«في حضرة باب الجابية»… رواية عن دمشق في الستينيات

بلال أحمد

«في حضرة باب الجابية» طفل البسطة رواية جديدة للأديب أيمن الحسن تعود بالقارئ إلى الماضي وزمن الأصالة، حيث لا وجود لمفردات التكنولوجيا الحديثة ومفرزاتها الأخلاقية.

في رواية الحسن نجد طفل البسطة كناية عن مجتمع البساطة والطيبة في نسيج يجمع الزمان والمكان والقيم العربية والسورية عموماً والدمشقية خصوصاً في مرحلة الستينيات من القرن الماضي وشخوص الرواية ناس بسطاء من عامة الشعب يشبهون دمشق القديمة بحاراتها وأبوابها وأسواقها وتقاليدها وقيمها الاجتماعية والوطنية والأخلاقية.

أما بطل الرواية فهو طفل البسطة الشقي الذي يعيش الفقر والحرمان ووالده أبو طنوس بائع القهوة والشاي الذي تسحره أغاني الفنان فريد الأطرش ويسحر زبائنه بصوته الشجي يعيش قصة حب وقصة وطن رغم ساقه المبتورة وعمال البناء الذين نبت على بطون كفوفهم منشآت ومرافق وعمارات مثل سنابل القمح الفارعة بينما يسمع رنين دموعهم على حجارة الرصيف المجاور لجامع السنانية.

أولئك العمال الذين يطربون لصوت أبي طنوس الشجي كما يطربون لكل انتصار تحققه الأمة ويحزنون لكل نكسة تصيبها ويهللون لكل عملية فدائية يقوم بها المقاوم في أمتنا «نعم القدس أقصر طريق بين السماء والأرض أيها الرفاق. ويعلو صوت المذياع بأغنية سكت الكلام والبندقية تكلمت».

ويجسّد الكاتب في روايته ثقافة المجتمع في تلك الفترة من خلال اهتمام ناسه بعمالقة الغناء العربي في ذلك الحين فلا تكاد تخلو صفحة من صفحات الرواية من مقطع أغنية وطنية أو قومية أو عاطفية لأولئك الفنانين يترنم بها أبو طنوس لزبائنه أو شخصية من شخصيات الرواية أو مذياع أو غير ذلك.

الرواية عموماً تقدم معاناة البسطاء وعذاباتهم وغربتهم في وطنهم رغم أنهم هم البناة الحقيقيون له.

الرواية صادرة عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 343 صفحة من القطع الكبير، أما مؤلفها أيمن الحسن فهو عضو في اتحاد الكتاب العرب صدرت له رواية «أبعد من نهار.. دفاتر الزفتية» ومجموعات قصصية عدة منها «العودة ظافراً» التي حاز بها المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 1997 و«زهرة الشغف… بياض مكسور» التي حاز بها جائزة المركز الأول في مسابقة المزرعة دورة الأديب حنا مينه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى