قالت له
قالت له: أنت الصباح والمساء.
فقال لها: ومن يقف بينهما؟
قالت: الطمع ضر ما نفع.
فقال لها: أنت حبي الأول والأخير.
فقالت: ومن يقف بينهما؟
فقال لها: الواقف بين الصبح والمساء.
فقالت: بين الصبح والمساء يقف العمل. وأخشى أن يقف بين الحب الأول والأخير حب آخر له بعض الأمل.
قال: بين الصبح والمساء تدور الحياة وبين الحب الأول والأخير هي تدور أيضاً والمهم في الحالتين أن أحدنا يدور في الحياة ليعود للآخر.
قالت: المرأة تبحث عن شعور الأمان. فلماذا يريد الرجل إدامة القلق؟
قال لها: قلق المرأة هو الحب كما الحب أمان الرجل.
قالت: لكن القلق من الأمان له ألف سبب ومكان مع كل رجل وهو في قمة الحبّ بينما لا مكان إلا للأمان مع المرأة إذا أحبّت.
قال لها: الحب هو الحب. والقلب هو القلب، لكن المرأة تعطي عند الإحساس بالقلق، لأنها تطلب الأمان والرجل يعطي عند الإحساس بالأمان، لأنه لا يريد العودة للقلق.
قالت: ودورة الحياة بين الصبح والمساء والحب الأول والأخير؟
قال: غمضة العين بين شعور بالأمان وشعور بأمان آخر.
قالت: وماذا بينهما؟
قال: ماذا؟
فقالا معاً: قلق من أن أفتح عيني ولا أراك.