الحكمة الضائع بين وعود القوات والاستقالات!
في الوقت الذي تقدّمت فيه «القوات اللبنانية» بعرض لإنقاذ نادي «الحكمة» من الأزمات الكثيرة التي يتخبّط بها وأبرزها الأزمة المالية، يحاول عدد من الأعضاء التمسك بكراسيهم أو على الأقل بأي شيء يبقيهم في صورة النادي الجماهيري الكبير منعاً لما يعتبرونه «نهاية إدارية مأساوية». وفي حين أكدت مصادر «قواتية» أن حجم دين النادي الأخضر تجاوز 2.5 مليون دولار من دون احتساب موزانة السنة الحالية المقدّرة بنحو 900 ألف دولار لفريقي كرة القدم وكرة السلة، يبرز السؤال: من يتحمل مسؤولية هذا الدين المرهق، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأسبق للنادي نديم حكيم أنه حين غادر النادي لم يترك ليرة واحدة كدين على النادي باستثناء عقود اللاعبين، ولم ينفِ كلامه أحد من الإداريين، وبينهم الرئيس الحالي سامي برباري والامين العام ميشال خوري ونائب الرئيس باتريك عون وأمين الصندوق ريمون أبي طايع، تعرف حجم تلك العقود.
واللافت أنّ الإدارة الحالية وبعد مدة من استلامها لمهامها أكّدت بأنها أمنت مبالغ كبيرة ليتبيّن لاحقاً بأنها قليلة نسبة للموزانة الموضوعة من قبل رعاة مقربين إلى «القوات اللبنانية» ومن المكلف بالملف المهندس بول معراوي، ما يعني أن التمسك بعدم الاستقالة سيقفل أبواب تلك الشركات والرعاة في وجه الإدارة فيما لو أصرت على البقاء، وهو ما يعني حكماً زيادة في الدين وإمعاناً في ضرب النادي وصورته، وهو الأمر الذي تتحمل مسؤوليته الإدارة المنتخبة منذ 3 آذار 2016 بالكامل.
من جهة ثانية، تردّد أنّ هناك مفاوضات سرية يجريها أحد أعضاء اللجنة الإدارية مع الجهة المكلفة ملف النادي حول استعداده للاستقالة وعدم الترشح مجدّداً، وهو الأمر الذي اكتشفه بعض الأعضاء من رفاقه، وهذا ما خلق بلبلة فيما بينهم. الحكمة يعيش حالياً في مرحلة القلق والانقسام، وجمهوره يترجم مشاعره بصرخات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بدّ أن ينعكس الأمر سلباً على مسيرة فريقيه في السلّة والقدم.