تركيا وإيران والعملات

ـ مع عودة العقوبات الأميركية على إيران والإعلان عن عودة قسم ثان منها خلال شهور تحركت الضغوط على العملة الإيرانية في ظلّ ما هو معلوم أنّ العقوبات تمنع شراء النفط الإيراني والتعامل مع مصارف إيران والتداول بعملتها وبيع كل شيء تقريباً لإيران والحصيلة كانت أنّ العملة الإيرانية قياساً بما قبل خمس سنوات فقدت نصف السعر وقياساً بما قبل سنة فقدت ربع السعر.

ـ فرضت واشنطن عقوبات جزئية على تركيا تتصل حصراً بصادرات تركيا من الألمنيوم والحديد الصلب ورفعت عليها الرسوم الجمركية ثم شملتها بعقوبات تجعل تصديرها إلى الأسواق الأميركية شبه مستحيل فكانت النتيجة أنّ العملة التركية فقدت ثلاثة أرباع قيمتها، ما يعني أنّ نسبة الخسارة من قيمة العملة ربما وصلت لفقدان تسعة أعشار قيمتها لو كانت العقوبات من النوع الذي تتعرّض له إيران.

ـ المقارنة تهدف لقول حقيقة وهي أنّ الإقتصاد الذي بنته إيران في ظلّ العقوبات والحصار شكل حصانتها لعدم الإنهيار امام حجم العقوبات الشاملة التي طالتها والتي جعلت المتاجرة معها من اي بلد في العالم شبه مستحيل، ما استدعاها لحماية حضورها في سوق النفط التهديد بإغلاق مضيق هرمز.

ـ المقارنة بين تركيا وإيران تقول أمرين الأول أنّ الإقتصاد المبني في ظلّ الحصار الأميركي أقدر على تلقي الصدمات من إقتصاد الإنفتاح، والثاني أنّ نظام العقوبات محدود التأثير بدليل أنّ إيران المستهدفة بأشدّ العقوبات قساوة تخطت الصدمة السلبية بأمان وقدّمت مثالاً لمن يريد تحصين اقتصاده بوجه العقوبات وشكلت شريكاً لمنظومة دولية إقليمية آن لها أن تولد للدول المستهدفة بالعقوبات تدير علاقاتها الإقتصادية دون المرور بالمصارف الأميركية والعملة الأميركية.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى