الملتقى الشعري في رابع أيام «مهرجان دمر الثقافي»
بلال أحمد
خُصّص «مهرجان دمر الثقافي» الثاني اليوم الرابع من فعالياته للملتقى الشعري بمشاركة مجموعة من الشعراء قدّموا نتاجات متنوعة في الأسلوب والمضمون. الملتقى الذي أشرف عليه الشاعر صالح هواري بدأته اسيل الأزعر بقصائد من النمط العمودي ارتقت فيها لمستوى متألّق من حيث الصور والتراكيب والقافية العفوية فتقول في قصيدة بعنوان «صورة ونغمة»:
«أشجار دري بالعقيق تزيّنت
وبحمرة الياقوت ضاءت موكبا
فصل الخريف وما أجل بهاؤه
يهب الحياة من التفكّر مذهبا».
الشاعرة مرام دريد النسر ارتقت بقصائدها العمودية من خلال الصور والإيقاع والانسيابية وكانت متمكنة من القافية واللغة، إضافةً إلى رقة مواضيع القصائد الوجدانية والعاطفية والوطنية فتقول في قصيدة بعنوان «جداول الشوق» مشيرة إلى الذين هجروا أوطانهم:
«أوقدت شمعي في الظلام لأتبعك
وتركت خلفي ألف حلم ودّعك
نادت اليك سهولها وهضابها
حتى الشذى في الغوطتين تتبعك».
أما الشاعرة سلام تركماني فقدمت قصائد من النمط النثري وعوّضت عن الإيقاع والموسيقى الخارجية بالمعاني الشعرية المبتكرة والصور الشفافة لترتقي بنصوصها النثرية إلى مملكة الشعر، فتقول في نص بعنوان «موت مدهش»:
« كي لا أكون عادية
قررت أن أموت رشا بالحذر
قررت أن أموت بالسر
كما أهواك
سأموت بالمصادفة البحتة».
أما الشاعر غدير اسماعيل فتنوع شعره بين العمودي وشعر التفعيلة وكانت قصيدته الأولى شبيهة بنفحات صوفية وجدانية عالية التشكيل الفني والأدبي، حيث يقول في ختامها:
«الفجر وحده مَن يداعب جسمها
عرف الحقيقة ثم غالى واحترق».
وألقى الشاعر صالح هواري في ختام الملتقى بعضاً من قصائده بناء على طلب الحضور ليضيئه بشعره كما أضاءه بتعليقاته على قصائد المشاركين. وقال هواري: «أجاد الشعراء فيما قدّموه وهذا يبشر أنه ما زال للشعر دوره الفاعل في الحركة الأدبية وأغلبهم اعتمد الوجدانية والغنائية واستخدم الصور قريبة التناول ولم يجنح إلى الصور التركيبية لئلا يذهب ومض الشعر من خلال غموضها».
أما المشرف على المهرجان الباحث الموسيقي أحمد بوبس، فبين أن الفعاليات تراعي التنوّع، حيث تتضمن إضافة للشعر أمسية غنائية تكريماً لأحد الملحنين السوريين الكبار وندوات قصصية وملتقى سينمائياً بهدف إنماء الحركة الثقافية في دمشق.