الصين في إدلب… من علامات سورية الأسطورة!
تكشف لنا سورية تباعاً عن خاصّياتها، وطبائعها ووظائفها التي خلقها الخالق لإنجازها، فوضع فيها سرّه…
ففي حربها العالمية العظمى، فاجأت العالم، قاصيه ودانيه، حلفاء وأعداء، وصمدت وقاتلت ببسالة نادرة وجدّدت في علوم الحروب وهيكلياتها وأسلحتها وتشكيلاتها، بل وعادت لتصير منصّة تغيير العالم وتوازناته وتغيير قواعد ونظم التوازنات والقوانين الضابطة للعلاقات بين الأمم والدول، ففيها تصعد الامبراطوريات وتسود أو تسقط وتنهار.
إلى ذلك، عندنا أكثر من ألف واقعةٍ وحدثٍ مُعاش، يدلّل على أسطوريتها وعجائبيتها، ويعمّق في سرّ أسرارها المكنونة التي لم يكتشفها أحد منذ خلقت وكانت أرض الرسالات وبيئة الحضارات وتحضير الانسانية…
من تلك الأدلّة القاطعة أنها وفّرت للصين الكونفوشيوسية، الخروج على طبائعها وقيمها وما شبّت عليه، فاستدعتها على غير سابقةٍ في تاريخها لتشرّع في برلمانها وجوب القتال وزجّ الجيوش خارج أرضها، بمعنى أدقّ، إنها لأول مرة في تاريخها تخرج بقواتها العسكرية خارج سورها العظيم الذي بنته لتحتمي به ولتبقى داخله، فأرسلت بوارجها وحاملة طائراتها الوحيدة إلى المتوسط، وأقامت وتقيم القواعد العسكرية في البحر الأحمر، وبحر العرب وتبحث عن موطئ قدم في المتوسط… والأهمّ من هذه وتلك أنها موّلت العاصفة الروسية وأمّنت سورية عندما احتاجت، وتقدّمت وبصورة معلنة وعلى غير كلّ تقاليدها بالطلب من الجيش السوري ومن الروسي بالمشاركة العسكرية المباشرة في معركة إدلب، ومن قبل حاولت في معركة الغوطة الشرقية والجنوبية لدمشق…
أن تشارك الصين بنخبة قواتها العسكرية في معركة إدلب أمر لا يجب أن يمرّ مرور الكرام وكأنّه شيء عاديّ، فللمسألة نتائج وفيها مؤشرات ودلائل حاكمة في مستقبل الشرق وآسيا، وصعود وأفول الامبراطوريات، وإعادة صياغة العالم وجغرافيته ونظمه…
الصين تقاتل مع سورية، يُعتبر إقراراً لسورية ولجيشها وقيادتها، والمعروف عن الصين الهدوء والبطء ودراسة الموقف وعدم التورّط في نزاع قد تصير خاسراً فيه…
إذاً، هي توثّقت من أنّ سورية تنتصر، وبهذا هي تشارك المنتصرين لا الخاسرين ولا المشكوك بقدراتهم ومستقبلهم…
وأن تشارك في آخر المعارك يعني أنها تيقنت أنّ سورية هي مُنشِئَة وبيئة تصعيد الامبراطوريات وتمكينها، فتلحق نفسها وتلتحق بحلف المنتصرين والقائد للحرب العالمية على الإرهاب الصغير والكبير معاً، وترغب بأن تحجز لنفسها مقعداً في القطار الصاعد بعيداً عن القوارب المثقوبة والمعرّضة للغرق…
والجدير ذكره أنّ سورية وحلفها لا يحتاجان لقوة عسكرية برية، فقد امتلكت سورية فرقة النصر الجوّالة بقيادة العميد سهيل الحسن، والقوّة النارية للطيران وأسلحة الميدان السوري، وللقوة الجو فضائية الروسية الساحقة الماحقة، ولن يقدّم لها الصيني قوّة تخلّ بالتوازنات، فتبدو معركة إدلب أقرب لنزهة ولاستعراض العضلات في وجه تركيا و»إسرائيل» وبقايا أميركا وأحلافها…
المشاركة الصينية بغضّ النظر عن حجمها وتأثيرها تأتي دلالة بين دلالات قاطعة على ما تمثّله سورية وحربها الظافرة من نتائج وتحوّلاتٍ عالمية وإقليمية، وما رغبة الصين إلا تثبيتٌ للتحوّلات وتأكيدٌ على النصر والأسطورة، وعلى رغبة الصين في الشراكة الفاعلة في وراثة الغرب في قلب العالم ونقطة توازناته الاستراتيجية…
ويقول لك هذا أو ذاك من السياسيين اللبنانيين، ومن المكلّفين بإدارة لبنان وتشكيل حكوماته، إنّه لن يزور سورية مهما كانت مصلحة لبنان… شيءٌ مؤسفٌ بل ومُضحكٌ حتى الثمالة…
اطلبوا العلم ولو في الصين، والصين الآن تطلب المكانة، ومن منصّة سورية أرض الرسالات…
التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة