خامنئي يقلل من أهمية العقوبات ورحماني يعتبرها وفّرت ظروفاً شفافة للتعاون الاقتصادي مع العالم

بعد أن أعادت واشنطن إدخال عقوباتها على الاقتصاد الإيراني حيّز التنفيذ في الأيام الأخيرة، وقد استهدفت المشتريات الإيرانية بالدولار وتجارة المعادن وغيرها من التعاملات والفحم والبرمجيّات المرتبطة بالصناعة وقطاع السيارات، أكدت أنقرة مواصلة التجارة مع إيران فيما أشارت موسكو إلى أنّ واشنطن ترغم الدول الأوروبية على رفض التعاون المربح مع إيران. في حين أكدت طهران رفضها الدخول في مفاوضات جديدة مفرغة تلك العقوبات من أهميتها، مؤكدة ثقتها بقدراتها وقدرات الإيرانيين على تجاوز تلك العقوبات.

خامنئي

في هذا الشأن، قلل المرشد الإيراني علي خامنئي من «أهمية فرض الولايات المتحدة عقوبات مشدّدة على بلاده هذا الأسبوع».

وقال خامنئي «إنه لا يوجد ما يثير قلق طهران في هذا الشأن»، مشدداً على «ضرورة عدم الثقة بواشنطن».

ظريف

بدوره، أكّد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف على أنّ «السلوك الأميركي لن يبقى من دون ردّ من بلاده».

وتعليقاً على التهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز رداً على تهديد الرئيس الأميركي بـ»تصفير صادرات النفط الإيرانية بحلول الرابع من تشرين الثاني المقبل»، أشار ظريف إلى أنّ «بلاده تسعى بشكل مستمر إلى الحفاظ على أمن المنطقة ووحدتها وإلى حُسن الجوار ومن هذا المنطلق تسعى إلى ترميم العلاقة بينها وبين السعودية والبحرين والإمارات»، مضيفاً «أنّ طهران ترحّب دائماً بالحوار، لكن على الأميركيين تحمّل عواقب أي عمل يقومون به باتجاه تصفير صادرات النفط الإيرانية مع أن هذا الأمر غير ممكن عملياً».

وحول التسريبات التي تحدّثت عن وساطة عُمانية بين إيران وأميركا، لفت ظريف إلى «وجود رسائل بين البلدين تنقل عبر بعض الدول كسويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في إيران وسلطنة عُمان»، مؤكّداً في الوقت ذاته «عدم وجود حوار مباشر إيراني أميركي».

الحرس الثوري

وكان الحرس الثوري قد أعلن «أنه أجرى مناورات كبرى في الخليج ومضيق هرمز بهدف مواجهة تهديدات محتملة»، وصرّح المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف بأن «المناورات التي نفّذتها القوة البحرية قبل أيام كانت ناجحة لجهة الحفاظ على الجاهزية للدفاع عن أمن الخليج ومضيق هرمز، ومواجهة التهديدات والمغامرات المحتملة للأعداء».

رحماني

أكد وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي «أنّ نكث العهود وانسحاب أميركا من الاتفاق الدولي، إلى جانب امتناع دول الجوار وعدد ملحوظ من بلدان العالم عن اتباع السياسات الأميركية، كل ذلك أسهم في توفير ظروف أكثر شفافية لمستقبل التعاون الاقتصادي الإيراني مع سائر البلدان».

وأردف رحماني فضلي قائلاً «إنّ انتهاك المعاهدات الدولية كشف حقيقة الأعداء أمام الرأي العام الدولي»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ «الإدارة الأميركية حدّدت 3 مراحل لتقويض طاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وتابع بالقول، «إنّ المرحلة الأولى تكمن في الجانب العسكري»، مبيناً أنّ «واشنطن تعلم جيداً مدى قدرات طهران العسكرية وعليه فهي عاجزة عن الخوض في هذه المواجهة ضدّ البلاد».

واستطرد القول «إن الأعداء كرّسوا جهدهم في دعم الجماعات الإرهابية على حساب إيران»، مؤكداً أنّ «الجمهورية الإسلامية تقف على أهبة الاستعداد للدفاع الشامل والقضاء على الإرهابيين في المناطق الحدودية».

وأوضح رحماني فضلي أنّ «المرحلة الثانية من المخطط الأميركي ضدّ إيران تتمثل في الجانب الاقتصادي»، مضيفاً «أن العدو لديه معلومات وافية بشأن الطاقات الاقتصادية للشعب الإيراني، وبيّن أنّ إيران حققت الاكتفاء الذاتي الاقتصادي بنسبة تتراوح بين 50 إلى 60 في المئة».

وفي ما يخصّ المخطط الأميركي الثالث، أشار وزير الداخلية إلى «محاولات الأعداء في إثارة التوترات والفوضى الأمنية داخل البلاد»، مبيناً أنّ «العدو يستخدم طاقاته الإعلامية في هذا السياق لتضخيم أصغر المشاكل وتوظيفها على حساب الأمن الداخلي».

وأكد أنه «في ضوء المواقف العدائية المعلنة من جانب المسؤولين الأميركيين ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكن إجراء مفاوضات مع هؤلاء بتاتا»، مشدداً على أنّ «الشعب الإيراني لن يثق بالأميركيين أبداً».

الخارجية الروسية

من جهة أخرى، قالت الخارجية الروسية «إنّ واشنطن تلوي ذراع الدول الأوروبية وترغمها على رفض التعاون المربح مع إيران»، مضيفةً «أن إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران لها عواقب سلبية بعيدة المدى على المنطقة كلها».

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن «السياسة الأميركية في هذا الإطار تهدف إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، واصفة إياها بالمدمّرة جداً».

وزير الطاقة التركي

بدوره، قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز إن بلاده ستواصل شراء الغاز من إيران تماشياً مع اتفاق توريد طويل الأمد.

يأتي ذلك بعد تأكيد أنقرة رفضها للعقوبات الأميركية على طهران، وهو موقف من شأنه أن يؤثر على العلاقات التركية الأميركية المتوترة مؤخراً، بسبب أزمات عدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى