لتكريم المقاومين والشهداء والجرحى
د. جمال شهاب المحسن
في أجواء ذكرى الانتصار العظيم الذي حققه المقاومون الأبطال وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله على آلة العدوان الصهيوني المدعومة أميركياً وأجنبياً، استعمارياً وأعرابياً، في تموز – آب عام 20006، فلنرفع شعار تكريم إخواننا المقاومين والشهداء والجرحى الذين صدّوا هذه الهجمة الصهيونية الوحشية الشرسة وانتصروا عليها، فتمّ تحطيم أسطورة الجيش «الإسرائيلي» الذي أسموه زوراً وبهتاناً «الجيش الذي لا يُقهر»، جيث أنه وفي ليلة واحدة وتحديداً في وادي الحجير تمّ تدمير 22 دبابة ميركافا كان يتباهى «الإسرائيليون» بها ويزعمون أنها الأحدث في العالم…
ولن ننسى إطلالة السيد نصرالله ليعلن في خطابه الأول بعد اندلاع حرب تموز تدمير البارجة «الإسرائيلية» مقابل بيروت، وليقول حرفياً على الهواء مباشرة: المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن.. الآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة الحربية العسكرية «الإسرائيلية» التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين أنظروا إليها تحترق وتغرق ومعها عشرات الجنود «الإسرائيليين» الصهاينة ..
ولقد بقيت صواريخ المقاومة منذ بداية الحرب وحتى آخر لحظة فيها تهطل بغزارة على عمق الكيان الصهيوني.. كما لا يغيب عن البال المواجهات العنيفة في مارون الراس وبنت جبيل وفي كلّ مواقع المواجهة القتالية المباشرة، حيث تبيّن بوضوح وبالملموس أنّ هذا الجندي «الإسرائيلي» ليس «شمشون الجبار» أو «سوبرمان عصره» وأن جيش العدو يُقهر ويُقهر، وأنّ الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت كما قال القائد التاريخي للمقاومة السيد حسن نصرالله…
وعلى الرغم من التضحيات الجسام والشهداء والجرحى وما أصابنا في البنية التحتية فإنّ خسائر العدو كانت كبيرة جداً جداً… وتكفينا مشهدية حالة الهستيريا التي أصيب بها العدو الصهيوني وحلفاؤه داخل الإقليم وفي العالم حيث تداعوا الى عقد المؤتمرات وإطلاق الحملات الإعلامية والنفسية للتغطية على هزيمتهم وخسارتهم وذلهم أمام بطولات المقاومين الأشداء والأشراف وجمهورهم الواسع والمدعومين من سورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد والجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنئي…
وعلى الرغم من الحملات الإعلامية المستمرة حتى الآن فإنّ جذوة المقاومة ومحورها تشتدّ يوماً بعد يوم، وها هو الجيش السوري والمقاومة والقوات الحليفة والرديفة يكتبون روايتهم الحقيقية في الميدان ويحققون النصر تلو النصر…
ويبقى ان نشير إلى أنّ محاور العدوان العسكري والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي والإعلامي والنفسي كانت كبيرة وهائلة جداً.. وكان للبعض في الداخل اللبناني أدوار فيها ولا سيما في محاولة تشويه الصورة الناصعة لهذا الانتصار العظيم فتلطخت أيدي هذا البعض بالأموال الأميركية والأجنبية والأعرابية في هذه المحاولة الفاشلة… وإنّ الصهيوني الأميركي جيفري فيلتمان اعترف في يوم من الأيام أمام الكونغرس الأميركي أنهم وزعوا وحدهم كأميركان على زبانيتهم خمسمائة مليون دولار أميركي… وذلك لتشويه صورة حزب الله…
الحديث عن حرب تموز المفصلية في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني الإرهابي المغتصب يطول ويطول في مجرياتها وتداعياتها ونتائجها.. إلا أننا هنا وفي هذه المرحلة بالذات نشدّد على ضروررة إكبار البطولة والانتصار وتكريم المقاومين والشهداء والجرحى الذين صنعوا لنا نصراً عظيماً أسّس ويؤسّس لانتصارات أعظم وأكبر…
ومن مقتضيات العدالة تسمية الأشياء بأسمائها فالأمين أمين والخائن خائن..
وإذا كان الخائن لا يطيق سماع ما يطلق عليه من ألفاظ وألقاب الخيانة والعمالة، فكيف تطيق يده ونفسه الشريرة القذرة حرفة ومهنة الخيانة وأعمالها الإجرامية الدنيئة؟!
وخسئ العدوان الصهيوني وأعوان العدوان. ونحو النصر دائماً وأبداً…
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي