المعارضة في جنوب السودان توقع الأحرف الأولى لاتفاقية السلام
بغية إنهاء حرب أهلية دامية في جنوب السودان دامت نحو خمسة أعوام، وقعت مجموعة تحالف المعارضة في جنوب السودان بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام، مع رئيس جنوب السودان سالفا كير.
وأفاد مصدر محلي أول أمس، بتوقيع الحركة الشعبية المعارضة، ومجموعة تحالف المعارضة في جنوب السودان، بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام بعد مفاوضات استمرت بضعة أشهر.
وكشف مدير الإعلام والعلاقات العامة بالحركة الشعبية المعارضة بجنوب السودان، فوك بوث، «أنّ الرئيس السوداني، عمر البشير، التزم أمام قيادة الحركة الشعبية المعارضة، بأن يتم تضمين ملاحظاتهم خلال اجتماع رؤساء الهيئة الحكومية للتنمية الإيغاد ، لتتم مناقشتها بين الرؤساء للوصول لحلول حولها».
وكان رئيس المعارضة في جنوب السودان رياك مشار عاد عن تصريحاته التي أعلن فيها عن «رفضه التوقيع على اتفاق السلام مع الرئيس سالفا كير»، بحسب الوسيط السوداني للسلام.
وقال رئيس المعارضة في جنوب السودان رياك مشار الثلاثاء «إنه لن يوقع على اتفاق سلام نهائي مع حكومة الرئيس سالفا كير». الأمر الذي كان سيشكل انتكاسة لوساطة دول الجوار بغية إنهاء حرب أهلية دامية في هذه الدولة الفتية تدوم منذ نحو خمسة أعوام.
واستمرت المفاوضات على مدى أسابيع بين مشار ورئيس جنوب السودان سالفا كير، في الخرطوم، قصد التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين منذ اندلاع الحرب الأهلية في كانون الأول 2013.
ووقّع الرئيسان على اتفاقات عدة، بينها اتفاق وقف دائم لإطلاق النار وآخر لتقاسم السلطة ينص على عودة مشار إلى منصبه نائباً أول للرئيس.
وبعدما كان وزير الخارجية السوداني الدرديري أحمد قد قال للصحافيين إنّ «مجموعات المعارضة الرئيسية بجنوب السودان، بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة رياك مشار رفضت التوقيع على وثيقة السلام»، عاد الوزير الذي ترعى بلاده مفاوضات السلام في جنوب السودان وأعلن مساء الثلاثاء أن مشار وافق على التوقيع.
وأوضح الوزير السوداني بأنّ «التحفظات التي تحدث عنها مشار ستحال إلى الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد »، وهي تكتل يضم دولاً من شرق أفريقيا ويعمل منذ أشهر طويلة في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام في جنوب السودان.
وكانت المجموعات المعارضة أعلنت «خلافات بشأن سير عمل الحكومة الانتقالية المقترحة، وعدد الولايات الرئاسية التي سيتم تحديدها، وصياغة الدستور الجديد».
وفي وقت سابق هذا الشهر وقع كير ومشار على اتفاق لتقاسم السلطة ينص على عودة رئيس المعارضة إلى الحكومة في منصب نائب أول للرئيس من بين خمسة نواب في هذا المنصب.
لكن داعمي عملية السلام الدوليين شككوا في مدى قدرة الاتفاق على الصمود نظراً لعمق العداوة بين قادة جنوب السودان، والتي تعود إلى التسعينيات عندما انشقّ مشار أول مرة في أوج الحرب التي خاضتها البلاد للاستقلال عن السودان.
وأصدرت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بياناً مشتركاً في العاشر من آب حذرت فيه من وجود «تحديات كبيرة مقبلة ونحن قلقون من أن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن غير واقعية ولا مستدامة».
وقالت الدول الثلاث «نظراً لإخفاقاتهم السابقة، على قادة جنوب السودان أن يتصرفوا بطريقة مختلفة ويظهروا التزامهم بالسلام والإدارة الجيدة».
ولقد حصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011، لكن بعد نحو عامين، اندلعت حرب جديدة بين كير ونائبه السابق مشار.
وارتكبت خلال النزاع عمليات قتل واغتصاب واسعة، على أساس عرقي في كثير من الحالات، بينما أجبر نحو ثلث السكان على النزوح.
ووقع الرئيسان اتفاقيات سلام عدة انهارت، كان آخرها في كانون الأول.
وفي كل مرة، تبادل الطرفان الاتهامات بشأن التسبب في انهيار التسويات وعمليات القتل التي تتلو ذلك.