قدسيّة الأرض ومواقف العزّ
يكتبها الياس عشي
بعض الأمم تدخل التاريخ من أبوابه الخلفية، وتكون على الأغلب أشبه بمولود هجين، لا ذاكرة لها، ولا مواقف مشرّفة تحصّنها من العبودية بنوعيها: عبودية من الداخل، وثانية من الخارج.
هذا النوع الهجين من الآمم قال عنها سعاده: «يرى البعض أنه ليس أفضل من تنازل بعض الأمم عن حقوقها في الحياة من آجل إقامة سلام دائم وسورية القومية الاجتماعية ترفض أن تكون من هذا البعض».
الرئيس حافظ الأسد كان الأكثر تمسكاً بهذه المعادلة التي وضعها سعاده، وبشهادة دنيس روس أحد أكبر المفاوضين الأميركيين للوصول إلى اتفاقية سلام بين سورية و»إسرائيل»، كتب روس يقول:
« … ولم يكن الأسد مستعجلاً قط. كان قانعاً بالعيش من دون اتفاقية، وخصوصاً إذا لم تلبِّ تلك الاتفاقية معايير الكرامة والشرف لديه … . إنّ الأرض بالنسبة للأسد تكاد تتمتّع بصفة قدسيّة».