الحرب القادمة… قادمة
بلال شرارة
المفترض أنني أستريح اليوم الخميس على غير عادة الآخرين في أيام الجمعة و الأحد . اليوم أخصصه لبنت جبيل، باعتباره يوم السوق، إلاّ أن الصديق د . ربيع الدبس أبى إلاّ أن يجرني إلى الصحافة المكتوبة مجدداً، رغم أني أعتبرها بعد الإنترنت والصحف الإلكترونية والـ«فيسبوك» والـ«تويتر» وغيرها قد ماتت.
إذن ها إني أعود أقف على هذا العمود مرة في الأسبوع، ولم يعد لديّ يوم لأستريح فيه وإليه، لذلك سأشغل بالكم وسأكتب عن الحرب. أي حرب؟ فهناك حروب صغيرة وكبيرة لا تعد ولا تحصى من المحيط إلى الخليج تشغل بال الجميع؟ وبالتسلسل الإخباري هناك حروب:
كوباني، بنغازي، اليمن، قضاء هبت ومجزرة «داعش» ضد عشيرة البونمر، حرب حلب المدينة الرئيسية في مفهوم الرئيس الفرنسي هولاند في المعركة ضد «داعش» ، حرب سيناء ورفح المصرية والأنفاق والمجزرة ضد الأجهزة الأمنية المصرية.
وهناك أساساً حـرب الملف النووي الإيراني والحديث عن خريطة طريق في مسقط، وحرب القدس، وحرب الإيبولا والحرب الرقمية ضد المخدرات.
– 2 –
إلا أن الأساس يبقى السؤال: أين تقع الحرب الحقيقية القادمة؟ من يشنّها ومن تستهدف؟ الجواب عن ذلك ليس سهلاً في عالم «محلي» يمسك أطراف ثوبه المحللون الاستراتيجيون ! الذين يقعون على مساحة الشاشات كافة ولا يتركون شاردة وواردة، ويحفظون الأسماء والعناوين وأرقام السيارات والهواتف عن ظهر قلب.
إلا أنني أزعم كخبير رافق الحوادث في الشرق الأوسط ومتخصص في شؤون المنطقة وإعلامي سابق وكاتب وشاعر و… أزعم أن الحرب القادمة ستكون «إسرائيلية» وستتجاوز المخاوف من تحركات «المعارضة» السورية على جبهة الجولان مع العدو. وستتجاوز حرب غزة، لكنها ستستفيد من تجربتها لتكون حرباً تدميرية بالنار «الإسرائيلية» ضد لبنان وفي العنوان ضد حزب الله في لبنان.
الحـرب ستقـع كلما اقتربت مـواعيد انتخابات الكنيست ونتنياهو المأزوم «إسرائيلياً»، خاصة مع استقالة وزير داخلية الذي وضع نفسه بين فكي كماشة في غزة والضفة، وبخاصة جبهة القدس، والذي بدأ يخسر الحرب الدبلوماسية جراء شروطه على «حل جون كيري للدولتين» ويتعرض لضغوط دبلوماسية واقتصادية وأوروبية، وقد عانى وزير حربه من مقاطعة مسؤولين أميركيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن والمخاوف من اقتراب توقيع تفاهمات إيرانية مع الغرب على قاعدة خريطة الطريق التي رسمت في مسقط، وتراجعـت اسهمه كـلاعب شرق أوسطي في حلف الناتو مقابل الرئيس التركي.
– 3 –
أردوغان في الأجوبة عن الأسئلة القلقة في الصراع على الأدوار في الشرق الأوسط، وسيجد أن الخيار الوحيد أمامه هو الجيش أي الحرب والجبهة الوحيدة المتبقية هي لبنان، وهو لذلك يؤهل الموقف لهذه الحرب عبر تعيين الجنرال أفيف كوخاني رئيس شعبة الاستخبارات السابق قائداً للجبهة الشمالية، وأعلن هذا الأخير أن الجبهة الشمالية تقع في عين العاصفة التي تهب على الشرق الأوسط، ويترافق ذلك مع رسم جنرالات «إسرائيليين» لسيناريوات حول الحرب القادمة؟
إذن هذه الحرب ستقع على جبهتنا.
ألا يستدعي ذلك انتباهنا وأهبتنا؟
هل تراني أبالغ؟
أم أن الهواجس على تلك الجبهة تحكم لبنان كلّه؟
أزعم أن من كانت «إسرائيل» عدوّه فهي عدوّ كاف.