المعلم لوزير خارجية التشيك: مستمرّون بمكافحة الإرهاب كما للتوصل إلى حلّ سياسي للأزمة
التقى وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين قبل ظهر أمس، يان هاماتشيك وزير الخارجية التشيكي والوفد المرافق.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الجمهورية السورية وجمهورية التشيك، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة والجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية بالتزامن مع الاستمرار في مكافحة الإرهاب.
وقدّم وزير الخارجية والمغتربين عرضاً عن آخر مستجدات الأوضاع في سورية في ظل الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه، مشدداً على ان سورية مستمرة في مكافحة هذا الإرهاب التكفيري حتى القضاء عليه على كل الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع استمرارها في دعم الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي للأزمة يقوم على الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سورية أرضاً وشعباً وعبر حوار سوري سوري من دون أي تدخل أجنبي.
من جانبه لفت وزير الخارجية التشيكي إلى صوابية قرار بلاده إبقاء سفارتها مفتوحة في دمشق بما أسهم في تعزيز التواصل بين البلدين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في سورية بصورة موضوعية، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين.
على صعيد آخر، أفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى أن حوالي مليوني لاجئ سوري قد يعودون إلى وطنهم خلال أشهر قريبة.
وقالت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «اتخذت الحكومة السورية، في إطار النهج المعلن من قيادة البلاد لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، قراراً بتشكيل لجنة تنسيقية خاصة برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف ، الذي ذكر أن أكثر من 3 ملايين نازح لقد عادوا إلى بيوتهم في سورية».
وتابعت زاخاروفا: «بالإضافة إلى ذلك، قد يعود إلى سورية خلال أشهر قريبة، حسب معطيات الأمم المتحدة، مليون و890 ألف لاجئ».
وكثفت الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة، بالتعاون مع روسيا، العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ووجّهت دعوات عدة إليهم للعودة إلى البلاد.
وفي السياق، جرت أمس في دمشق جلسة مشتركة جديدة للمركز الروسي لاستقبال وتوزيع اللاجئين في سورية ولجنة التنسيق السورية لشؤون عودة اللاجئين إلى أماكن إقامتهم الدائمة.
وأثناء الاجتماع أفاد رئيس المركز الروسي اللواء أليكسي تسيغانكوف، بأنه أجرى لقاء مع وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، الذي تمّ تعيينه بمنصب رئيس لجنة التنسيق لعودة اللاجئين السوريين، حيث ناقش الجانبان كيفية تنظيم العمل المشترك في المعابر لضمان عملها المستمر.
وأكد الجانبان، أهمية إعادة إعمار البنية التحتية المدنية في سورية، وأشارا إلى الوتائر العالية الحالية لهذه العملية وخاصة في ما يخص إعادة إعمار الطرق والجسور وخطوط الكهرباء والمؤسسات الطبية والتعليمية والمساكن.
من جهته أعلن رئيس فرع المركز الروسي لاستقبال وتوزيع اللاجئين في سورية النقيب ليونيد ميلكو، إلى أن معبر جديدة يابوس الواقع على الحدود مع لبنان يعمل بالشكل الضروري، مضيفا أن 2531 شخصاً، بمن فيهم 799 امرأة و1270 طفلاً عادوا عبره إلى سورية، من بينهم 108 أشخاص خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
هذا وقال ممثل لجنة التنسيق السورية لعودة اللاجئين السوريين العقيد سمير محان، إن القيادة السورية تؤكد جاهزيتها لحل مسائل تقديم الضمانات الأمنية وخلق فرص عمل، وتزويد الناس بالمساكن وتقديم المساعدة في استعادة الوثائق للسوريين العائدين من الدول الأخرى.
وأضاف أن 6381 لاجئاً عادوا من لبنان إلى سورية منذ 18 تموز الماضي، بمن فيهم 2972 شخصاً عبر معبر زمراني، و2531 شخصاً عبر معبر جديدة يابوس، و561 شخصاً عبر معبر الدبوسية، و317 شخصاً عبر معبر القصير، و318 شخصاً عبر معبر نصيب.
وتابع أن 362 سورياً عادوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة إلى أماكن إقامتهم الدائمة، من بينهم 208 أشخاص إلى حمص و91 شخصاً إلى الغوطة الشرقية.
كما عاد 63 سورياً من منطقة خفض التصعيد في إدلب، عبر معبر أبو ضهور إلى ريف حلب.
هذا وأفاد بأنه تمت في الأراضي السورية إعادة إعمار 89 مؤسسة طبية و217 مؤسسة تعليمية وتجديد 274,5 كم من الطرق و203 من خطوط الكهرباء بالإضافة إلى تدشين 86 محطة كهربائية و71 منشأة لضخ المياه.
وأكد أنه تتواصل حاليا في 62 تجمعاً سكنياً في محافظة حلب ودمشق ودير الزور وحماة وحمص إعادة إعمار 49 مدرسة و20 روضة للأطفال و33 مخبزاً و32 محطة لضخ المياه و14 محطة كهربائية و15 مؤسسة طبية و236 مسكناً.
ميدانياً، أطلق الجيش السوري عملية من خمسة محاور لاجتثاث تنظيم داعش من بادية السويداء الشرقية على جبهة بلغ عرضها 75 كيلومتراً.
وبسطت القوات السورية سيطرتها على منطقة بعمق 30 كيلومتراً، فيما نفّذ سلاحا الجوّ والمدفعية رمايات نارية استهدفت تحركات فلول داعش في المنطقة، وكاميرا الإعلام الحربي واكبت تقدم الجيش في ريف السويداء.
كما وثبّت الجيش السوري مواقعه في النقطة الصفر على الحدود مع الأردن وعلى تماس مع الجولان المحتل.
مصدر قال إن هذا إنجاز ميداني يتوّج إنهاء وجود داعش في حوض اليرموك ويكمل تأمين محافظتي درعا والقنيطرة.
بالتزامن، نشرت وكالة سانا الرسمية صوراً لمستودع أسلحة عثر عليه الجيش السوري، وقالت سانا إن الأسلحة التي تم العثور عليها في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي بعضها «إسرائيلي» الصنع.
إلى ذلك، ذكر نشطاء أن السلطات السورية ألقت منشورات على قرى في محافظة إدلب، دعت فيها السكان للانضمام إلى عملية المصالحة.
وحسب المعلومات، التي أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن مروحيات ألقت المنشورات على بلدات تفتناز وكفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي، ومناطق أخرى من ريف إدلب الجنوبي.
وأشار المرصد إلى أن إلقاء المنشورات مع حملة مداهمات واعتقالات شنها ما يُسمّى بتنظيم «هيئة تحرير الشام»، التي تكون «جبهة النصرة» نواته، ضد أشخاص متهمين بـ «التقرب من النظام والسعي للمصالحة».
كما ورد في المنشورات المنسوبة للجيش السوري مخاطباً أهالي تلك المناطق إن «مصير أسرتك وأبنائك ومستقبلك رهن قرارك.. سارع بالانضمام إلى المصالحات المحلية لتعيد البسمة وتضمن المستقبل».
وأوضح المرصد أن الحملة شملت قرى معردبسة وباريسا وتل طوقان وسمكة وفروان ومعصران وحزان وغيرها بريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.
وتستمر الحملة لليوم السابع على التوالي، واعتقل تنظيم «هيئة تحرير الشام» خلالها أكثر من 200 شخص.