بكين ستواصل الرّد على الرسوم الأميركية وتستأنف شراء النفط الأميركي..
صرّح وزير المالية الصيني ليو كون «أنّ بلاده ستواصل الردّ على واشنطن مع فرض أميركا المزيد من الرسوم التجارية»، مشيراً إلى أنّ «ضرباتها المضادة ستظل محددة قدر الإمكان لتجنب الإضرار بالشركات في الصين سواء كانت صينية أو أجنبية».
وأضاف ليو، أول أمس، «أنّ أثر النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة على الاقتصاد الصيني محدود إلى الآن، لكنه يشعر بالقلق بشأن الخسائر المحتملة في الوظائف وكذلك خسارة سبل الدخل».
وأشار إلى أنّ «الحكومة الصينية ستزيد إنفاقها لدعم العمال والعاطلين عن العمل الذين تضرّروا من النزاع التجاري، كما توقّع ارتفاع إصدارات حكومات محلية لسندات لدعم الاستثمار في البنية التحتية هذا العام وتجاوزها تريليون يوان 145.48 مليار دولار بحلول نهاية الربع الحالي».
وأوضح ليو أنّ «الصين لا تريد الدخول في حرب تجارية»، مردفاً بالقول: «لكننا سنرد بحزم على الإجراءات غير المنطقية التي اتخذتها الولايات المتحدة»، مضيفاً «إذا تمسكت الولايات المتحدة بتلك الإجراءات، فإننا في المقابل سنتخذ إجراء لحماية مصالحنا».
وكانت قد قرّرت الولايات المتحدة الأميركية فرض رسوم جمركية على واردات سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، بعدما أخفقت في التوصل إلى اتفاق لحل النزاع التجاري مع الصين.
في سياق متصل، أعلنت وزارة التجارة الصينية، «أنّ الصين والولايات المتحدة خلال المحادثات في واشنطن أجريتا تبادلاً بناءً وصريحاً لوجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وجاء في بيان الوزارة: «بناء على دعوة من الجانب الأميركي، توجّه نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوون، على رأس وفد صيني إلى واشنطن وأجرى في 22-23 آب الحالي، تبادلاً بناءً وصريحاً لوجهات النظر حول القضايا التجارية ذات الاهتمام المشترك، مع الوفد الأميركي برئاسة نائب وزير الخزانة الأميركية للشؤون الدولية ديفيد مالباس».
وأشير إلى «نية الطرفين لاستمرار التواصل حول الخطوات المستقبلية». ولا توجد تفاصيل أخرى للمحادثات التي استمرّت يومين في العاصمة الأميركية.
من جهة أخرى، قالت ثلاثة مصادر مطلعة «إنّ شركة يونيبك الصينية ستستأنف شراء النفط الخام الأميركي في شهر تشرين الأول، بعد توقف لشهرين بسبب الخلاف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي قرار بدء شراء النفط الخام من الولايات المتحدة من جديد بعد أن استثنته بكين في وقت سابق من آب الحالي من قائمتها للرسوم الجمركية.
وقال مصدر مطلع «إنّ يونيبك ستشتري بعض النفط الأميركي الخام للتحميل في تشرين الأول، بعد تغيير سياسة بكين».
أضاف مصدر ثانٍ «إنّ واردات يونيبك انكمشت عندما ردّت الصين بوضع النفط الخام على قائمة الرسوم، لكنه عاد الآن إلى النشاط الطبيعي وأحجام الواردات تتعافى».
وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها لأنها غير مخوّلة بمناقشة الصفقات التجارية مع وسائل الإعلام.
ولم ترد «يونيبك» على طلب للتعقيب.
ولم يتضح حجم النفط الأميركي الذي ستشتريه يونيبك. ويحتاج الخام الأميركي نحو شهر ونصف الشهر ليصل إلى الصين، وهو ما يعني أن الشحنات التي يجرى تحميلها في تشرين الأول ستصل في تشرين الثاني أو كانون الأول. كما لم يتضح ما إذا كان الخام الأميركي ستكون وجهته الصين.
وقال مصدر ثالث «إنّ شحنات تشرين الأول موجهة للتجارة مع طرف ثالث، مما يعني أنه قد يجري بيعها وشحنها لدول أخرى».