الصحف الأميركية: استقالة هايلي «خسارة نسائية»… وفضائح حملة ترامب مستمرة المسؤولون الأتراك مقتنعون بأنّ قتل خاشقجي تمّ بأوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي
علقت الصحف الأميركية الصادرة أمس على قبول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب استقالة نيكى هايلى، مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة، وقالت إنّ انسحابها في نهاية العام الحالي سيفقد الحكومة الأميركية صوتاً نسائياً مهماً ونادراً داخل الإدارة التي يغلب عليها الذكور، وأضافت أنّ هايلى، الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا، من أكبر منتقدي ترامب لذلك عندما تمّ تعيينها سفيرة له في الأمم المتحدة بعد أسابيع من انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 اعتبر كثيرون أنّ هذا التعيين «غصن زيتون» لإحلال السلام بينهما.
قضية اختفاء خاشقجي
من جهة أخرى نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول تركي كبير في وزارة الخارجية تأكيده أنّ اغتيال الصحافي جمال خاشقجي تمّ خلال ساعتين من وصوله.
وقالت الصحيفة إنّ مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية التركية أوضح، أنّ مسؤولين أمنيين أتراكاً استنتجوا أنّ خاشقجي اغتيل في القنصلية السعودية في اسطنبول، بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي.
ووصف المسؤول عملية القتل بالسريعة والمعقدة، حيث تمّت في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية من قبل فريق من العملاء السعوديين، ثم قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض.
وقد نفى المسؤولون السعوديون، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، هذه المزاعم، وأصرّوا على أنّ خاشقجي غادر القنصلية بحرية بعد وصوله بوقت قصير.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طالب بأن يقدّم السعوديون أدلة تثبت ادّعاءهم.
وخلصت المؤسسة الأمنية التركية إلى أنّ مقتل خاشقجي كان بأمر من أعلى المستويات لأنّ كبار القادة السعوديين فقط هم الذين يمكنهم إصدار أمر بهذا الحجم والتعقيد، حسبما قال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للإفصاح عن المعلومات السرية.
وقال المسؤول إنّ 15 عميلاً سعودياً وصلوا على متن رحلتين يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي، وقال المسؤول إنّ الخمسة عشر كلهم غادروا بعد ساعات قليلة فقط، وحدّدت تركيا الآن الأدوار التي يُعتقد أنّ معظمهم قاموا بها وهم من الحكومة السعودية أو أجهزة الأمن. وقال المسؤول إنّ أحدهم كان خبيراً بالتشريح، ويفترض أنّ وجوده كان للمساعدة في تقطيع الجثة.
جديد فضائح حملة ترامب؟
في سياق آخر كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ مسؤولا في حملة الرئيس دونالد ترامب، طلب اقتراحات في العام 2016 من شركة «إسرائيلية» لإنشاء حسابات وهمية على الشبكة الإلكترونية، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات التضليل، وجمع معلومات استخبارية، بهدف إلحاق الهزيمة بمرشحين جمهوريين آخرين منافسين لـ»ترامب»، وبالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبدأ اهتمام حملة ترامب بهذا الأمر، بالتزامن مع تكثيف الروس جهودهم من أجل دعم ترامب.
وعلى الرغم من أنّ المساهمة الإسرائيلية بالدعم كانت أقلّ من التدخل الروسي، وبدت غير متصلة بها، لكن الوثائق تظهر أنّ مساعداً كبيراً لترامب رأى أنّ إمكانية تضليل الرأي العام لقلب مزاج الناخبين، مسألة تصبّ في مصلحة المرشح المثير للجدل.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الشركة «الإسرائيلية»، التي يملكها «جويل زامل»، والمعروف بأنه التقى دونالد ترامب الابن في آب/ أغسطس 2016، في برج ترامب في نيويورك، قدّمت اقتراحات عدة، لمساعدي المرشح الجمهوري، لكن هؤلاء كانوا يطوّرون استراتيجيتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، ولا دليل على ما إذا كانوا أخذوا في النهاية بتوصيات شركة «بساي».
ومن ضمن اقتراحات شركة «بساي»، التي يديرها مسؤولون سابقون في الاستخبارات «الإسرائيلية»، خطة تمتدّ على شهر لمساعدة دونالد ترامب، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لتعميق الانقسامات بين منافسيه
ويعدّ الاقتراح وهو جزء من مشروع أُطلق عليه اسم «مشروع روما»، استخدم أسماء مشفرة للمرشحين، فترامب هو «الأسد» مثلاً، أما كلينتون فلُقّبت بـ»الغابة»، والمرشح الجمهوري «تيد كروز»، «الدب».
وذكرت الصحيفة أنّ المحققين الفيدراليين قدّموا طلباً قضائياً خلال العام الحالي، للشرطة الإسرائيلية، لمصادرة أجهزة حاسوب خاصة بالشركة، والتي تملك مقراً في إحدى المستوطنات قرب تل أبيب.