المجلس الأعلى للكاثوليك: للإسراع في الحكومة وعدم تجاوز ثوابت الوفاق والدستور والعرف

دعا لمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، ومؤكداً ضرورة الابتعاد، خلال عملية التأليف، عن أي إجراء يعتبر تجاوزاً لثوابت الوفاق الوطني والميثاق والدستور والعرف التاريخي.

جاء ذلك في بيان للهيئة التنفيذية للمجلس بعد اجتماعها أمس، في دار مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، برئاسة البطريرك يوسف العبسي وحضور نائب الرئيس وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، والنواب: نعمة طعمه، جورج عقيص، ميشال ضاهر، نقولا صحناوي، ادكار معلوف وسليم خوري، الأمين العام المهندس لويس لحود، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش ومطران صور للروم الملكيين الكاثوليك ميشال أبرص، الرئيسين العامين: أنطوان ديب وإيلي معلوف، والرئيسات العامات: منى وازن، دنيز عاصي، ونيكول حرو وأعضاء الهيئة التنفيذية.

ويأتي عقد الاجتماع في مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع، في إطار ما قررته الهيئة التنفيذية بعقد اجتماعات دورية في مختلف المناطق اللبنانية التي يقيم فيها أبناء الطائفة.

وبعد درس جدول أعمالها واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه، دعت الهيئة إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة، لما في ذلك من حاجة على صعيد تفعيل المؤسسات الدستورية والعمل الحكومي والتشريعي، والتصدي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعاني منها اللبنانيون، ومعالجة الملفات الحياتية وتحريك ملف مؤتمر سيدر».

وأكدت «ضرورة الابتعاد، خلال عملية التأليف، عن أي إجراء يعتبر تجاوزاً لثوابت الوفاق الوطني والميثاق والدستور والعرف التاريخي، مثل ترسيخ حقائب أو إبعاد أو احتكار حقائب لطوائف من دون أخرى، فلا تحجب عن طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، وهي طائفة مؤسسة، أي حقيبة تحت أي مسمّى «سيادية» أو أخرى، طالما أن القاعدة الدستورية هي فقط المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في وقت نواجه فيه جميعاً التحديات والمخاطر على مختلف الأصعدة ومرض الفساد الذي يجتاح المؤسسات وخطر أزمة النازحين السوريين الوجودية».

ونوّهت بـ «الدور التاريخي لمدينة زحلة عاصمة البقاع، وعطاءات رجالاتها للبنان المقيم والمنتشر على الصعد السياسية والعلمية والثقافية والاقتصادية والفنية، والدور الأساسي على صعيد تاريخ طائفة الروم الكاثوليك»، داعيةً إلى «الوحدة والتماسك والتضامن بين أبناء المنطقة وتجاوز أي خلاف من شأنه التأثير على النسيج الداخلي والبقاعي المتماسك، والذي يعتبر مثالاً للعيش المشترك والسلم الأهلي».

كما شدّدت على «التشبث بالأرض من خلال الحد من ظاهرة بيع الأراضي، وتأمين مقتضيات البنية التحتية والنمو الكفيل لوقف الهجرة الداخلية والخارجية من هذه المنطقة وإقامة المنطقة الاقتصادية في البقاع ومنطقة حرة في رياق، بما فيها إنصاف مطالب ابناء الطائفة المحقة في المؤسسات العامة».

وأشارت إلى أن «المجتمعين راجعوا المطالب الإنمائية والاجتماعية المزمنة والطارئة لمدينة زحلة ومنطقة البقاع الأوسط والبقاع، داعية إلى الإسراع في تنفيذها.

ورحبت الهيئة بـ «المبادرات الجدية لتحريك عودة النازحين السوريين الممنهجة والآمنة، لا سيما مبادرة الاتحاد الروسي إلى مقاربة الحل»، داعية «رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية إلى إعطاء الأولوية المطلقة لهذا الملف».

وأكدت «مطالبها السابقة بخصوص الحضور الكاثوليكي في الإدارات والمؤسسات العامة».

درويش

وفي نهاية الاجتماع، ألقى المطران درويش كلمة طلب فيها من المجلس «الإسراع في بت التعديلات على نظامه الداخلي ليتماشى مع متطلبات الألفية الثالثة وتطلعات الأجيال الجديدة»، وقال: «هنا، من المهم جداً أن نبعد المجلس عن التجاذبات السياسية، وهذا لا يعني أبدا إبعاد السياسيين».

ودعا إلى «إجراء مسح شامل لكل أبناء الطائفة في لبنان والكفاءات الموجودة لدى أبنائها في شتى الحقول الروحية والعلمية والاقتصادية والسياسية والوطنية والوظائفية»، وقال: «على أن يتضمن هذا المسح وضع أبنائنا في وظائف الدولة».

وطالب بـ «إنشاء مكتب خدمات يستطيع كل صاحب حاجة من أبناء الطائفة أن يلجأ إليه ويحصل منه على دعم»، مشيراً إلى أن «من خلال هذا المكتب يشعر أبناء الطائفة بأنهم غير متروكين، بل لهم مراجع تساندهم في قضاياهم العادلة».

ودعا إلى «تحقيق مشاريع تنمية اجتماعية، لا سيما في المناطق البعيدة عن بيروت».

دعا مجلس أساقفة زحلة والبقاع كل الأفرقاء في زحلة إلى التعامل بروية وهدوء مع القضايا التي تخص هموم الناس الاقتصادية والاجتماعية والسعي لحل المشاكل بطريقة سلمية وعدم التصعيد.

من جهة أخرى، أعلنت مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك أنه عقد على هامش الاجتماع لقاء خاص بين جريصاتي وعقيص، برعاية ومباركة المطران درويش، وحضور الرياشي ولحّود، جرى خلاله تناول عدد من المواضيع الهامة على الساحة اللبنانية.

مجلس الأساقفة

وكان مجلس أساقفة زحلة والبقاع اجتمع في مطرانية السريان الأرثوذكس، وناقش النقاط المدرجة على جدول الأعمال. ودعا المجلس «كل الأفرقاء في زحلة إلى التعامل بروية وهدوء مع القضايا التي تخص هموم الناس الاقتصادية والاجتماعية، والسعي لحل المشاكل بطريقة سلمية وعدم التصعيد الذي يمكن أن يضر بمصالح أهل زحلة والبقاع. وتداول المجتمعون أيضا شأن التعليم المسيحي في المدارس الرسمية تحضيراً للعام الدراسي المقبل».

ورحب المطارنة بالزيارة التي سيقوم بها بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر في الأسبوع الثاني من شهر أيلول المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى