«إسرائيل» لأميركا: إيران ثمّ إيران ثمّ إيران!

كتب حاييم شاين في «إسرائيل اليوم»:

رئيس الحكومة آرييل شارون، ومن بعده بنيامين نتنياهو، اكتشفا خطر خطة السلاح النووي الإيراني على الغرب. نتنياهو كفر بالادّعاء الإيراني الكاذب بأن الهدف من البرنامج النووي هو الطاقة. فالدولة التي تقعد على آبار النفط ليست بحاجة إلى استثمار المليارات على حساب رفاهية مواطنيها من أجل بناء المفاعلات النووية، وشراء أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم. وزعم خبراء كثيرون في الولايات المتحدة ورؤساء المؤسسة الامنية في «إسرائيل» أن نظرة نتنياهو سوداوية وهو يبالغ في تحذيراته. وتبين بعد عدّة سنوات أن الخطر حقيقيّ. كل من يشاهد ما يفعله تنظيم «داعش» مع سيارات «تندر»، السكاكين وماكينات اطلاق النار، يفهم مغزى وجود السلاح النووي لدى دولة «تحتضن شبكات إرهابية وتدعمها».

الخطر نفسه رآه مناحيم بيغن عندما أمر بقصف المفاعل النووي العراقي. وعارض ذلك زعماء «إسرائيليون» يريدون السلام، وجهات أجنبية ايضاً. وبعد عدة سنوات اعترف الجميع بأن هذه الخطوة كانت ضرورية جداً. متى سيفهمون في «إسرائيل» أن اليهود لا يستطيعون المخاطرة بوجودهم، فقد علمتنا الكارثة أنه محظور المقامرة على الأمن وأن التاريخ لا يرحم.

يتبين رويداً رويداً أن المفاوضات بين القوى العظمى وإيران آخذة في التلاشي، وأن الخبرة التي اكتسبها الإيرانيون من التجارة في البازارات الشرق اوسطية خلال آلاف السنين قامت بتسليحهم بقدرات غير موجودة لدى الغرب. الولايات المتحدة تخفف العقوبات، ومن المحتمل أن تُمكن إيران في اطار اتفاق دولي من أن تكون دولة نووية، وخلال فترة قصيرة ستكون إيران مهدِّدة وخطِرة. إن تقصير الولايات المتحدة إزاء حلفائها قد يحوّل مواطني الغرب إلى أسرى في أيدي المجانين العنيفين.

ومثل مرات كثيرة في التاريخ نحن نؤمن بـ«ويبقى يعقوب وحده ويحارب حتى بزوغ الفجر». ويتضح الآن أن رئيس الولايات المتحدة قرر أن يبيع أمن دولة «إسرائيل»، وترك الصديقة المقربة للاميركيين مقابل ما يبدو وكأنه صراع ضد تنظيم «داعش».

باراك أوباما غاضب، فقد فشلت أميركا في كل مكان تدخلت فيه عسكرياً وسياسياً. أوكرانيا، العراق، أفغانستان ومصر أمثلة على ذلك. فقوة عظمى كبيرة وقوية لا مثيل لها في التاريخ فشلت في التمييز بين الأخيار والاشرار. ايضاً في السياسة الداخلية، فإن مؤيدي أوباما خائبو الأمل، إذ تبخر الحلم وبقيت خيبة الأمل.

الآن، وقد تلبدت السماء فوق أوباما، إذ اختار أن يصبّ غضبه على دولة «إسرائيل». قصيرو النظر هم من يعتقدون أن سبب ذلك غياب التجانس بينه وبين رئيس الحكومة. فعند الحديث عن أمور مصيرية لا وزن حقيقياً للعلاقات الشخصية بين الزعماء، وكما جرت العادة، فإنّ من السهل اتهام دولة «إسرائيل» بالصعوبات التي يمر بها العالم.

إن «إسرائيل» منذ إنشائها هي الأكثر عرضة للتهديد في العالم، وتكون مضطرة مرة تلو أخرى للخروج والحرب من أجل حقوق مواطنيها ومن أجل في أمن وسلام. وقدّمت «إسرائيل» تنازلات كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات سلام، وواضح للجميع أن القيادة الفلسطينية تريد دولة واحدة بين النهر والبحر، كي تندمج في المستقبل مع «الخلافة الاسلامية». أميركا تعاني عمى سياسياً، وتوافق على هذا الامر الغريب بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 كمرحلة أولى في خطة المراحل للقضاء على «الدولة اليهودية». وكما يحدث دائماً، فإننا سنضطر إلى الوقوف «كرجل واحد وكقلب واحد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى