لا رأي لمن لا يُطاع

بلال رفعت شرارة

الآن نعيش لحظات استحقاق فلسطين إما ان نستمرّ فنتمسك فيها أو نتركها.

الآن ستحوّل واشنطن أنظارنا عن فلسطين، ستعيد إنتاج الحرب في سورية، وبدل أن تدع الجيش السوري ممسكاً بالمبادرة ويستكمل استعداداته لتحرير إدلب واقتلاع الشرّ الذي يمثله الاٍرهاب.

وهي في العراق ستتركنا نتعارك على شخصية رئيس الوزراء وعلى الحصص والحقائب.

وفِي لبنان بالشكل على المشكلة نفسها عدا أننا اتفقنا على رئيس الحكومة ونختلف سلفاً على تطبيع العلاقة مع سورية والعودة السياسية للنازحين وفتح معبر نصيب.

وفِي اليمن سنحتفظ بوضع ستاتيكو الى ذات يوم.

وهكذا بالنسبة الى مصر ومشكلاتها المائية والأمنية.

وفي المغرب العربي ستبقى الحروب الصغيرة إلا إذا تمّ نقل المسلحين من إدلب السورية إلى ليبيا لتهديد الجوارين المصري والجزائري.

الآن إما أن يتمكن ترامب وإدارته من فصل غزة عن الضفة وبناء وصنع هدنة عسكرية بين القطاع و إسرائيل ، وبالتالي إلغاء حق العودة وتشريع الاستيطان ووضع القدس الجديد بعد نقل السفارة الأميركية إليها، وبالتالي تشريع الاحتلال والكيان اليهودي، وإما أن ينتصر الفلسطينيون لحلمهم في العودة ولتحقيق أمانيهم في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ربما يجب أن لا نستغرب وقف الولايات المتحدة دفع حصتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأنروا ، ويجب أن لا نستغرب الآن وقف المساعدة الأميركية المقدّرة بـ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، ويجب أن لا نستغرب النشاط الأميركي المحموم على مساحة المنطقة، وخصوصاً حشد المدمّرات المحشوّة بالصواريخ المجنّحة، وبالتالي يجب أن لا نستغرب أنّ واشنطن تضعنا أمام الاختيار لقبول خططها سلمياً تحت ضغط العقوبات الاقتصادية أو بالعيش تحت رحمة الصواريخ الآتية إلينا وإعادة الروح لداعش وإطلاق هجماتها نحو حلب او حماة.

لماذا إذا قصّر النظام العربي غداً ولَم يلتفت نحو فلسطين ويلتزم الاتفاقيات العربية بالتضامن والردّ الجماعي على الخطوات المختلفة وهو لن يلتفت ؟ لماذا لا نجد وسيلة شعبية ونجمع مصروفنا، رواتبنا، مصاغ أمّهاتنا وزوجاتنا ولا نسمح بخنق الشعب الفلسطيني الشقيق؟

أنا أدعو السفارات الفلسطينية في كلّ مكان إلى افتتاح اكتتاب شعبي المدخول فيه واضح ومسجل وكذلك المصروف.

أنا أدعو إلى ترميم العلاقة بين الشعوب العربية وأصحاب القضية الفلسطينية قيادة السلطة ومعارضتها وإعادة بناء الثقة بيننا فلا نضطر غداً الى رهن أيّ موقف سياسي مقابل حفنة من الدولارات.

أدعوكم إلى العودة والتزام مشروع فلسطين وليس مشروعاً فلسطينياً على مساحة القطاع أو غزة أو مشاريع الوطن البديل او استبدال الأراضي.

أنا أدعوكم ببساطة إلى أخذ خياراتي، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى