مختصر مفيد التسويات الصعبة

– ظهرت فرص للتسويات خلال مراحل متعددة من الحرب الطويلة التي بدت في بداياتها أنها تستهدف سورية وحدها، وسماها البعض بالأزمة السورية. وهي الحرب على سورية التي باتت حرب العالم كله المصطف على ضفتيها، لكن سرعان ما كانت هذه الفرص تمضي وتتكشف بأحسن الأحوال عن هدنة أو عن تسوية عابرة، سرعان ما تستعيد تموضع القوى على ضفاف الحرب.

– في الخط البياني للحرب بدت حقيقتان، الأولى أن الفريق الذي تقوده واشنطن في حال تراجع من مرحلة إلى مرحلة منذ التموضع الروسي المباشر في سورية، بعد مرحلة طويلة من التوازن السلبي ناتج عن عجز كل الفوائض المسلحة التي استجلبت لتغيير مسار الحرب على سورية وحسمها، بعدما كانت سمة سنوات الحرب الأولى تفوّق فريق واشنطن بتحقيق التقدم.

– ظهرت التسويات كفرص مع تقدّم سورية وحلفائها بعد استردادها زمام المبادرة. وبدت صيغ التسويات المعروضة من سورية وحلفائها تحفظ ماء وجه واشنطن وجماعتها، لكن العقدة بقيت دائماً أن خروج سورية منتصرة برئيسها وجيشها سيعني أن محور المقاومة قد انتصر وأن إسرائيل قد هزمت وصارت في وضع لا تحسد عليه.

– بمثل ما يبدو حلف الحرب الذي تقوده واشنطن عاجزاً عن تحسين أوضاعه وتغيير التوازنات يبدو عاجزاً عن تقبل تسوية لا تريح إسرائيل ، ولا تبدو فرص مثل هذه التسوية واردة على جدول أعمال محور المقاومة وفي الطليعة سورية.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى