أخبار سينمائيّة

عبّر مخرج وممثلو فيلم «أهل الشمس» عن حماستهم واندفاعهم للعمل كفريق واحد لتجسيد فكرة الفيلم التي تتناول الإنسان السوري المتجذر في التاريخ والذي يجد نفسه في مأزق مصيري صعب بسبب الظروف الراهنة، وأعلن المخرج السوري باسل الخطيب في مؤتمر صحافي عقده في فندق اللاذقية السياحي بدء عمليات التصوير لفيلمه الثالث «أهل الشمس»، موضحاً أن النص الذي كتبه بنفسه يبحث في الواقع الاجتماعي السوري خلال سنوات الأزمة الراهنة، والتركيز الأكبر هو على المأزق الإنساني الذي يعيشه السوريون بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، كما ينقل صورة عن الحقائق على الأرض من دون أي تحريف، على شكل وثيقة تاريخية للأجيال المقبلة، وتشارك في الفيلم الذي سيصوّر في محافظة اللاذقية مجموعة كبيرة من الممثلين السوريين في مقدمهم فنان الشعب رفيق سبيعي ومحمود نصر وميسون أبوأسعد وهبة سبيعي.

يحاول الخطيب من خلال فيلمه تسليط الضوء على القيم النبيلة التي يتسم بها الإنسان السوري والتي تتجذر في فكره ووجدانه منذ آلاف السنين، وتأثير هذا الموروث الثقافي الحضاري في تجاوز المحنة الحالية، من خلال التعويل على قيم المحبة والتسامح والتآخي التي يظهرها البطل في نهاية الفيلم عندما تتاح له فرصة الانتقام من قتلة أسرته فيعزف عن الأمر كي لا يتشبه بالعدو.

يوضح مخرج مريم أن اختيار منطقة «وادي قنديل» في ريف اللاذقية لتصوير الفيلم تمّ لعوامل عديدة أهمها الجمالية التي تميز هذه الأمكنة عن سواها في المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى ارتباط الحدث السينمائي بتلك الأماكن. ويرى الخطيب بأن السينما غير قادرة على صنع المعجزات في أي زمن كان، لكن صمود الإنسان السوري هو «المعجزة الأسطورية» التي يمكن التعويل عليها لتجاوز الواقع الإرهابي من جراء الاعتداءات الإرهابية، فذهاب الأطفال يومياً إلى مدارسهم في هذه الظروف، ومثلهم جميع السوريين الذين يتوجهون كلّ صباح إلى أعمالهم يشكل في مجموعه القوة الحقيقية القادرة على تغيير الواقع وتجاوز الآلام وفتح الآفاق نحو المستقبل.

حول تسمية الفيلم بـ«أهل الشمس» يقول الخطيب إن سورية في اللغات القديمة هي بلاد الشمس، وأن السوريين هم بالفعل أهل الشمس.

من ناحيته، أوضح النجم الكبير رفيق سبيعي أنه وافق على أداء دوره في الفيلم من دون قيد أو شرط بمجرد قراءته النص، إذ شعر بسعادة بالغة لاختيار الخطيب له، مشيراً إلى أن المفهوم الوطني والإنساني العميق في هذا العمل يجعل منه «عملاً مبدعاً» بالفعل نظراً إلى ما فيه من توصيف واقعي دقيق لمجريات الحدث السوري، كما هو على الأرض ومن دون أي تحريف للحقائق، وهو يضيف بالضرورة الكثير إلى رصيد الفنانين المشاركين. ويكشف أنه يؤدي في الفيلم دور «أبو يوسف» إنسان مرتبط بوطنه يقف حائراً أمام الحال التي أدركتها البلاد ويسعى جاهداً إلى مساعدة المحيطين به من حوله على التخلص من المأساة التي حلت بالجميع، لكن الظروف العامة تحول دون ذلك، لتحوله إلى ضحية أخرى من ضحايا الوطن، وجلّ ما يتمناه سبيعي أن يتمكن من أداء هذا الدور بالحرفية التي كتب بها النص.

الممثلة أبو أسعد تلفت الى أن تجربتها الحالية مع المخرج باسل الخطيب تشكل امتداداً لتجربتها السابقة معه في فيلم «مريم» الذي أدهش الجمهور السوري والعربي وحصد العديد من الجوائز في عدة مهرجانات سينمائية، موضحة أن الفيلم الجديد يعكس الأزمة في سورية بصورة مغايرة لما تم تناوله في أعمال أخرى، عبر التركيز على الجانب الأخلاقي للإنسان السوري وقدرة هذا الإنسان على التسامح ونبذ العنف المستشري، في لحظة مصيرية تفصل بين الإنسانية والهمجية. وتوضح أن دورها في الفيلم هو دور صبية اسمها «زينة» تربطها علاقة حب بابن عمها «يوسف» وهي علاقة فيها الكثير من العذابات التي تنشأ لأسباب كثيرة، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية الحالية، لكن أجمل ما في الدور استحضاره كل ما هو روحي ووجداني وإنساني في الإنسان السوري العريق.

الممثل محمود نصر يقول إنها التجربة الأولى من نوعها له سواء مع المخرج باسل الخطيب أو في السينما، إذ كانت له تجربة سينمائية وحيدة لم تبصر النور، لذا فهو سعيد جدا بالوقوف أمام كاميرا الخطيب الذي يتمتع بحرفية عالية ويقف على أدق التفاصيل العمل ويحفز الممثل على إخراج أفضل ما لديه.

«مهرجان القاهرة السينمائي»… أمل ببداية جديدة

تأمل إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في أن تكون دورته السادسة والثلاثين التي تنطلق الشهر المقبل بداية جديدة بعد إلغائه العام الفائت بسبب أوضاع سياسية مضطربة. وأعلنت إدارة المهرجان الذي ينطلق في التاسع من تشرين الثاني الجاري ويستمر إلى الثامن عشر منه نيلها حقوق عرض مجموعة من أحدث الأفلام العالمية مثل آخر أفلام المخرج الفرنسي جان لوك غودار وفيلم «مابس تو ستارز» للمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ. كما يعرض المهرجان الذي أقيم للمرة الأولى عام 1976 فيلم «كوين آند كانتري» للمخرج البريطاني جون بورمان وفيلم «دبلومسي» للمخرج الألماني فولكر شولندورف الذي سيكرمه المهرجان.

سمير فريد، رئيس المهرجان، يعرب عن أمله في أن تكون دورة مهرجان هذا العام بداية جديدة لعمل «مؤسسي» كما في المهرجانات الدولية، وقال في مؤتمر صحافي عقد في دار الأوبرا المصرية: «أملي أن يصبح هذا المهرجان مؤسسة، أي عملاً منظماً… ليس معقولاً ان يكون رئيس المهرجان هو المهرجان». ولا يخفي فريد أن مهرجان القاهرة يقام في ظلّ أوضاع مضطربة في مصر التي تخوض حرباً ضد الارهاب، طالباً إلى الحضور في المؤتمر الصحافي الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا هجوم شبه جزيرة سيناء الجمعة الفائت الذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

وكشف أن ثمة 57 فيلماً طويلاً مشاركاً في دورة هذا العام، بينها 38 فيلماً تعرض للمرة الأولى في العالم العربي، وخمسة أفلام تعرض للمرة الأولى عالمياً، والافلام اختيرت من أوروبا وآسيا والعالم العربي وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأستراليا وتمثل جميع صناعات السينما الكبرى في العالم مثل ألمانيا وفرنسا والصين والهند وإيران واليابان وكوريا الجنوبية. كما أعلنت إدارة المهرجان أنها اختارت النجمة المصرية يسرا لرئاسة لجنة التحكيم، كما اختارت الفيلم الألماني «ذا كت» للمخرج فاتح آكين لافتتاح المهرجان، بينما يعرض فيلم «ليتل انغلاند» للمخرج اليوناني بانتيليس فولغاريس في ختام الدورة.

الجيلالي فرحاتي: السينما المغربيّة محاصرة بسبب جرأتها واللهجة ليست عائقاً

اعتبر المخرج السينمائي المغربي الجيلالي فرحاتي أن الحديث عن صعوبة اللهجة المغربية ووقوفها عائقاً. أمام انتشار السينما المغربية في المشرق العربي «حديث مغلوط»، قائلاً إن الصورة هي اللغة المعتمدة للسينما. وأضاف فرحاتي في حديث على هامش الدورة العشرين لمهرجان سينما المؤلف في العاصمة الرباط: «إن الحديث عن اللهجة المغربية كعائق لفهم السينما المغربية بالنسبة إلى الشرقيين حديث مغلوط، خاصة أن للسينما لغتها الخاصة وهي الصورة». «الكلام في السينما هو ما يرى وليس ما يسمع، وبالتالي فإن السينما المغربية لم تلق نجاحاً في الشرق بسبب جرأتها». إن المغاربة يبدون للمشارقة مثل أشخاص منحرفين ذوي جرأة زائدة، ليس في الجنس فحسب إنما في المجتمع والسياسة».

أضاف فرحاتي 66 عاماً : «السينما المغربية بدأت تراوح مكانها في عدد من الملتقيات العالمية لأن فيها تنوعاً ونمواً في الأسلوب والتقنية والجمالية. والايجابي هو المواضيع التي بدأت تطرحها»، وعن هوية السينما المغربية يقول فرحاتي: «أنا مع عالمية الموضوع في السينما. فالحديث عن الثقافة المغربية ليس بالضرورة أن أظهر في فيلم تقاليدنا وعاداتنا في الزواج أوالختان مثلاً. أخاف هنا أن يصبح الفيلم مثل بطاقة بريدية فولكلورية»، موضحاً أنه لدى عرض فيلمه «شاطئ الأطفال الضائعين» في كندا قال له كنديون «هذا يحدث عندنا أيضاً».

يكرّم «مهرجان سينما المؤلف» الذي انطلق في الرباط في 24 تشرين الأول ويختتم اليوم السينما الاسبانية والسينما الفلسطينية في شخص المخرج إيليا سليمان الذي فاز فيلمه «يد إلهية» عام 2002 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان. كما تتنافس أفلام من إسبانيا وألمانيا والعراق والأرجنتين وفرنسا وإيران وتايوان والمكسيك وتركيا ورومانيا وكندا على الجائزة الكبرى للمهرجان.

درس الجيلالي فرحاتي الأدب وعلم الاجتماع في فرنسا وأخرج أول أفلامه «جرحة في الحائط» عام 1977 ثم «عرائس من قصب» عام 1981 و«شاطيء الأطفال الضائعين» عام 1991 و«خيول الحظ» و«المنديل الأزرق» عام 1995 و«ذاكرة معتقلة» عام 2004. كما شارك في تمثيل عدد من الأفلام المغربية والأجنبية. تتميز افلامه بحسب النقاد بمضامينها الغنية ورموزها القابلة لتأويلات مفتوحة لدى المشاهد، ويؤكد أنه ضد فكرة الانطلاق من رسالة في السينما لأنها تصبح شعاراً، معتبراً أن على «السينمائي أن يطرح مواضيع بعيدة عن الذاتية. ثمة مواضيع قد ترتبط بالحوادث مصادفةً، لا يجب تعمد ذلك … ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى