ورد وشوك

تباً لها حرب ضروس مباغتة اقتلعت من أرض السلام الأمان وأجبرته على الرحيل، رغم أنه قاوم باستبسال، لكنه من حيث النتيجة لاذ بالفرار آخذاً معه السكينة هائماً في غياهب الغربة بحثاً عن الاستقرار..

تاركاً خلفه الملايين من خلق الله في مهب رياح الغدر والشؤم تعاني من أصناف العذاب…

تدمير ممنهج وقتل مادي ومعنوي طال كل الشرائح والطبقات…

سنوات أقلّ ما يُقال عنها عجاف عنوانها الضياع للماضي والحاضر والمستقبل على حد سواء…

فظاعة الأحداث فعلت فعلها وظهرت آثارها جلية تارة وأخرى مخفية أثرت سلباً على كنه الإنسان…

فانتشرت أمراض تختلف في أسبابها وطرق العلاج وإمكانية الاستشفاء…

ازداد الفساد وانتشرت الانتهازية بثياب بيضاء والاستغلال صار سيداً للمواقف وعنواناً للمهارة في عقد الصفقات…

ما كان بالأمس محرماً صار اليوم من المسموحات مؤيداً بما يغطيه من المبررات…

فوضى جعلتنا نحنُّ لذاك الهارب الأمان نناجيه ونناديه أن عد إلينا نحن بالانتظار.

ارجع إلى وطن السلام شريكاً فاعلاً في رحلة إعادة الإعمار. فالحجر يحتاج للمهندس والبنَاء ورأس المال…

أما الإنسان فلن يعود كما كان ولن يطيب له مقام إلا بنبذ الفرقة والتشاحن والبغضاء من خلال تبنّي مبدأ العدل والعدالة وحب الإيثار والتخلي عن الأنا…

ولن يتحقق كل هذا إلا بعودتك إلينا سالماً مع السكينة. فالأوطان تُبنى بالبناء السوي للإنسان.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى