باسيل يجول في الجنوب وعكار: لن نسمح بتحويل لبنان منطقة إرهابية وسنسقط أي ورقة مشبوهة في النزوح
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل «أن خطري النزوح السوري والإرهاب جديان وفعليان، لكن هناك إجماعاً عند اللبناني على مواجهة هذين الخطرين ولو حصل هناك من تراخٍ أو أخطاء، إنما نحن سنحاول الإبقاء على هذا الإجماع وهذه الوحدة كي نتمكن من المواجهة والانتصار عليهما».
كلام باسيل جاء في ختام جولته العكارية من بلدة القبيات حيث أقامت هيئة التيار الوطني الحر في عكار مأدبة غداء تكريمية على شرفه في مطعم ديوان الوادي. وأشار إلى «أن لبنان مرة ثانية يعطي المثل في الإنسانية، في التعاطي مع ملف النازحين السوريين، والمثال في الإقدام والشجاعة لكسر الارهاب حيث يحاول الظهور في لبنان من عرسال إلى طرابلس وصيدا وعكار وكل مكان، مشيراً إلى «أن الخوف والخطر هما من مشاكلنا الداخلية، لأن ما من إجماع ولا من وحدة ولا اتفاق».
وإذ شدد على «أن موضوع النزوح السوري يشكل خطراً كبيراً على وجود لبنان قال باسيل: «طالما نحن في الخارجية اللبنانية، فإن الديبلوماسية اللبنانية ستسقط كل مشروع مشبوه وكل ورقة مشبوهة تتعاطى في موضوع النزوح السوري، لن ندع أي ورقة أو أي فكرة تمر علينا من دون أن نسقطها عند أبواب الخارجية اللبنانية».
مجزرة جديدة بحق الديمقراطية في لبنان
وتحدث باسيل عن التمديد للمجلس النيابي فقال: «إننا مقبلون في الأسبوع المقبل على مجزرة جديدة بحق الديمقراطية في لبنان والتي اسمها التمديد للمجلس النيابي»، لافتاً إلى «أن هذا التمديد عمل غير قانوني ولا دستوري ولا ميثاقي ولا أخلاقي». وقال: «هذا الموضوع لا يمكن أن يكون لتخويف اللبنانيين تحت حجة أنه إذا لم يحصل التمديد فهناك الفراغ، لأنه إذا لم يحصل التمديد فمعناه أن هناك انتخابات، واجتماعنا اليوم ومجيئنا إلى عكار هو أكبر تأكيد وبرهان بأننا قادرون أن نلتقي»، لافتاً إلى «أن حجة الموضوع الأمني ساقطة لا مبرر لها ولا يجوز أن تكون حجة لتبرير التمديد».
الميثاقية لا يجوز أن تكون استنسابية
وأردف: «عندما يتحدثون عن الميثاقية في أي عملية دستورية فلا يجوز أن تكون استنسابية نستعملها من جديد. وسأل «أي ميثاقية بينما كل المجلس النيابي الحالي وما قبله قائم على سوء تمثيل؟ أين الميثاقية عندما تكون كل بلدات وقرى عكار والجنوب والبقاع المسيحية غير ممثلة بإرادتها الفعلية وليس لديهم ممثلوهم المباشرون في البرلمان؟ أي ميثاقية عندما نقول مسبقاً عندما لا نقر قانوناً انتخابياً لأن هناك فريقاً من اللبنانيين يرفض هذا القانون؟ أي ميثاقية عندما يكون 70 في المئة من المسيحيين في 2005 يختارون قائدهم ويُرفض أن يكون في رئاسة الجمهورية؟ أي ميثاقية عندما التيار الوطني الحر في الـ 2005 يحصل على تأييد 72 في المئة من المسيحيين ولا يسمح له بالدخول الى الحكومة وتنشأ حكومة من دونه؟ أي معيار يتحدثون عنه عندما تكون الميثاقية حجة تستعمل على الطلب لمنع شيء أو لفرض شيء آخر»؟
وأكد باسيل «نحن على هذا الاساس لن نغطي ولن نعطي شرعية للتمديد، نحن لسنا أغطية في البلد ولسنا طرابيش، وليتفضلوا ويبرروا الآن ميثاقية التمديد للمجلس النيابي، لا حضور يعطي هكذا ميثاقية ويعطي غطاء ولا تصويت يعطي هذا الغطاء وهذه الشرعية».
ورأى باسيل «أن الحل الحقيقي عندما تحصل مشكلة في بلد ديمقراطي يتم اللجوء الى الشعب، إما بالتصويت المباشر لانتخاب رئيس الجمهورية أو بالتصويت المباشر لانتخاب النواب، فننتخب النواب ونتفق منذ الآن أن من يأخذ الأكثرية من الاصوات يكون له الحق أن يكون رئيس جمهورية. عندها تكون هناك انتخابات نيابية ومن بعدها انتخابات رئاسية ومن بعدها تشكيل حكومة. وكل كلام غير ذلك هو تمديد لوضع سيء في البلد وإطالة لأزمة سياسية وعدم استقرار داخلي وينقلنا من أزمة إلى أزمة وهذا ليس بحل». وأشار إلى «أنه في الوقت الذي يسعى بعضهم إلى تقسيم المنطقة بالوهم أو على الورق بالمشاريع او بالمؤامرات بالطائرات او بالارهاب بـ«إسرائيل» وعنصريتها وعدوانها أو بجماعات التكفير التي تكفر كل الأديان، فإننا سنبقى نقاتل هذا المشروع حتى آخر مسيحي وآخر مسلم في هذا البلد لنحافظ على وحدته ورسالته التي تعطيه ميزته في هذا العالم وتعطيه تألقه ونموذج العيش الواحد بكل العالم»، لافتاً إلى «أنه إذا تقسّم لبنان تقسم العالم، واذا زال المسيحيون من لبنان زالوا في كل العالم».
… يعزي بشهداء الجيش
وكان باسيل زار خلال جولته بلدة رماح، وعيدمون حيث قدم واجب العزاء لعائلة الشهيد محمد عاصم ضاهر، في حضور فاعليات البلدة ورئيس البلدية رامي حداد، وزار أيضاً عندقت حيث شارك في قداس تذكار الموتى في كاتدرائية مار مارون. وأكد من بلدة شدرا، في لقاء عام حضره رؤساء بلديات ومخاتير وكهنة وفاعليات من شدرا ومشتى حسن ومشتى حمود، على «أهمية صمود ابناء عكار وتعايشهم وتشبثهم بأرضهم وعيشهم الواحد».
وكانت زيارة تعزية لباسيل لعائلة الجندي الشهيد جمال هاشم في بلدة القبيات، في حضور افراد العائلة وفاعليات البلدة.
… وفي مرجعيون
وكان باسيل يرافقه منسق عام التيار الوطني الحر بيار رفول على رأس وفد من التيار اختتم جولة جنوبية طويلة مساء الجمعة، امتدت من الناقورة إلى مرجعيون، بلقاء موسع في مجمع الدانا السياحي ببلدة إبل السقي في حضور رئيس هيئة منح رتبة الأمانة في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال الجمل ممثلاً رئيس الحزب النائب أسعد حردان على رأس وفد من الحزب، وسام شروف ممثلاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب طلال ارسلان، وكيل داخلية الحزب الاشتراكي شفيق علوان ممثلاً وزير الصحة وائل أبو فاعور، وممثلين عن حزب الله وحركة أمل، قائمقام حاصبيا وليد الغفير ورؤساء بلديات ومخاتير منطقتي مرجعيون وحاصبيا والعرقوب.
وأشار باسيل إلى «أن «إسرائيل» وحركات التكفير يلتقون في المنطقة»، محذراً من «أن يلتقوا على أرض لبنان «، مشيراً إلى «أن هناك رهانات لدى بعضهم، بأن تحدث «إسرائيل» خرقاً على الأراضي اللبنانية، إلا أن ذلك لن يحصل بفعل وعي أبناء هذه المنطقة، وأي محاولة لإطلالة الإرهاب من منطقة شبعا والعرقوب يجب قطع رأسه، كما حصل في عرسال والشمال».
وتابع قائلاً: «نستشعر الخطر في كل لبنان، لكن نثق بأهلنا الواعين، لأن الإرهاب ليس له صديق ولا حليف، ولا يجلب سوى الإرهاب والدمار»، نسمع عن مشاريع في بعض المناطق تتحدث عن ممرات آمنة وعازلة. نحن نريد لبنان منطقة آمنة لأهله، ولن نسمح بمثل هذه المشاريع أن تنفذ، لن نسمح بممرات أمنية للإرهاب من سورية باتجاه لبنان، ولا من لبنان باتجاه سورية، ولن نسمح بأن يتحول لبنان إلى منطقة إرهابية. ودعا إلى «العمل لتحصين لبنان من خلال وحدتنا الوطنية والإلتفاف حول بعضنا بعضاً وذلك نتيجة وضعنا المهتز داخلياً وهذا الشيء الذي يقلقنا».
وانتقد باسيل من يحاول ابتزاز لبنان من الإرهاب والمجتمع الدولي تحت عناوين الإنسانية، وقال: «اذا حمينا أنفسنا من الوجود السوري نتعرض للإبتزاز، في بلد وصلت نسبة النزوح فيه إلى 110 في المئة بـ كلم المربع، فهل من بلدٍ في العالم تحمل هذا العدد؟ يحاول بعضهم إخضاعنا له من إرهابيين ومجتمع دولي، وكل بمفهومه وعلى طريقته، ولكن علينا مواجهة كل ذلك بوحدتنا».
كما زار باسيل القليعة، ودير راهبات القلبين الاقدسين في عين إبل، وعرج على بلدية دبل وهو قادم من الناقورة، حيث استقبله رئيس بلديتها عقل نداف واعضاء المجلس البلدي وفاعلياتها، وطلب باسيل من البلدية التعاون مع المنظمات الدولية للقيام بمشاريع انمائية، مشدداً على «أن وزارة الخارجية ستبقى الى جانبهم وتدعمهم بكل ما قد يحتاجون».