتبر أن كل المشاريع التي يقودها المبعوث الأممي نيقولاي ملادينوف حول غزة، والتي تبنى عليها مفاوضات الهدنة، جوهرها «عودة السلطة إلى القطاع».
ورداً على ما صدر عن فتح في وقت سابق من تحذيرات من إبرام اتفاق تهدئة مع الكيان الصهيوني «مقابل مساعدات إنسانية»، أعلن القيادي في حماس سامي أبو زهري في تصريح عبر تويتر أول أمس السبت، أن الحركة ستقرّر في موضوع التهدئة «في السياق الوطني» وأن «مزايدات فتح مرفوضة».
وأضاف: «مَن يتفاخر بالعيش تحت بساطير الاحتلال ويتعاون معه أمنياً لا تحق له المزايدة على تضحيات غزة».
ووصف القيادي أسامة حمدان موقف الحركة بقوله: «نحن ذاهبون دون سلطة رام الله لتحسين الأوضاع في غزة».
وفي وقت سابق أكد قيادي آخر في حركة حماس هو إسماعيل رضوان، أن الحركة تلقت العديد من العروض العربية والدولية المتعلقة بالتهدئة والمصالحة وصفقة تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن حماس «تتعامل بجدية مع هذه التحركات والرؤى التي تقدم لها، وخاصة من قبل مصر، وسيكون الرد عليها وفقاً للمصلحة الفلسطينية العامة».
الأردن يحذّر من تبعات عجز الأونروا مالياً
حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، من التبعات «الخطرة» لاستمرار العجز المالي الذي تواجهه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا .
وقال الصفدي إن تمكين الأونروا من الاستمرار في تقديم خدماتها مسؤولية دولية إزاء اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: قضية اللاجئين إحدى أهم قضايا الوضع النهائي والتي يجب أن تحلّ على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، خصوصاً قرار الأمم المتحدة رقم 194 ومبادرة السلام العربية، بما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض».
وشدّد الوزير الأردني على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لسد هذا العجز وتمكين الأونروا من الاستمرار في تقديم خدماتها كاملة للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي.
وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة 365 مليون دولار سنوياً.
وزير صهيوني: التسوية مع «حماس» في مصلحتنا
اعتبر وزير الإسكان والبناء الصهيوني يؤاف غالانت أن التسوية مع حركة «حماس» في مصلحة كيانه الاستيطاني، داعياً إلى التوصل لاتفاق مناسب شرط وقف الهجمات من قطاع غزة.
ونقلت القناة العاشرة عن غالانت قوله: «التسوية في غزة تمثل مصلحة لـ «إسرائيل»، والشرط الأول هو وقف الإرهاب». وأضاف: «أنا مع إعطاء فرصة للتسوية، لكن الأمل ضعيف في أن يؤدي ذلك إلى اتفاق طويل الأمد».
والجمعة الماضي ذكرت قناة «ريشت كان» الصهيونية أن «الكابنيت» سيدرس الخطة المصرية التي قدّمها مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيقولاي ميلادينوف للهدنة بين الكيان الصهيوني و«حماس».