شباب «النهضة» يبتعدون عن القيادة ويدعمون المرزوقي لرئاسة تونس
يبدو أن هوة الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية في تونس باتت تتسع أكثر فأكثر، بإعلان شباب الحركة دعم الرئيس التونسي المنصف المزروقي في انتخابات الرئاسة المرتقبة، في خروج عن رأي قيادة الحركة.
وينتظر أن تعلن لجنة التوافق بين الأحزاب الخاسرة في الانتخابات البرلمانية غداً نتائج مشاوراتها التي بدأتها السبت للاتفاق حول شخصية توافقية تكون قادرة على تحقيق نتائج إيجابية خلال الرئاسية لقطع الطريق على الفوز المنتظر لمسؤول حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي، ما يعطي الحركة أحقية رئاسة مجلس نواب الشعب والحكومة معاً.
وأكدت مصادر مطلعة أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي رفض بشكل قاطع الانسحاب من السباق الرئاسي، ومثله فعل مرشح الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي والمرشح المستقل عبد الرزاق الكيلاني. وذكر حزب التيار الديمقراطي المشارك في اللجنة إنه في ظل عدم التوافق على رئيس توافقي، فإن ذلك يرجح كفة دعم المرزوقي.
وبالتوازي، ينتظر أن تعلن حركة النهضة هوية المرشح الرئاسي الذي ستدعمه في انتخابات الثالث والعشرين من الشهر الجاري، إثر اجتماع مجلس الشورى التابع للحركة صباح أول من أمس. في حين أعلن الجناح الطلابي للحركة دعمه للمرزوقي.
ويرى المراقبون أن «النهضة» لم تعد قادرة على ضمان انضباط أتباعها لأوامر قياداتها، وأن شبابها يميلون إلى دعم المرزوقي نظراً إلى مواقفه المساندة لقوى الإسلام السياسي وخصوصاً التيار الإخواني.
ويعتقد المتابعون للشأن التونسي أن تراجع حضور الحركة في الانتخابات البرلمانية سيتضاعف خلال الانتخابات الرئاسية، حيث ستتوزع نسبة كبيرة من أصوات أنصارها على عدد من المرشحين الذي قد لا تدعمهم الحركة، ومنهم المرشح المستقل محمد الفريخة، والوزير الأسبق حمودة بن سلامة الذي يسمى بصديق الحركة، والمرشح المستقل عبد الرزاق الكيلاني إلى جانب المرزوقي.
من جهة أخرى، وخلال افتتاحه حملته الانتخابية أول من أمس في تونس العاصمة، اعترف المرزوقي بتحمله جزءاً من المسؤولية خلال السنوات الثلاث الأخيرة وارتكابه الأخطاء، ثم هاجم حركة نداء تونس بقوة، وقال إن «وصول حزب التجمع القديم الذي عاد في شكل جديد في الانتخابات التشريعية يمثل خطراً على الوحدة الوطنية من خلال تغول هذا الحزب وتفرده بالسلطات».
في المقابل، شدد السبسي في افتتاح حملته الرئاسية بروضة آل بورقيبة في المنستير وسط شرق على ضرورة استرجاع الدولة هيبتها، وهو ما يستوجب رئيساً يمثل جميع التونسيين بمختلف توجهاتهم. وقال السبسي إن «مرشح الانتخابات الرئاسية يجب أن ينسى انتماءاته السياسية الضيقة ليكون رئيساً لكل التونسيين».