غارات التحالف الدولي تستهدف «النصرة» و«أحرار الشام»

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده مشغولة في سورية بمحاربة تنظيم «داعش» وأنها لا تحاول التدخل في الشأن الداخلي للبلاد.

وفي مؤتمر صحافي قال أوباما: «في ما يتعلق بسورية فنحن لا نهدف إلى تسوية الوضع هناك بكامله، إنما هدفنا هو عزل المناطق التي ينشط فيها تنظيم «الدولة الإسلامية»… وهناك مسألة أخرى هي التعاون مع المعارضة السورية المعتدلة التي يمكن أن تكون حليفة لنا ميدانياً».

وأقر الرئيس الأميركي بأن «المعارضة» مشرذمة تتقاتل فصائلها المختلفة في ما بينها، قائلاً إن هدف واشنطن هو «إيجاد مجموعة محورية نستطيع التعاون معها في ما بعد، متيقنين من أننا سنستطيع بعونها استعادة الأراضي من «الدولة الإسلامية»، ومن ثم سنجلس معها إلى طاولة المفاوضات في إطار حوار سياسي محتمل في المستقبل».

كما طلب أوباما من الكونغرس الأميركي الذي أصبح يسيطر عليه الجمهوريون، دعمه بتفويض جديد لقتال تنظيم «داعش» الإرهابي، وقال: «لدينا الآن عدو من نوع مختلف. الاستراتيجية مختلفة ويجب تنظيم الشراكة مع العراق ودول الخليج الأخرى والتحالف الدولي بشكل مختلف».

وأضاف إن الأمر يحتاج إلى تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ليعبر عن أن «استراتيجيتنا الحالية ليست رهينة شهرين أو ثلاثة مقبلة، وإنما هي استراتيجيتنا في المستقبل»، مضيفاً أنه سيبحث الأمر مع الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين في اجتماع في البيت الأبيض اليوم الجمعة.

وبعد يوم على تصريحات الرئيس الأميركي، شنت طائرات التحالف الدولي غارات جوية استهدفت مراكز ومخازن أسلحة تابعة لـ«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» المتحالفة معها في ريف حلب الغربي وريف ادلب في مناطق حارم وسرمدا، في ما يبدو رداً على خسارة حليفة أميركا «جبهة ثوار سورية» التي خسرت مناطق انتشار لها في ريف ادلب بعد معارك عنيفة مع «النصرة» وانسحابها من جبل الزاوية.

وفي شأن متصل، استعاد الجيش السوري أمس السيطرة بالكامل على حقل الشاعر للغاز والتلال المحيطة به في ريف حمص الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش».

وشنت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة هجوماً على الحقل من ثلاثة محاور، أسفر عن تطويق عناصر التنظيم وقطع خطوط الإمداد الواصلة إلى المنطقة الشرقية في دير الزور، والمنطقة الشمالية في الرقة، فباتت آبار المهر، وجحار، وبرج السيرياتل، والتل الغربي، وتل الراجمة، في قبضة الجيش.

واستطاع الجيش خلال الهجوم قتل العشرات وأحرق ثلاث دبابات استولى عليها التنظيم، فيما ضرب سلاح الجو الإمدادات القادمة من المنطقة الشرقية، لمنع مؤازرة المجموعات المحاصرة في قلب منطقة الحقل.

كما استهدف الجيش تحركات المسلحين وتحصيناتهم في حوش الطالب والغنطو في تلبيسة وغرب قرية الزارة في الرستن وأم صهريج وما بين قريتي سلام غربي وعرشونة بريف حمص الشرقي.

وفي ريف ادلب قالت وكالة «سانا» الرسمية السورية نقلاً عن مصدر عسكري «إن وحدات من الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين في معرة النعمان ونحليا وفيلون وسراقب والرامي وكورين ومرديخ ومزارع بكفلون والترعة وأرملا وأبو الظهور بريف إدلب».

وأضافت: «إن وحدات أخرى دمرت أوكاراً ومستودعات أسلحة وذخيرة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في وادي صخرين وجبل الزاوية بريف إدلب وقضت على نحو 15 إرهابياً وأصابت العشرات بعضهم يحملون جنسيات عربية ودمرت سبع عربات بيك أب مزودة برشاشات ثقيلة وعربة محملة بصناديق ذخيرة».

وفي اللاذقية، داهمت وحدة من الجيش السوري منزلاً كانت تتحصن فيه مجموعة مسلحة في حي الرمل، وقد أسفر الاشتباك عن مقتل مسلح وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين ومصادرة عدد من الأسلحة والذخائر.

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أعمال تدمير آخر منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية ستبدأ هذا الشهر على أن تنتهي في العام المقبل.

ونقل رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير الاسترالي غاري كوينلان عن رئيسة بعثة الأمم المتحدة المكلفة التخلص من الترسانة الكيماوية السورية سيغريد كاغ قولها إن «التحضيرات للبدء بتدمير 12 وحدة إنتاجية باقية، سبع مستودعات وخمسة أنفاق تحت الأرض، سوف تفكك في وقت لاحق هذا الشهر، وسيتم الانتهاء من العمل قبل صيف عام 2015». وأضاف أن هناك وحدة أخرى ستدمر أيضاً.

من ناحيته، أعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين أن عملية التدمير سوف تبدأ في الأسبوع الأول من هذا الشهر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى