رئيس الجمهورية يؤكد الحرص على إخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، «الحرص على إخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية الراهنة وتوفير فرص عمل جديدة تمكّن الشباب اللبناني المنتشر من العودة الى ربوع الوطن والبقاء فيه»، وشدّد على أن «لبنان ينتظركم»، وطمأنهم أن «مستقبل لبنان ومستقبلكم سيكونان مزدهرين».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفداً من اللبنانيين المنتشرين في فرنسا واوروبا، أعرب عن تصميمه على «العمل من أجل إنجاح عهد رئيس الجمهورية»، مجدداً «الوفاء لمبادئ الرئيس عون الذي سيبقى مثالا للمثابرة ونظافة الكف والرؤية الصائبة».
ووضع الوفد رئيس الجمهورية في أجواء التحرك الذي يقوم به في أوروبا مع «أحزاب وهيئات سياسية دعماً لخطة رئيس الجمهورية المتعلقة بعودة النازحين إلى سورية».
وأوضح أن «هذه الظروف معطوفة على السياسة غير الرشيدة التي اتبعت سابقاً، اضعفت اقتصاد لبنان. وهو ما جعلنا نوليه الاهتمام لإخراجه من الازمة الراهنة وخلق فرص عمل تتيح لكم البقاء في ربوع الوطن».
وأكد رئيس الجمهورية حرصه على «تمسك الشباب اللبناني بأرضه رغم ما يوفره الخارج من فرص عمل له»، لافتاً إلى «ما بات الاقتصاد الرقمي يتيحه أمامه، بحيث يخوله العمل وهو في بلده، لا سيما أن غالبية الشباب يدرسون اختصاصات جديدة»، وشدّد على أن «لبنان ينتظرهم»، وطمأنهم أن «مستقبل الوطن ومستقبلهم سيكونان مزدهرين»، كما أكد أن «انتشار اللبنانيين في دول العالم جعله يستحق اسم الوطن الكوني، في ظل نجاح العدد الكبير من اللبنانيين او المتحدرين من أصل لبناني في العديد من دول الانتشار وتبوئهم المناصب، إن في أميركا اللاتينية أو جنوب أفريقيا على سبيل المثال لا الحصر»، وركز على «نجاح المؤتمرات الاغترابية التي نظمها لبنان في تشكيلها ملتقى مهماً بين اللبنانيين وإتاحتها تنظيم الجاليات اللبنانية، ما سمح بإعادة جمع أبنائها كي لا يخسروا ثقافتهم وحضارتهم التي هي من اعرق حضارات العالم».
من ناحية أخرى أبلغ رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، الذي استقبله مع وفد من الاتحاد في قصر بعبدا، أن «خطة عملية وشاملة تمّ وضعها لمكافحة الفساد تنتظر تشكيل الحكومة للمباشرة بتنفيذها، وهي تشمل اصلاحات جذرية إدارية ووظيفية وهيكلية اساسية».
وقال: «إن تحقيق هذه الخطة سيكون من أولويات عمل الحكومة العتيدة، وهي ستضع الذين يعلنون دعمهم لمكافحة الفساد أمام مسؤولياتهم ليقرنوا القول بالفعل، لأننا نسمع أصواتاً تدعم وتؤيد وتزايد احياناً، وعند التطبيق يحصل العكس، وأحيانا تتعرقل العملية الإصلاحية من بعض أصحاب هذه الأصوات».
ودعا رئيس الجمهورية الاتحاد العمالي إلى «المساهمة المباشرة بالعملية الإصلاحية»، وأكد أن «عقارب ساعة مسيرة الإصلاح لن تعود إلى الوراء، وستحقق المسيرة أهدافها بالطرق السلمية والقانونية». وأشار إلى أن «مطالب الاتحاد العمالي العام وغيرها من القطاعات هي في طليعة اهتمامات الدولة، لكن ثمة قوانين وضعت لمعالجة بعض هذه المطالب لم تنفذ حتى الآن، ومنها قوانين الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة، فيما مشاريع عدة تم تجميدها أو واجهت عراقيل من المستفيدين من استمرار الأوضاع على حالها، لا سيما في موضوع الكهرباء والسدود وغيرها».
وأكد أن «الخطة الاقتصادية الوطنية التي أُنجزت، ستعرض على مجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة الجديدة لدرسها وإقرارها والمباشرة بتنفيذها، والتي من شأنها أن تنقل الاقتصاد اللبناني من الاقتصاد الريعي الذي اعتمد لسنوات خلت، إلى اقتصاد يشمل كل قطاعات الإنتاج».
وكان رئيس الاتحاد العمالي طالب بـ«الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات الكثيرة، لا سيما الأزمة الاقتصادية الضاغطة والازمات الطارئة، مثل القروض السكنية وأوضاع الكهرباء وارتفاع عدد العاطلين عن العمل نتيجة النزوح السوري»، وأشاد بـ«دور الرئيس عون في التعاطي الوطني بقضية النازحين وضرورة عودتهم الى المناطق السورية الآمنة».
وطرح الأسمر سلسلة مطالب أبرزها «ضرورة تصحيح الأجور في القطاع الخاص وإقرار قوانين للضمان الاجتماعي والمشاريع البيئية والمياه الجوفية وقانون الإيجارات ومكافحة الفساد وتصحيح النظام الضريبي غير العادل»، وشدّد على «أهمية دعم القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة»، ولفت إلى «الأضرار الناتجة عن اعتماد سياسة إغراق السوق وتأثيرها على الصناعة الوطنية».
وأثار الأسمر مطالب قطاع النقل، متمنياً على الرئيس عون «أخذ هذا الملف بين يديه ومعالجته بشكل نهائي»، ثم سلم رئيس الجمهورية مذكرة مطلبية للاتحاد العمالي تناولت تفاصيل النقاط التي أثارها في مداخلته وتناولت 16 مطلباً.
اقتصادياً ايضاً، استقبل الرئيس عون وفداً ضم المدير العام للزراعة المهندس لويس لحود، مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية السفير بلال قبلان، رئيس «جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية» فادي جريصاتي، مع منتجي العرق في لبنان الذين عرضوا عليه «واقع قطاع العرق والخطط الموضوعة لتسويقه في الداخل والخارج».
ودعا الرئيس عون الى «التسويق المحلي لهما في المطاعم اللبنانية لجذب السياح وتعريفهم، خصوصاً على العرق، لأنه منتج لبناني تراثي واعد يجب الاهتمام به»، وتمنى للوفد «التوفيق والنجاح في الأهداف التي وضعها من اجل رفع نسبة الإنتاج والتصريف للمنتجين في الاسواق المحلية والخارجية الى نحو 14 مليون قنينة». ثم قدم الوفد للرئيس عون قنينة عرق كهدية تذكارية.
وأجرى الرئيس عون مع الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، جولة أفق تناولت الأوضاع العامة والتطورات السياسية الراهنة، لا سيما مسار تشكيل الحكومة. وتطرق البحث إلى مواضيع إنمائية تهم منطقة الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً.
وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان لدى بولندا رينا شربل لمناسبة التحاقها بمركز عملها، حيث تمنى لها الرئيس عون التوفيق وزوّدها بتوجياته.
وعرض الرئيس عون مع مندوبة لبنان لدى منظمة «الأونيسكو» السفيرة سحر بعاصيري عمل البعثة اللبنانية والتحضيرات الجارية للقمة الفرانكوفونية في أرمينيا مطلع تشرين الأول المقبل.