ماذا سيحدث إذا اعتدت الدول الغربية الآن على سورية؟
حميدي العبدالله
لا تزال الحكومات الغربية الضالعة في العدوان على سورية، ولا سيما الولايات المتحدة، تطلق التهديدات بتنفيذ اعتداءٍ عسكري ضدّ الجيش السوري بعد انطلاق معركة تحرير إدلب بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي. وعلى الرغم من أنّ الحكومات الغربية، وفي مقدّمتها الإدارة الأميركية، يمكن أن تتراجع عن تهديداتها متذرّعةً بأنّ تهديداتها أثمرت بردع سورية وروسيا ومنعتهما من استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو الاحتمال الذي لا زال مرجّحاً، ولكن ماذا لو أصرّت الولايات المتحدة وتجاهلت التحذيرات الروسية وشنّت اعتداءً استهدف مواقع للجيش السوري وحلفائه؟
على الأرجح أنه إذا وقع العدوان فإنّ الردّ سيكون على النحو الآتي:
أولاً، تصدّي وسائل الدفاع الجوي السوري التي تمّ تعزيزها في الآونة الأخيرة، ومنع المعتدين من إلحاق أذىً كبيراً بمواقع الجيش السوري، والحؤول دون إرباكه أو التأثير على سير معاركه في إدلب ومحيطها.
ثانياً، من غير المستبعد أن تشارك روسيا هذه المرة في الردّ على العدوان، على عكس موقفها في 14 نيسان الماضي، وسوف تضع تهديداتها السابقة والجديدة في التصدّي للعدوان موضع التنفيذ. ليس من الواضح الآن طبيعة الردّ هل يكون دفاعاً سلبياً أيّ إسقاط الصواريخ التي تستهدف مواقع الجيش السوري وحلفائه، أم أنّ موسكو تضع تهديداتها في نيسان الماضي عن احتمال استهداف مصادر النيران المعادية موضع التنفيذ، ربما يتعلق الأمر بشأن المسألة بمدى الضرر الذي يمكن أن يتسبّب به العدوان المحتمل، فإذا لم يكن هناك ضررٌ كبير وتمّ إسقاط الصواريخ المعتدية، فقد لا تلجأ روسيا إلى استهداف مصادر النيران، ولكن إذا حدث غير ذلك فإنّ احتمال استهداف مصادر النيران سيكون من الأمور المحتملة.
ثالثاً، إذا استمرّ الاعتداء وألحق أذىً بمواقع للجيش السوري وحلفائه، من غير المستبعد أن لا يقتصر ردّ الجيش السوري بإسقاط الصواريخ المعادية، بل استهداف القوات الأميركية التي تحتلّ أجزاء من المنطقة الشرقية والشمالية في سورية، وبالتالي وضع واشنطن أمام الخيارات الصعبة، بما في ذلك خيار حرب كبرى، ستكون أقسى من حروب الولايات المتحدة السابقة، بسبب وقوف حلفاء سورية، روسيا وإيران وحزب الله إلى جانبها.