ندوة في ذكرى رحيل الشاعر سليمان العيسى
بلال أحمد
في الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر الكبير سليمان العيسى أقامت وزارة الثقافة ندوة تكريمية بعنوان «قيثارة العروبة» في مكتبة الأسد الوطنية تضمّنت فيلماً وثائقياً عنه بعنوان «كجذور السنديان» وشهادات من شخصيات أدبية وفكرية عايشت الراحل ووقفت على مسيرته وإبداعه.
قدّم الفيلم محطات من سيرة الشاعر الطويلة مع النضال منذ ولادته في لواء اسكندرون حتى وفاته في آب 2013 ثم ألقى الإعلامي جمال الجيش كلمة نوه فيها بمسيرة الشاعر النضالية ومواقفه من قضايا الوطن الكبرى منذ سلخ اللواء حتى نكسة حزيران وحرب تشرين التحريرية والقضية الفلسطينية خاتماً كلمته بقوله «إن الكبار لا يرحلون».
السفير السابق سليمان حداد قال في كلمة أصدقاء الشاعر: «إن سليمان العيسى رمز من رموز هذا الوطن وله تاريخ كبير وعلينا ألا ننسى هذا التاريخ فبعد سلخ لواء اسكندرون سكن في اللاذقية وعمل مدرساً في قراها وعلّمني تحت شجرة السنديان بكل ما تحمله هذه الشجرة من رموز».
الدكتور عفيف دلا رئيس مكتب الثقافة والإعلام في فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي قال في كلمته: «نجتمع لننبش الذاكرة بأبجديتها الأولى ونجدد الروح النضالية للبعث من جذور الأرض وصميم الأمل. فالشاعر العيسى لم يكن مستودعا أدبياً فحسب، بل كان مشروعاً ثقافياً نهضوياً».
أما الدكتور علي القيم فذكر في كلمته منجز الشاعر الأدبي والفكري الذي يربو على 32 ديواناً، إضافة إلى عدد من الدراسات والأبحاث، وأنه كان شاعراً وخلاّقاً نثراً وشعراً وأن الاحتفاء به احتفاء بمسيرة نضال عمرها أكثر من 80 عاماً من التواصل مع الجماهير العربية ومع الأحداث الجسام التي مرّت ورغم الألم الذي اعتصره كان واثقاً من أن هذه الأمة معطاءة وقادرة على النهوض.
الدكتورة ملكة أبيض زوجة الشاعر العيسى قالت: «نحن لا نفتقده كأسرة بل كعائلة تضمّ كل المواطنين السوريين في سورية الأم التي تعيش مؤامرة كبيرة لسبع سنوات مضت والراحل كان طيباً وعفوياً وكانت تشغله قضايا الوطن الكبرى وكتب للأطفال كأنه واحد منهم، حيث اتجه للكتابة لهم بعد نكسة حزيران، لأنه رأى أنه يجب أن نعطي أهمية لهذا الجيل وتنشئته على القيم كي يقف في وجه المؤامرات وتبيّن أن رؤيته كانت صحيحة».
الدكتور نزار بني المرجة ذكر في كلمته مآثر الراحل مبيّناً أن اللواء مسقط رأسه ما زال يحتفي بالعيسى، مستذكراً حضوره مهرجاناً تكريمياً له عام 2010 في قريته النعيرية التي ما زالت تنطق العربية وتؤكد ولاءها للوطن، حيث حمل الراحل حينها حفنة تراب من قريته. وأكد أن العيسى قديس وناسك منح حياته لرسالة نبيلة وهاجس تحقيق الوحدة العربية الكبرى حتى على شاهدة قبره.
الإعلامية إلهام سلطان معدّة الفيلم قالت: «سليمان العيسى رحل جسداً، لكنه باقٍ في ضمائرنا وفي نفوس الأطفال وفي أمهات الشهداء وجذور السنديان ما دفعني لإعداد هذا الفيلم عن حياة مبدع هو كالسنديان».
واستعاد المشاركون في الندوة كلمات قيلت في الشاعر من رموز الفكر والثقافة العربية، فقال عنه شاعر اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح: «إنه شاعر العرب الأكبر». وقال عنه خالد الرويشان وزير الثقافة الكويتي: «إنه أمّة في رجل». وقال الشاعر والمفكر الكويتي خليفة الوقيان: «قصائده ذات نكهة مغايرة لسواها».