العثور على قصص لم تكن معروفة كتبها ترومان كابوتي في عمر المراهقة

قال الكاتب الأميركي الراحل ترومان كابوتي ذات مرة إنه تعلم القراءة والكتابة بنفسه قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية، وبدأ كتابة الرواية الجادة في الحادية عشرة وتيقن من أنه سيصبح كاتباً محترفاً يوم كان في الخامسة عشرة. وبعد ثلاثين عاماً على رحيل كابوتي سيتاح للقراء والنقاد الحكم على إنتاجه الأدبي حين كان يافعاً، إذ من المتوقع ان تُنشر للمرة الأولى قصص ليست معروفة قبلاً لمؤلف «إفطار في تيفاني» و»بدم بارد» بعدما عثر ناشره الألماني عليها في وقت سابق من الصيف الفائت. ونُشرت حديثاً في صحيفة «دي تسايت» الأسبوعة الألمانية أربع من قصص المجموعة كتبها كابوتي في سنوات المراهقة وكان عمره بين 14 و17 عاماً. وستصدر المجموعة كاملة لدى دار «راندوم هاوس» عام 2015. وبعض القصص نُشر في مجلات مدرسية، وقصص أُخرى لم تُنشر قط. وعثر على القصص بيتر هاغ مالك دار «كلاين اوند آبر» في زوريخ والصحافية أنوشكا روشاني مدفونة بين أعمال كابوتي المحفوظة في المكتبة العامة في نيويورك حيث فات خبراء الأرشيف والباحثون ملاحظة وجود مخطوطاتها. وكان هاغ وروشاني زارا المكتبة للبحث عن الفصل الأول المفقود من رواية كابوتي «صلوات مستجابة» لكنهما اكتشفا عوضاً عن ذلك أعمالاً يقولان ومعهما خبراء آخرون إنها تقدم كاتباً أكبر من عمره بكثير.

الصحافية روشاني قالت لصحيفة «دي تسايت»: «يوم كان كابوتي في الثالثة والعشرين كان يمزح قائلاً إنه يبدو صبياً في الثانية عشرة، لكنه في الثانية عشرة كان يكتب مثلما كتب في الأربعين». ونقلت صحيفة «الغارديان» عن جيرالد كلارك، رفيق كابوتي وكاتب سيرة حياته التي أُخرجت سينمائياً في فيلم فاز بالأوسكار عام 2005 قوله: «إن القصص التي عُثر عليها هي من إنتاج فتى يافع ليست بنضج القصص التي حققت له الشهرة بعد سنوات قليلة حين بلغ مرحلة النضج في الحادية والعشرين والثانية والعشرين»، لكن كلارك يضيف أن كابوتي «في سن الخامسة عشرة أتقن فن القصاص في الإثارة وبناء الشخوص».

لعل شهرة كابوتي اليوم ناجمة غالباً عن مساهمته في إطلاق «الصحافة الجديدة» في الستينات والسبعنيات، لكن اسمه عُرف في الولايات المتحدة بعد نشر قصصه في مجلتي «هاربرز بازار» و»نيويوركر» وكان شاباً في السنوات الأخيرة من المراهقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى