دقماق يعرض «صفقة» ترفضها الدولة
يوسف المصري
خلال يوم أمس توافرت معلومات لمصادر أمنية عن قيام خلية إرهابية موجودة في بلدة عرسال بتفخيخ سيارتين إحداهما من نوع «كيا» والثانية حمراء اللون يعتقد أنها من نوع «داتسون».
وأفادت هذه المعلومات أن تفخيخ هاتين السيارتين تم خلال الفترة التي كان فيها المندوب القطري يتفاوض مع خاطفي الجنود اللبنانيين في جرود عرسال.
ويشي تحليل هذه المعلومة بأن «جبهة النصرة» و«داعش» قد يكونان بوارد تنفيذ عملية تفجير انتحارية كبيرة في إحدى المناطق اللبنانية، وذلك كمحاولة من قبلهما لرد الاعتبار بعد تقهقرهما في طرابلس، وأيضاً تنفيذاً لقرار اتخذاه – بحسب معلومات – بخصوص إجراء التفاوض مع الدولة اللبنانية في شأن الجنود المختطفين تحت ضغط تكثيف التفجيرات من جهة والابتزاز السياسي للحكومة من خلال استمرار مسلسل الضغط على أعصاب أهالي الجنود المخطوفين، من جهة ثانية.
وإلى ذلك رأت مصادر مطلعة أن معلومة السيارتين المفخختين تضع على طاولة القرار الأمني اللبناني مرة جديدة قضية ملف بلدة عرسال التي صار مطلوباً إنجاز المرحلة الثالثة من خطة الجيش لإعادتها بالكامل لحضن الدولة.
وكانت المرحلة الأولى من هذه الخطة تمثلت باستعادة الجيش لكل مواقعه التي سيطر عليها «داعش» عند هجومه في آب الماضي وتمثلت المرحلة الثانية بقطع المسالك بين عرسال البلدة وجرودها حيث يوجد المسلحون التكفيريون، وبقي الجزء الثالث المتصل بدخول الجيش إلى قلب البلدة والانتشار فيها على نحو مكثف وتطهيرها من خلايا نائمة لا تزال موجودة بداخلها. وأضافت هذه المصادر إن وضع عرسال البلدة الآن يشبه وضع أحياء طرابلس الداخلية حينما كانت المجموعات المسلحة تتمركز بداخلها مستفيدة من أن الخطة الأمنية التي نفذت في المدينة ظلت جزئية وأن الغطاء السياسي لإبقاء هوامش للمسلحين ظلت متوافرة ولو بحدود معينة.
والسؤال اليوم هو هل يرفع الغطاء السياسي الذي لا تزال هناك خلايا نائمة موجودة داخل عرسال، تتظلل به؟!.
وفي جديد ملف «الشيخ» بلال دقماق علمت «البناء» أنه حاول خلال اليومين الماضيين العمل بعيداً عن الأضواء من أجل إبرام صفقة مع قيادة الجيش اللبناني بهدف طي ملف اتهامه بتخزين سلاح لمصلحة «داعش» وأيضاً لضمان عودته إلى لبنان من دون تقديمه للمحاكمة. ولكن قيادة الجيش ردت على محاولات دقماق هذه، بتجاهلها وبتسريع إصدار مذكرة بتوقيفه إلى جانب الشيخ الشهال.
وفي التفاصيل أن دقماق اتصل أمس من رقم خليوي تركي بعدد من الشخصيات الأمنية عارضاً عليهم رغبته بإبرام تسوية حول وضعه بعيداً عن الأضواء، معرباً عن استعداده للمجيء إلى لبنان في حال توافرت له ضمانات أمنية بمقابل تبرعه بتقديم أي ثمن يطلب منه.
وتقول المعلومات إن دقماق يخشى أن تتخلى الاستخبارات التركية عن الاستمرار في استضافته في حال حصلت ضغوط دولية على أنقرة لتسليمه إلى بيروت، خصوصاً في غمرة وجود توقع عن أن تركيا قد تلجأ في المرحلة المنظورة إلى تقديم «ضحايا محروقين» قيادات تكفيرية للغرب للدفاع عن نفسها بوجه استمرار شكوكه عن مساندتها للتكفيريين في المنطقة.